ذهب أهل الدثور بالأجور..!!

ذهب أهل الدثور بالأجور..!!

عن أبي ذر - رضي الله عنه - أن أناسًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – قالوا له: "يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم"! فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: "أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟! إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة... إلخ" رواه مسلم.

وعلى القياس، يشتكي اليوم بعض الفقراء، وأولاد الفقراء، وشكواهم صامتة فيما بينهم. وقد يكون البون شاسعًا نوعًا ما بين شكوى الصحابة للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من منافسة إخوانهم الصحابة الأغنياء لهم في العبادات، ويتصدقون من أموالهم، وهم ليس لديهم مالٌ ليتصدقوا به؛ ليبلغوا ما بلغوا من الفضل.. وشكوى الفقراء..! إلا أن شكوى أبناء الفقراء في هذه الأيام، وعلى مقربة من فريضة عظيمة، كفريضة الحج، التي تُستنفر فيها كثيرٌ من الجهات المعنية والمدنية والعسكرية في الحكومة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وهو الجامع بين المثالين، الذي لا يخفى على سكان أهل مكة، وكل من له علاقة بأهل مكة، وأهل مكة - كما يقال – (أدرى بشعابها..!)، بأن كثيرًا من أبناء التجار، والوجهاء، وكبار الموظفين بها من مدنيين وعسكريين، لا يتعب أبناؤهم في البحث عن وظيفة عامة أو موسمية، بل هي تأتي إليهم طائعة مجبرة، غير مختارة، وهم ليسوا بحاجة لها قطعًا، وبرواتب عالية ومجزية، بينما أبناء الفقراء، والمحتاجين من الأيتام، أو ممن آباؤهم متقاعدون معدمون، لا يملكون من حطام الدنيا شيئًا، لا يكون لهم نصيبٌ من كثير من تلك الوظائف، وهم يسعون للتقديم لتلك الوظائف كل عام، وغالبًا لا يتم قبولهم!! سواء في مؤسسات الطوافة، التي كثيرٌ منها حكرٌ على أبناء القائمين عليها، وأقاربهم، ومعارفهم! وعليهم أن يفسحوا المجال لغيرهم من أبناء الفقراء..!!

وختامًا.. يجب على الجهات المعنية، كالجامعات وإدارة التعليم في مكة التنسيق فيما بينها وبين الجهات التوظيفية التي تعمل بالحج منذ وقت مبكر، ولو من بعد أيام اختبارات الفصل الثاني؛ لتوظيف أبناء الفقراء، أو ممن أثقلت عائلاتهم الديون من طلاب الجامعة أو طلاب المرحلة الثانوية؛ كي يستفيدوا ويفيدوا أهلهم بالعمل في مثل هذا الموسم العظيم؛ حتى لا يذهب أهل الدثور بكل الأجور، وتكون الوظائف الموسمية غالبًا حكرًا على أبناء الأغنياء فقط، وهم ليسوا بحاجة لها. والله الموفق لكل خير سبحانه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org