دوري جميل: سبع جولات تشهد إقالة سبعة مدربين.. الهدر المالي مستمر

مدربان وطنيان يعددان أسبابها.. وتعتبر من أسوأ ظواهر المستديرة
دوري جميل: سبع جولات تشهد إقالة سبعة مدربين.. الهدر المالي مستمر

يأبى دوري جميل إلا أن يتصدر مشهد الصدارة بين دوريات العالم بواحدة من أسوأ الظواهر في عالم المستديرة، هي ظاهرة إقالة المدربين؛ إذ لا يكاد يمضي موسم إلا ويتجاوز عدد المقالين عدد الأندية المشاركة في دوري جميل!
 
 وأطلت ظاهرة إقالة المدربين برأسها في الدوري السعودي هذا الموسم مبكرًا مع نهاية الجولة الثانية، ولم يكد يمضي على انطلاقته سوى سبع جولات حتى دخلت الأندية في سباق مع هذه الظاهرة؛ فكان ضحايا هذا السباق سبعة مدربين، بمعدل مدرب بكل نهاية جولة! فقد افتتح الخليج باب الاستغناء عن المدربين بإقالته مدربه البلجيكي باتريك دي وايلد بعد المرحلة الثانية، تلاه الهلال والفتح بالإطاحة بمدربيهما الأوروغوياني غوستافو ماتوساس والبرتغالي ريكاردو سابينتو، ولحق بها الأهلي بتخليه عن مدربه البرتغالي غوميز بالتراضي بعد نهاية المرحلة الرابعة.
 
 وفي الجولة الخامسة قرر التعاون وضع حدٍّ لعلاقته مع المدرب الهولندي داريو كالزيتش، فيما شهدت الجولة السابعة إطاحة الاتفاق بمدربه التونسي جميل بلقاسم، وتقديم مدرب القادسية الوطني حمد الدوسري استقالته.
 
 وهذه الظاهرة ليست بجديدة، بل أصبحت مرافقة للدوري السعودي الذي يستهلك مدربين في الموسم الواحد أكثر من جميع الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى مجتمعة. ففي مقارنة بسيطة نلاحظ منذ انطلاقة دوري المحترفين السعودي موسم 2008-2009 أن عدد المدربين الذين تولوا التدريب في دوري المحترفين بجميع أسمائه يفوق عدد الجولات الملعوبة إلى الآن؛ إذ بلغ عدد المدربين 253 مدربًا، بينما عدد الجولات 207.
 
 وقد علق المدرب الوطني علي كميخ لـ"سبق" على هذه الظاهرة قائلاً: "هي ظاهرة عالمية، لكنها استشرت بشكل كبير في الوطن العربي، وبالأخص بالدوري السعودي بشكل مخيف ومقلق.. ولا تعتمد على كفاءات المدرب وقدراته على العمل، إنما تعتمد على النتائج، إضافة إلى أن النتائج أحيانًا لا تكون في صالح المدرب عطفًا على ما يقدمه داخل الملعب؛ لا بد أن يكون هناك تناغم بين الجهاز الإداري واللاعبين والمدرب لخلق أجواء مناسبة داخل الملعب وخارجه؛ وذلك لتقديم الأفضل، وتحقيق الأهداف المرسومة للفريق".
 
 
وأضاف: "هي تختلف بين الفرق؛ فبالنسبة للفرق المتوسطة دائمًا ما يكون الهدف الأول البقاء في دوري المحترفين، والهدف رقم اثنين التقدم في سلم الترتيب. أما الفرق الكبيرة فلها طموحات مختلفة، هي الحصول على البطولات، والتتويج بالألقاب".
 
 وأوضح أنه يجب أن يكون هناك قناعة لدى الشارع الرياضي والإعلام الرياضي بأن الفريق يقدم أفضل مستوياته، لكن النتائج تكون دون مستوى الطموح، ليس لسوء في عمل المدرب، لكن الحظ في كثير من الأحيان يلعب دوره؛ لذا يجب أن تتحلى الأندية بالصبر، ويكون هو العنوان، مستشهدًا على ذلك بتجربة فريق الفتح بالإبقاء على مدربه فتحي الجبالي قرابة سبعة مواسم.
 
 وأشار في كثير من المرات إلى أن اللاعبين لا يساعدون المدرب على تطبيق أفكاره في المستطيل الأخضر، وحين يكون هناك ظروف إدارية كمطالبات مالية ينعكس ذلك على عمل المدرب داخل الملعب، وهي من الأشياء الصعبة أنك تشحذ همم اللاعبين وهم مكبلون بمطالبات مالية بعدم استلام مستحقاتهم، أو ظروف معينة.
 
 وأفاد المدرب الوطني بأن التدريب يعتبر حلقة متناغمة بين اللاعبين والجهاز الإداري والإعلام والجماهير، إلى جانب تصعيد اللاعبين ضمن الأفكار والخطط التطويرية لعمل أي مدرب، كما يحدث الآن مع فريق الاتحاد؛ فهو يتصدر جدول الترتيب بفضل هذه السياسة.
 
 وكشف كميخ أن المسؤول عن اتخاذ القرارات باستقدام المدربين أو إقالتهم هو رئيس النادي، بالتنسيق مع أعضاء الشرف؛ فهم يعيشون تحت الضغط الجماهيري، أو ضغط النتائج أو الإعلامي.
 
 
أما المدرب والإعلامي السعودي يحيى جابر فأكد أن إقالة المدرب تنم عن جهل إداري، وطريقة غير مسؤولة من قِبل إدارات غير مؤهلة، تصل لقيادة الأندية السعودية، وتبحث عن الشهرة، بدون مؤهلات إدارية أو رياضية أو فكرية.
 
 وتابع: "لقد طالبنا من قبل بأن تخضع الأندية لجمعيات عمومية سليمة وشعبية واسعة، تقدم من خلالها ملفات الرؤساء وأعضاء الإدارات للجماهير، وليس بالواسطة من قِبل مجلس أعضاء الشرف الذي هو الآخر لفيف من الجهلة بكرة القدم والأندية، ويبحث عن البروز".
 
 وأضاف: "إذا قضينا على المحسوبيات في الهيئة العامة للرياضة التي تقود الحركة الرياضية سنقضي على مشاكل الأندية عمومًا، التي من بينها اختيار إدارات هشة منذ سنوات طويلة، تمارس أخطاء فظيعة، قادت الأندية لكوارث مالية ضخمة، ثم تنفثها في وجه الهيئة.. والضحية هي الرياضة السعودية التي ضاع من عمرها 40 عامًا، وسيضيع مثلها مستقبلاً بسبب الجهل في التخطيط الإداري والتخصص الرياضي السعودي".
 
 وأردف: "هذه الظاهرة إساءة لسمعة الكرة السعودية في عالم التدريب بالكرة القدم العالمية، من خلال صراعات وأخطاء وإقالات مستمرة باهظة الثمن، تقدر بمليارات على مدى تاريخ رياضتنا، والنتيجة كانت أصفارًا".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org