د.النمر لـ "سبق": إطلاق النار على الأطباء ظاهرة عالمية.. وهذه حكاية المريضة الأربعينية التي "كسر" زوجها قلبها

قال إن "الدوام" ومراجعة الدوائر الحكومية و "الرياضة" في رمضان تُعرض الصائمين للجفاف وضربة الشمس
د.النمر لـ "سبق": إطلاق النار على الأطباء ظاهرة عالمية.. وهذه حكاية المريضة الأربعينية التي "كسر" زوجها قلبها

- مطاعم المثلوثة والمندي ومقاهي المعسل والشيشة.. التحدي الأعظم للصحة في مجتمعنا ودليل قوة التسويق.

- لا أنسى قصة الطبيب الذي أوصاني كثيرا بالاهتمام بمريض كبير السن متعدد الأمراض وتوقع وفاته في أي لحظة..  لكنه مات قبله وعاش المريض.

- حزنت كثيرا على معلمة الابتدائي التي توفيت في حادث سير.. وأخرج "جنينها" من رحمها حيا بـ "قيصرية" الطوارئ.

- إضافة زيت الزيتون والثوم والليمون للأكل وعصير الرمان والشاي الأخضر وشرب الماء قبل النوم.. كلها شائعات بلا فوائد صحية.

- نمط حياة أغلب الموظفين ضائع بين الثالوث الخطير.. "الكبسة" و"الاستراحة" و"الشيشة".

- لا يهم أكل لحم "الضب" أو "النيص" أو حليب "خلفات" أو تمر.. طالما وجد المفتاح السحري.

- مرضى القلب يستطيعون صيام رمضان كاملا بشروط.. عدا أصحاب الثالثة والرابعة.

- الضغط النفسي والتوتر المستمر يسببان الجلطات وهما أقوى تأثيرا من أمراض الضغط والسكري.

"لقاءات رمضانية" – سبق – الرياض (تصوير/ عبد الملك سرور): يقول الدكتور  خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير الطبقي والنووي، ووكيل كلية الطب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: "الاعتداء على الطاقم الطبي بدون سابق معرفة ظاهرة دولية لأن الإنسان يكون في حالة انفعال نفسي، وتوتر، ويجب على جميع الإدارات الطبية وضع قوانين، وسن تنظيمات تمنع حدوثها.

موضحا في حواره مع "سبق" أن انتشار مطاعم المثلوثة والمندي بأكلاتها الدسمة ذات السعرات الحرارية العالية، وتزايد مقاهي المعسل والشيشة، وقلة ممارسة الرياضة في المجتمع، مؤشرات سلبية بارتفاع الإصابة بالأمراض المزمنة في الجيل الشاب. مؤكدا خطأ الانطباع المنتشر عند بعض الناس بأنه كلما زادت حرارة الجو، وكلما اشتدت الرطوبة، وكان الإنسان جائعا فإنه يحرق الشحوم التي في جسمه أكثر لأنه لا يوجد طعام في المعدة. مبيناً أن إضافة زيت الزيتون للأكل، وشرب ماء قبل النوم، وتناول عصير الرمان، وشرب الشاي الأخضر بعد الأكلات الدسمة، كلها شائعات لا تؤدي إلى فوائد طبية للمرضى. وقال "إن الاكثار من النشويات، والسكريات، وقلة الحركة، وزيادة الدهون الثلاثية هي من أكثر العادات الغذائية السيئة التي تمارس في شهر رمضان الكريم"، وأن الغالبية العظمى من مرضى القلب يستطيعون صيام رمضان حسب الدراسات الطبية.. ويتناول الحوار عددا من المحاور الصحية المهمة، فإلى تفاصيله:

 رمضان في عز الحر

** يأتي شهر رمضان الكريم هذا العام في عز الصيف، والحرارة العالية، فبماذا تنصح المرضى الراغبين في الصيام، وكذلك محبي ممارسة الرياضة؟

هناك انطباع خاطئ عند بعض الناس وهو أنه كلما زادت حرارة الجو، وكلما اشتدت الرطوبة، وكان الإنسان جائعا فإنه يحرق الشحوم التي في جسمه أكثر لأنه لا يوجد طعام في المعدة، وهذا مفهوم خاطئ من عدة نواحٍ: أولها أن ما يحرق الشحوم هو عدد السعرات الحرارية المستهلكة، وليس كمية العرق التي تنزل منك بل كلما ازدادت كمية العرق فهي رسائل غير مباشرة من جسمك أنه يعاني كثيرا في ضبط حرارتك الداخلية مع الجو المحيط بك. ثانيا: هناك شروط دولية معروفه لممارسة الرياضة من غير مخاطر صحية من الجفاف أو ضربة الشمس أو ما يسمى عضة البرد القارس، فمثلا لا ينصح أبدا أن تمارس الرياضة في جو درجة حرارته تقترب من الصفر شتاء ولا جو درجة حرارته تقترب من الخمسين صيفا! بل لا بد أن تكون درجة حرارة المحيط بك من 23 إلى 25 درجة مئوية ودرجة الرطوبة لا تزيد عن 40% تقريبا. كما أنه يجب التأكيد أنه ليس المهم كمية العرق وإنما كمية الجهد المبذول وعدد السعرات الحرارية المحروقة. ثالثا: نعم هناك دراسات طبيه على فائدة الرياضة الهوائية بعد الصوم على معدة فارغة، ولكن هذه الدراسات أجريت على صوم 8 إلى 10 ساعات وليس 14 إلى 15 ساعة من الماء، والطعام، وكذلك أجريت تلك الدراسات في جو رياضة متعارف عليه دوليا 25 درجة مئوية، وليس تحت درجة خمسين درجة مئوية، ولذلك فإن النصيحة بمثل ذلك، دفع للناس إلى التهلكة من غير علم فليحذر من كان له قلب. وبكل تأكيد لا ننصح مرضى القلب بممارسة الرياضة قبل الإفطار لأن الجسم يكون فقد أكثر من 2%من وزنه سوائل بعد صيام 14 ساعة في جو تصل درجة حرارته 47 درجه مئوية. فالرياضة بعد شرب السوائل في جو مكيف بنادٍ أو منزل أسلم صحيا بكثير، أما الإنسان السليم المعافى فهو على حالين أما إن كان من هؤلاء الذين ينامون تحت المكيف لما قبل غروب الشمس بنصف ساعة فلا مانع من مشيه ورياضته في ذلك الجو، وإن كنت أفضل ما سبق أعلاه، أما إن كان يعمل في الدوام، ومراجعة الدوائر الحكومية فهو عرضة للجفاف، وفي الليل متسع عن الخطورة مع تعويض السوائل. 

العادات السيئة

** ما أكثر العادات الغذائية السيئة التي تمارس في شهر رمضان الكريم؟

الإكثار من النشويات، والسكريات، وقلة الحركة، وزيادة الدهون الثلاثية والوزن في نهاية الشهر الكريم، ولذلك دوما أنصح من حولي زِن نفسك بدقة قبل بداية الشهر الكريم، وفي آخر يوم منه؛ فإن زاد وزنك فقد كان أسلوبك الغذائي والرياضي غير صحي، وإن كان كما هو فأنت لم يضرك الشهر ولم ينفعك صحيا، وإن نقص وزنك إلى الوزن المثالي فقد اغتنمت جيدا الفرصة الصحية في شهر رمضان.

حياة الموظفين

** يدور نمط حياة أغلب الموظفين في الاستيقاظ من النوم، واستخدام السيارة، والجلوس على مكتب العمل في وقت النهار ثم تناول الغداء، والتفرج على التلفاز مساءً ثم النوم، فهل هذا يزيد خطورة الإصابة بالأمراض المزمنة؟

بلا شك الخمول وعدم ممارسة الرياضة هو السبب، وليس ركوب السيارات والمكاتب، بمعنى أنه لا بأس أن يكون نمط حياتك عصريا، ولكن ضع في جدولك 30 دقيقة يوميا للرياضة فهي مفتاح الصحة السحري! وليس في الأكل مهما كان نوعه سواء لحم ضب أو لحم نيص أو حليب خلفات أو تمر.. الخ، ولذلك كان أجدادك الذين يتمتعون بالصحة والعافية لشيخوختهم يقولون "العافية في أطراف الجوع"، وهو تطبيق دقيق للنصيحة النبوية من الذي لا ينطق عن الهوى صاحب المقام المحمود صلى الله عليه وسلم الذي يقول (مَا ملأ آدَمِيّ وِعَاءً شَرّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدّ فَاعلاً فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ....) فهي نصيحة ذهبية لتفادي الكثير من الأمراض، ومن ضمنها أمراض القلب، ولا يمكن القول إن سعة المعدة من ثلاثة لأربعة لتر فيجب أن يكون الأكل حوالي اللتر الواحد، وذلك لأن حجم المعدة، وكمية الأكل بها متغيرة حتى أثناء الأكل نفسه، وإنما يقصد بثلث للطعام هو ما يطفئ الجوع، وهذا واضح في بدء الحديث، وكذلك كما ورد في الأثر (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع)، ومن المهم ملاحظة أن الخمول وعدم الرياضة كان في حدود 90% قبل 10 سنوات ولكن قبل سنتين نزلت هذه النسبة الى 70%،  وهذا تطور بلا شك وتقدم ملحوظ في الوعي الصحي .

صحة القلب

** "الصيام صحة للقلب".. فمن الذين لا تنصحهم بالصوم في شهر رمضان الكريم خوفا عليهم؟

الغالبية العظمى من مرضى القلب يستطيعون صيام رمضان وحسب الدراسات الطبية فحوالي 90% من مرضى القلب يستطيعون صيام الشهر الفضيل كاملا، ولكن هناك فئات من مرضى القلب لا يُنصحون بالصوم في نهار رمضان وهم: أصحاب المرحلة الثالثة والرابعة من فشل القلب حيث يعاني المريض من ضيق التنفس، وهو على فراشه أو عند الذهاب لدورة المياه مع انتفاخ في الأرجل وتجمع السوائل في الرئتين. واصحاب المرحلة الثالثة والرابعة من آلام شرايين القلب حيث يشعر المريض بالألم عند أدنى حركة، ويحتاج للدواء بصفة مستمرة، ومن لديه ضغط غير متحكم به ومن لديه جلطة قلبية خلال ثلاثة أسابيع من حدوثها، ومن لديه ضغط شرياني رئوي شديد غير متحكم به. وهناك أيضا بعض حالات مرض القلب أو الضغط الشديد الذين يستخدمون الأدوية على مدار الساعة فإن الصيام قد يؤدي بهم إلى الهلاك، ودخول المستشفى بسبب نقص الأملاح أو تجمع السوائل في الجسم، ولذلك فإن المتبع في مثل هذه الحالات أن ننصحهم بعدم الصوم ولا القضاء بسبب طبيعة المرض (مثل فشل القلب الشديد) وإنما يطعم عن كل يوم مسكينا من سائر قوت البلد في ذلك الزمان، وقد قال والدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ( لكن إذا كان المريض لا يرجى برؤه بشهادة الأطباء الثقات فلا يلزمه الصوم ولا القضاء، وعليه أن يطعم مسكيناً عن كل يوم، وهو نصف صاع بالصاع النبوي من قوت البلد، ومقداره كيلو ونصف تقريباً، وهكذا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اللذان لا يستطيعان الصوم يطعمان عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد، ولا صوم عليهما ولا قضاء،  ويجوز دفع الكفارة عن جميع رمضان دفعة واحدة في أول الشهر أو آخره، أو في أثناءه لفقير واحد أو أكثر).

"الكبسة"

** يعد طبق "الكبسة" من الأطباق الاكثر شهرة في السعودية والبعض يفضل تناوله بشكل يومي. فهل كثرة تناوله تزيد من فرصة الإصابة بالأمراض المختلفة؟

الكبسة طبق شعبي ومشهور ولكن طريقة تحضيره لدينا تجعله عالي السعرات الحرارية فتحضير "الكشنة" بالزيت البلدي ثم طبخ الرز بدهون حيوانية تجعله وجبة عالية السعرات الحرارية وعالية الدهون الثلاثية، والكولسترول، والاحماض الدهنية، والبروتين وقليلة الخضروات، والفيتامينات، وإذا زاد على ذلك الكسل والخمول في الاستراحة سبعة أيام في الأسبوع مع تدخين الشيشة فقد اجتمعت ثلاثة الأثافي، ولذلك هناك دراسات توضح أن تناول "الكبسة" المستمر يزيد من حدوث السكري، وارتفاع الكولسترول في إطار نمط حياه خامل لا يمارس الرياضة.

 إطلاق النار 

** أطلق مواطن النار على طبيب "ولّد" زوجته الحامل اعتراضا على "توليده" إياها. فما الاعتداءات اللفظية والجسدية الأخرى التي قد يتعرض لها الأطباء في المستشفيات والعيادات الطبية؟

يجب أن نميز هنا بين خلافات عن سابق معرفة شخصية كان أحد الأطباء طرفا فيها وتم الاعتداء عليه في مقر عمله دون مراعاة القانون، وطرق "التشاكي"، وتقاضي الحقوق، فالأطباء مثلهم في ذلك مثل باقي فئات المجتمع التي تتعامل مع الجمهور، أما الاعتداء على الطاقم الطبي دون سابق معرفة ولا علاقه فهذه ظاهره دولية، وموجودة في كل مكان على الكرة الأرضية لأن الإنسان يكون في حالة انفعال نفسي  وتوتر، وهو يرى تدهور صحة أمه أو أبيه أو زوجته أمام عينيه، ولا يستطيع أن يفعل شيئا فقد يصدر عنه ما لا يرتضيه حال سكونه، ولذلك يجب على جميع الإدارات الطبية وضع قوانين وسن تنظيمات تمنع حدوث هذه الظاهرة ابتداء، ويتم تدريب الطاقم الطبي على طرق التعامل معها عند حدوثها، وتوفير الحماية اللازمة لكلا الطرفين حتى يتم التحقيق في الموضوع، وإعطاء كل ذي حق حقه، والحقيقة مما يحزن في الإعلام هو تناول القضية فقط من طرف واحد، وإلقاء اللوم كاملا على الطرف الآخر سواء طرف الطبيب أو طرف المعتدي، وهذا ليس من العدل في شيء، وقد انتهينا حديثا من دراسة علمية في كلية الطب حول هذا الموضوع، وسننشرها بإذن الله قريبا، وهي توضح أسباب حدوث الظاهرة محليا، ومداخل معالجتها، ومن هم أكثر أفراد الطاقم الطبي تعرضا للعنف بشتى أنواعه، ونسبة انتشار كل نوع منها .

أمراض القلب

** تعد أمراض القلب، وفق دراسات حديثة هي السبب الأول للوفيات في العالم، فماذا يقصد بأمراض القلب؟ وكيف يمكن علاجها؟

عندما يطلق مصطلح أمراض القلب عموما فيقصد بها تضيق شرايين القلب، والجلطات القلبية، وهي بالفعل السبب الأول للوفيات في العالم، وليس لدينا فقط. وهذا هو توجه منظمة الصحة العالمية بمحاربة هذا المرض خلال العقود القادمة كما نجحت في مكافحة أمراض السل والزهري في الماضي، وعلاجها يكمن تحديدا في الوقاية التي يكون الوعي الصحي ركن الأساس فيها، وهي تتلخص في الأركان السبعة لصحة القلب للشخص السليم وهي: الركن الأول: أن يكون السكر الصائم تحت 100.  الركن الثاني: أن يكون الكوليسترول الضار تحت 160.  الركن الثالث: أن تكون الدهون الثلاثية تحت 150.  الركن الرابع: أن يكون الضغط الشرياني تحت 140 على 90.  الركن الخامس: أن يقوم بالرياضة 30 دقيقة في اليوم خمس مرات في الأسبوع على الأقل.  الركن السادس: عدم التدخين. الركن السابع: أن يكون الوزن مناسباً للطول.

 الضغوط النفسية

** هل للضغوط النفسية والاجتماعية دور في الإصابة بالأمراض المزمنة؟

نعم.. ومن المعروف طبيا أن القلق والاكتئاب لهما تأثير سلبي على كثير من الأمراض سواء في التأثير على نشأة المرض أو في عدم أخذ العلاج بانتظام أو التأثير على متابعة الطبيب المستمرة او في مضاعفات المرض نفسه مثل السكري والضغط وامراض تضيق شرايين القلب. كما أن العلاقة بين القلق والاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية هي علاقة معقدة ومتعددة الاتجاهات. حيث يؤثر كل منهما في الاخر ويتأثر به. وفي تحليل إحصائي لدراسة (فرامنغهام) المشهورة اتضح أن القلق والاكتئاب يسببان أمراض القلب والجلطات بطريقة مستقلة عن العوامل الاخرى المعروفة مثل الضغط، والسكر، والتدخين!! وتصبح هذه المسألة أكثر أهمية في دول العالم الثالث حيث لم تصل خدمات الرعاية الصحية العقلية للمستوى المطلوب من ناحية المؤسسات الصحية، أما من ناحية الأفراد فتظل وصمة العار الاجتماعية المرتبطة بالمرض النفسي عائقا كبيرا في طريق تشخيص القلق، والاكتئاب، وعلاجهما. وقد أوضحت دراسة (انترهارت) المشهورة أن تأثير الضغط النفسي، والتوتر المستمر كمسبب للجلطات أقوى من تأثير أمراض الضغط والسكري. بل ذهبت الدراسات الطبية لأبعد من ذلك حيث أثبتت أن القلق والاكتئاب يؤديان لعدم تمسك المرضى بأدويتهم، وخروجهم المبكر من برنامج التأهيل القلبي، وهناك دراسة أشرف عليها عن مدى انتشار القلق، والاكتئاب في مرضى القلب، ومدى تأثر صحتهم به، وهي في مراحلها النهائية، وبلا شك سنشارك النتائج مع المجتمع لأهمية ذلك في رفع الوعي الصحي.

المفاهيم الشعبية

** بعض المفاهيم الشعبية السائدة أن تناول الثوم مع الليمون لتنظيف الشرايين، فهل لهذا الأمر فائدة صحية؟

غير صحيح، وهو من الشائعات الطبية التي دوما تنتشر في غياب الوعي الصحي والثقافة الطبيبة، ولو ذهبت لمجتمعات وقبائل معزولة عن التطور الحضاري في اسيا وافريقيا لوجدت ما هو أدهى وأمر، وقد كتبت مقالات مطوله عن تأثير الثوم وزيت الزيتون على شرايين القلب، وكيف يتم دحض هذه الشائعة بالأدلة العلمية، وهي موجوده بالبحث عنها في قوقل ..لكن المشكلة أن من يصدق هذه الشائعات يؤخرون علاجهم بمحاولة استخدام هذه الخلطة حتى تحدث الجلطة وتضعف عضلة القلب ثم يأتي الى المستشفى فيصبح الطبيب يعالج مضاعفات تأخر العلاج، وهو ضعف العضلة وليس معالجة المرض نفسه، وحماية العضلة وهناك فرق كبير.

المثلوثة والشباب 

** إلى أي مدى ينبئ انتشار مطاعم المثلوثة، والمندي بأكلاتها الدسمة ذات السعرات الحرارية العالية، وتزايد مقاهي المعسل والشيشة، وقلة ممارسة الرياضة بارتفاع مؤشرات الإصابة بالأمراض المزمنة في الجيل الشاب؟

 هذه المؤشرات تدل على ضعف الوعي الصحي، وقوة وسائل تسويق الأطعمة غير الصحية سواء المأكولات الدسمة أو الحلويات أو مقاهي المعسل، والشيشة فهذا يجعل التحدي أعظم، وأشد على من يخطط لخدمة الأجيال القادمة صحيا، وحتى نكون منصفين فهي ظاهرة عالمية، وليست محلية فقط، ولكن هذا يجعل سن القوانين التي تحسن الصحة العامة، وتوفر طبيب الأسرة في مراكز الاحياء، وتجعل مادة (مبادئ الصحة العامة) إلزامية في التعليم الابتدائي، وضرورة لا مفر منها. 

زيت الزيتون والرمان

** إضافة زيت الزيتون للأكل، وشرب ماء قبل النوم، وتناول عصير الرمان، وشرب الشاي الأخضر بعد الأكلات الدسمة، وشرب ماء زمزم، هل يؤدي إلى فوائد طبية للمرضى؟

إضافة زيت الزيتون للأكل، وشرب الماء قبل النوم، وتناول عصير الرمان، وشرب الشاي الأخضر بعد الأكلات الدسمة كل تلك شائعات لم يثبت فيها دليل علمي، وقد أوضحت بالدليل العلمي التفصيلي في عدة مقالات تفنيد تلك الشائعات كل على حدة وهي موجودة لمن شاء بالبحث عن مظانها في قوقل، أما ماء زمزم فلا أتقدم على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (زمزمُ طعامُ طُعْمٍ، وشفاءُ سُقْمٍ) صححه الالباني في صحيح الجامع.

أمراض القلب والسعوديين

** هل نسبة الإصابة بأمراض القلب في المجتمع السعودي في تزايد أم هي في الحدود المعقولة؟

نسبة انتشارها لدينا ليست الأسوأ في العالم، وليست الأحسن في العالم فهناك دول كثيره تشابهنا أو أكثر منا سواء في منطقة الشرق الأوسط أو جنوب قارة آسيا، وعند مقارنة الاحصائيات المحلية من قبل خمسة عشر سنة لإحصائيات وزارة الصحة التي نشرت قبل ثلاث سنوات هناك تحسن ملحوظ في أرقام انتشار العوامل المسببة لأمراض القلب، ولكن هذا يجب ألا يمنعنا من بذل المزيد من وسائل رفع الصحة العامة والوعي الصحي لدى افراد المجتمع.

المساج والاعشاب

** إلى أي مدى يفيد صحيا عمل المساج بشكل منتظم، والعلاج بالإبر الصينية، والحرص على أخذ الأعشاب الطبية؟ 

المساج مريح للعضلات المخططة، ومزيل للتوتر، وشد تلك العضلات لا أكثر ولا اقل، أما العلاج بالإبر الصينية والأعشاب فهذا علم لا أفتي فيه وهو من أنواع الطب البديل ولكني أنصح من يتوجه إليهما بشيئين، أولهما: ان يكون الممارس مرخصا رسميا من إدارة الطب البديل بوزارة الصحة السعودية لممارسة تلك الطريقة في العلاج. ثانيهما: أن يشترط المريض على المعالج أن يسترجع أمواله التي دفعها إذا لم يتم علاجه من شكواه المرضية التي جاءه من أجلها لأنه بدون توفر هذين الشرطين المهمين يصبح هناك احتماليه لأكل أموال الناس بالباطل.

الذكريات الرمضانية

** ما أبرز المواقف والذكريات التي مررت بها في العيادات الطبية ومع المرضى؟

هي أكثر من أن تحصى، والليالي من الزمان حبالى، ولكن سأذكر لك موقفين فيهما عظة وعبرة: الأول: أحد الزملاء السابقين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته كان يريد أن يأخذ إجازة فطلب مني أن أشرف على رعاية مرضاه خلال إجازته، وقال لي عن أحد المرضى إنه متعدد الامراض مع فشل القلب، وكبير السن، وقريب جدا من الموت، ولا يتحمل العلاج "فمن الممكن أن يموت في أي لحظة"، وأهله على علم بخطورة حالته.. بعد أسبوعين فقط توفي زميلنا في حادث سير في بلده وعاش ذلك المريض الذي كان يتحدث عنه، الشاهد: مات الطبيب وعاش المريض، فالحياة والموت بيد المحيي والمميت سبحانه فقط. الثاني: معلمة ابتدائي حامل في شهرها الأخير تعرضت لحادث سير ولم تكن تربط حزام الأمان ما أدى الى ارتطامها في المقدمة وتهشم أضلاع الصدر ودخول أجزاء منها في غشاء القلب والعضلة، فسبب لها هبوطا حادا في الضغط، وحاول الإسعاف إنعاشها بكل الطرق لكنها وصلت الطوارئ ميتة تماما على الرغم من محاولات إنعاش قلبها ...فقامت طبيبة النساء والولادة بعمل قيصرية في غرفة الطوارئ واستخراج الطفل الذي كان حيا!! فالشاهد: سبحان الذي يخرج الحي من الميت.

المريضة الأربعينية

** ما حكاية المريضة الأربعينية التي كانت لا تتكلم، وتشتكي من ألم في صدرها، وفي حالة انفعال نفسي شديد؟

نعم ..هذه حالة مستحيل أنساها وهي سيدة جاءت للعيادة بأعلى ضغط قسته في حياتي حيث كان ضغطها حوالى  280 على 140 ، وكانت تنهمر دموعها وتنشج بالبكاء، ولم تكن مريضة ضغط في السابق، ولكن بعد مشقه أوضحت تلك المريضة أن هذه الليلة هي ليلة دخول زوجها بالزوجة الثانية، والشاهد من هذه القصة أني أذكر الرجال بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء استوصوا بهن خيرا وما أكرمهن إلا كريم، كما أن قلوبهن مليئة بالعاطفة، وكسرها بالانفعال العاطفي ثبت علميا فقد يسبب جلطة تدخل المرأة العناية المركزة، ويضعف القلب، وقد يؤدي الى الوفاة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org