خبير بيئي: 10 أمراض وبائية تهدد طلابنا في المدارس المستأجرة

بينها التهاب الكبد الوبائي والاكتئاب
خبير بيئي: 10 أمراض وبائية تهدد طلابنا في المدارس المستأجرة

كشف أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى نائب رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية والبيئة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني، أن هناك أكثر من 10 أمراض تطارد أبناءنا في المدارس، وذلك بموجب الدراسة التي أقرتها منظمة الصحة العالمية؛ الأمر الذي يزيد فرصة حدوثها في ظل وجود المدارس المستأجَرة في السعودية، التي لا توجد فيها أماكن مناسبة للفسحة، وبها فصول وممرات ضيقة، مع عدم وجود الصيانة اللازمة للمرافق الصحية، وعدم الاهتمام بالنظافة، وعدم وجود مرشد صحي في كل مدرسة.

وأضاف تركستاني: من المخاطر البيئية أن الأمراض التي تلاحق أبناءنا الطلاب في ظل بيئة خصبة لمسببات مرضية هي النزلات المعوية، الالتهاب الكبدي الفيروسي «أ»، الجدري، الحصبة، حساسية الصدر، نزلات البرد، التهاب الحلق، الإنفلونزا، الاكتئاب، الفصام، الأمراض الجلدية والسمنة. وهذه الأمراض العشرة الأكثر تهديداً لصحة أبنائنا في المدارس، خاصة في المرحلة الابتدائية، تليها المرحلة الإعدادية، والأقل تأثيراً في المرحلة الثانوية.

مسببات مرضية
وأشار تركستاني إلى أن تلاميذ المدارس أكثر عرضة للإصابة بالأمراض نتيجة الازدحام في الفصول، والبقاء فترة طويلة خارج المنزل؛ ما يضطرهم إلى تناول الأغذية الملوثة؛ وبالتالي يصابون بأمراض التلوث الغذائي التي تصيب الجهاز الهضمي، وتكثر في الصيف لغزارة توالد الذباب في الجو الحار.

وشدَّد على أن النظافة الشخصية أهم وسائل الوقاية من هذه الأمراض، إضافة إلى نظافة الغذاء والقضاء على الذباب، بينما من أهم أمراض التلوث الغذائي الالتهاب الكبدي الفيروسي «أ»، وهو أخطرها، ثم الحمى التيفودية والنزلات المعوية.

وتابع تركستاني: الالتهاب الكبدي الفيروسي "أ" ينتقل عن طريق الأطعمة الملوثة من الأيدي القذرة التي تتناوله، وتشترك في إعداده، وعن طريق الذباب. ويجب أخذ بعض النصائح للطلبة في المدارس من الأطباء المعالجين لهذا المرض.

 وأردف: إذا أُصيب الطفل بهذا المرض فعليه أن يتناول طعاماً عادياً مثل باقي أفراد الأسرة. والقيود الغذائية التي يفرضها بعض شباب الأطباء في هذه الحالات لا مبرر لها على الإطلاق، بل على العكس، فمريض الكبد يحتاج إلى غذاء صحي متوازن؛ ليساعده على الشفاء. والنزلات المعوية أيضاً تنتقل عن طريق تلوث الغذاء أو الشراب، إلا أن الميكروب في هذه الحالة لا يصل إلى الكبد، وإنما يبقى في القناة الهضمية مسبباً قيئاً متكرراً وإسهالاً، تختلف درجته من حالة إلى حالة.

التيفويد الهضمي
واستطرد: من ضمن الأمراض التي تهدد طلابنا التيفود (النوع الثالث)، وهو من أمراض الجهاز الهضمي التي تصيب الأطفال في المدارس، وهو مرض قديم في مصر، لكنه اختفى لفترة طويلة، ثم عاد من جديد نتيجة انتشار القمامة في الشوارع وتوالد الذباب فيها، لكن التيفويد لم يعد مخيفاً كما كان في الماضي؛ لأننا أصبحنا نملك ترسانة من المضادات الحيوية الآمنة.
 
وقال: تنتشر في المدارس في فصل الصيف النزلات المعوية والالتهاب الكبدي الفيروسي أو الجديري والحصبة، لكن عدد الأطفال المصابين قلّ كثيراً عن ذي قبل نظراً للتطعيمات التي يتم إعطاؤها للأطفال. أما بالنسبة لأمراض الشتاء فتتمثل في الإصابة بحساسية الصدر ونزلات البرد والتهاب الحلق والإنفلونزا.

وزاد: لتجنب العدوى من النوعين لا بد من عدم تكدس الطلبة في الفصول، والتهوية الجيدة، مع ضرورة الاعتناء بغسل الأيدي بالماء والصابون قبل الأكل، واستعمال المناديل الورقية، وضرورة الحرص على عدم استعمال الأدوات غير الشخصية، والحرص على تطهير حمامات المدارس؛ لأن عدوى النزلات المعوية والالتهاب الكبدي «أ» ينتقلان عبر الحمامات. كما يجب على الأسرة التي تعرف بإصابة ابنها ألا تسمح له بالذهاب إلى المدرسة حتى يشفى تماماً.

الاكتئاب
ولفت تركستاني إلى أن الاكتئاب أخطر أمراض العصر، وأطباء علم النفس يقولون إن هناك أمراضاً نفسية عدة منتشرة لدى تلاميذ المدارس، منها الاكتئاب بسبب الظروف والعوامل المحيطة بهم من عنف وزحام؛ إذ يصل عدد التلاميذ بالفصل الواحد إلى 50 تلميذاً، حتى أصبحنا نسمع عن حوادث انتحار بعض تلاميذ المدارس.

ومضى يقول: كما أن بعض طرق التدريس الخاطئة تصيب التلاميذ بارتفاع معدلات الغباء؛ فالطالب بات يحفظ ويهمل قدرته على الفهم، وهذا الحفظ يحدث أحياناً رغماً عنه نتيجة طلب بعض المدرسين من الطلبة إنهاء المنهج استعداداً للامتحان. ولتجنب أمراض الاكتئاب والفصام الذي يشعر به طلاب المدارس نتيجة انفصال ما يدرسونه عن الواقع يجب على وزارة التربية والتعليم إعادة هيكلة العملية التعليمية مع تفعيل دور المشرفات الصحيات للقيام بدورهن على أكمل وجه.
 
الأمراض الجلدية
وأردف تركستاني: بشأن الأمراض الجلدية الأكثر انتشاراً بين التلاميذ يرى أطباء الجلدية أن الأمراض المنتشرة في المدارس معظمها جلدية ناتجة من وجود تكدس عدد هائل من الطلبة، وخصوصاً في مدارس البنات والأولاد بشكل عام في المناطق العشوائية، والمدارس المستأجرة. فالبكتيريا الناجمة عن انتشار حشرات القمل والصئبان ينجم عنها التهابات في الرأس، إلى جانب وجود عدد من الأورام الجلدية. وهناك عدد من الأمراض أكدت الدراسات أن تلاميذ المدارس الابتدائية أكثر عرضة لها، تأتي في مقدمتها ارتفاع درجة الحرارة نتيجة التغيرات الجوية، وعدم وجود بيئة اجتماعية مناسبة للتلاميذ في المرحلة الابتدائية. وثاني تلك الأمراض سوء التغذية والتسمم الناتج في بعض الأحيان من الوجبات المدرسية المنتهية الصلاحية.
 
السمنة
ويرى أخصائي التغذية أن الخدمات المقدمة في المدارس تكاد تكون ضعيفة أو معدومة، ومن هذا المنطلق فقد تحولت الرغبة في التعليم إلى وجود دافع قوي من قِبل الطلاب للهروب من النظام السيئ، وهذا تمثل في شكلين، إما وجود إقبال كبير منهم على الغذاء لحدوث ما يسمى بالهروب من واقعهم المرير الذي يعيشون فيه في ظل ازدراء مستوى التعليم، وتكون نتيجته السمنة المفرطة، التي بتنا نلاحظها بشدة في المرحلة الابتدائية، أو يحدث العكس، وهو وجود عدد من التلاميذ يعانون سوء التغذية؛ وبالتالي يصابون بفقر الدم وانعدام القدرة على التركيز لوجود علاقة بين التغذية السليمة والقدرة على الفهم والاستيعاب.
 
وقال: لا بد من الاهتمام بتغذية الطفل بالمرحلة الابتدائية وعلى مستوى مراحل التعليم، بالحصول على وجبة رئيسية مكونة من فول ولبن يومياً، مع الاهتمام بتناول الخضراوات والفواكه؛ لأن ذلك يمثل عنصراً أساسياً في تنمية ذكاء الطالب؛ وبالتالي التغلب على كل المشكلات الصحية المتعلقة بالتغذية التي تصيب 90 في المائة من أطفال المدارس. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org