"دافع عن إنسان ما" شعار اليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام، حيث يحتفل العالم بيوم حقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر من كل عام، ذلك اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وتعود البداية الرسمية للاحتفال بهذا اليوم إلى عام 1950، حيث أصدرت الجمعية العامة قرارًا دعت فيه جميع الدول والمنظمات الدولية إلى اعتماد اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وفي هذا اليوم تنظم الأمم المتحدة العديد من الاجتماعات الحقوقية المهمة والأحداث والمعارض الثقافية المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان، كما يتم أيضًا توزيع جائزة الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان.
موسوعة جينيس
أصبح الإعلان العالمي هو المعيار الدولي لحقوق الإنسان، والوثيقة الإنسانية الأكثر عالمية بعد أن أعلنت موسوعة جينيس للأرقام القياسية أنَّ هذا الإعلان يعد أكثر وثيقة ترجمت في نوفمبر عام 1999 عندما ترجمت إلى 298 لغة، وفي عام 2009 وصلت الترجمات إلى 370، واليوم تتاح الوثيقة بلغات ولهجات في مختلف أنحاء العالم.
مواد الإعلان
احتوى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ثلاثين مادة اشتملت على الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية التي يجب أن يتمتع بها جميع البشر، وتبدأ أولى تلك المواد بالقول "يولد جميع الناس أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا العقل والضمير، وعليهم أن يعامل بعضهم بعضًا بروح الإخاء."
"دافع عن إنسان ما"
يأتي اليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام تحت شعار "الدفاع عن حقوق إنسان ما"، حيث تؤكد الأمم المتحدة أنَّ هذا الشعار يعني أن مسؤولية واحترام حقوق الإنسان تقع على عاتق جميع الناس، وعليه يجب على كل واحد منا القيام بعمل ما يصب في النهاية في مجال حقوق الإنسان، كالقيام بخطوة إلى الأمام أو الدفاع عن حقوق أحد اللاجئين أو المهاجرين أو أحد الأشخاص ذوي الإعاقة أو امرأة أو أحد الأشخاص من السكان الأصليين أو أحد الأطفال أو أي شخص آخر يعاني خطر التمييز أو العنف.
مادتان
تحرص المملكة العربية السعودية أشد الحرص على حماية وتعزيز حقوق الإنسان على المستويات كافة، وذلك وفق نص المادة 26 من النظام الأساس للحكم التي تنص على "الدولة تحمي حقوق الإنسان وفقًا للشريعة الإسلامية"، وكذلك من خلال جهود هيئة حقوق الإنسان والمؤسسات ذات العلاقة.
وعلى الرغم من أنَّ هذا الإعلان يعد وثيقة توصية من الأمم المتحدة إلى جميع حكومات العالم للعمل بها، إلا أن أغلب الحكومات تعمل بهذا الإعلان وفق ما تراه متفقًا مع دياناتها وأعرافها وتقاليدها المجتمعية.
ومن هذا المنطلق –بحسب ما نشره موقع هيئة حقوق الإنسان- تحفظت المملكة العربية السعودية على مادتين من الإعلان هما المادة 16 والتي تنص على أن "الرجل والمرأة متى أدركا سن البلوغ حق لهما التزوج وتأسيس أسرة، دون أي قيد بسبب العرق أو الجنسية أو الدين، وهما يتساويان في الحقوق خلال قيام الزواج ولدى انحلاله"، وذلك لتعارضها مع حرمة زواج المسلمة من غير المسلم، وزواج المسلم من الوثنية.
وكذلك تحفظت المملكة على المادة 18 من الإعلان التي تنص على "لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم بمفرده أو مع جماعة وأمام الملأ أو على حدة"، وذلك لتعارضها مع تحريم الإسلام للردة.
مرجعية إسلامية
كفلت المملكة العربية السعودية وفق أحكام الشريعة الإسلامية حماية حقوق الإنسان وصونها، باعتماد أنظمة لذلك، وهي "نظام الحماية من الإيذاء، نظام حماية الطفل، نظام رعاية المعوقين، نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، لائحة عمال الخدمة المنزلية ومن في حكمهم"، إضافة إلى الأنظمة السياسية وأنظمة التعليم والصحة والعمل والقضاء والرعاية الاجتماعية والبيئة والإجراءات الجزائية والمطبوعات والنشر ومكافحة الجرائم المعلوماتية وغيرها.
وقد وقَّعت المملكة على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة، واتفاقية حقوق الطفل، والبرتوكول الاختياري لاتفاقية الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية الطفل والمتعلق ببيع الأطفال وبغائهم واستغلالهم في المواد الإباحية، واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والميثاق العربي لحقوق الإنسان.
وكان من أبرز القرارات التي اتخذت لتفعيل هذه الاتفاقيات في المملكة، "تعيين 30 امرأة في مجلس الشورى، حق المرأة في الترشح والانتخاب لعضوية المجلس البلدي، إلزام أصحاب العمل بتوفير التأمين الصحي للعاملين الأجانب، حظر تشغيل العمال تحت أشعة الشمس من الساعة 12 ظهرًا، وحتى 3 مساءً، برنامج حماية الأجور للتأكد من التزام المنشآت بدفع الأجور للعاملين بالوقت والقيمة المتفق عليها، إنشاء ملحقيات عمالية في بعض سفارات المملكة، حظر العمل الجبري واحتجاز أجر العامل دون سند قضائي".
مبادرات
اتخذت المملكة العربية السعودية عددًا من المبادرات لتفعيل حماية وصون حقوق الإنسان، منها مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز –يرحمه الله- للحوار بين أتباع والثقافات، وافتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز –يرحمه الله- العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان في المملكة، إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إنشاء لجنة وطنية دائمة لمكافحة الاتجار بالأشخاص.
عضوية المملكة
ولأنَّ المملكة جادة في مسيرتها لحماية وصون حقوق الإنسان، ودعمها للقضية الفلسطينية وحق عودة اللاجئين، وغيرها من القضايا الحقوقية الإنسانية المشروعة، وما استجد حول ذلك من إجراءات وفق "رؤية المملكة 2030"، فقد فازت بتمديد عضويتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال عملية التصويت التي عقدتها الجمعية العامة في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، وعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة للتصويت على انتخاب 14 عضوًا في مجلس حقوق الإنسان لخلافة الأعضاء الذين تنتهي فترة عضويتهم في 31 ديسمبر 2016، وبعد جولة التصويت السري رفع رئيس الجمعية العامة بيتر تومسون الجلسة لفرز الأصوات قبل أن يعلن النتيجة، وتمتد العضوية في مجلس حقوق الإنسان، الذي يضم 47 عضوًا، لمدة 3 سنوات يمكن تمديدها لفترة واحدة إضافية.