رئيس "أدبي أبها": لم أحسم قرار خوض الانتخابات مجدداً.. وأنا "متصالح" و"مقبول" من الجميع

قال: مقولة "انتصرت الجغرافيا" كذبة.. ولم نسئ لأحد والحكم ليس موجهاً لنا
رئيس "أدبي أبها": لم أحسم قرار خوض الانتخابات مجدداً.. وأنا "متصالح" و"مقبول" من الجميع

كشف رئيس نادي أبها الأدبي أحمد آل مريع عن أنه لم يحسم أمر ترشحه في الانتخابات التي من المتوقع أن تفتح قريباً لانتخاب مجلس إدارة النادي في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، وقال في أول حديث مطول منذ تسلمه منصبه: "
 
سأكون صادقاً إن قلت إنني لم أحسم أمر ترشحي للدخول في انتخابات مجلس الإدارة، حيث لم أستقر على القرار النهائي بعد، لكني إن رشحت نفسي، سأقبل العمل في أي موضع تضعني فيه الانتخابات، ولن أشترط منصب الرئاسة أو غيرها، فالمهم عندي خدمة المشهد الثقافي، ولا يهم من أي موقع ما دام يمكنني ذلك، فإن عجزت عن تقديم شيء مفيد اعتذرت بهدوء".
 
وعن قرار أعضاء مجلس إدارته في الترشح من عدمه، قال: "صحيح أننا عملنا كتلة واحدة أربع سنوات وستة أشهر تقريباً، بحكم عملنا كفريق، لكننا لن نكون كذلك في الانتخابات فيما أظن، فلكل شخص ظروفه الخاصة، لاسيما وأن أغلب الأعضاء يشغلون مواقع رفيعة، منهم أساتذة جامعيون، ومنهم أدباء وأديبات وكتاب، فضلاً عن مهام وارتباطات اجتماعية متعددة لكثير منهم، لكني في الوقت ذاته أتوقع كمثقف أنه لن يقل المترشحون عن أربعة أعضاء من المجلس الحالي في الانتخابات".
 
القرني قال: "لو أعاد التاريخ نفسه لانتخب المجلس الحالي".
 
ولفت "آل مريع" إلى أن الحكم القضائي بحل مجلس إدارة النادي الذي صدر قبل فترة بعدم صحة الانتخابات موجه لجهة أخرى، وليس موجهاً لمجلس الإدارة، قائلاً إن مجلس الإدارة لم يطلع على تفصيلات، ولا حيثيات الحكم، رافضاً في الوقت ذاته أن يعتبر الحكم إساءة لتاريخه وتاريخ الزملاء أعضاء المجلس، ولا للشركاء في العمل الثقافي والأدبي بالنادي.
 
ورفض رئيس نادي أبها الأدبي تصنيف الطاعنين في انتخاب إدارته في خانة الشخصنة أو تصفية الحسابات، مبيناً أن المجلس والطاعنين من عمق المشهد الثقافي تجمعهم علاقات ودية عميقة برغم تباين وجهات نظرهم حول بعض القضايا الأدبية والثقافية، وبينهم تواصل يصل حتى زيارات منازل بعضهم البعض، ويكثر المزاح وتعلو الضحكات حال اجتماعهم، وهذا معروف للجميع، حتى أن الدكتور عبدالله الحيدري رئيس أدبي الرياض علّق مرة حين رآها مع الصديق الدكتور عبدالله حامد، فقال: "ما أجمل اختلافكم" مضيفاً: "بل إن من الزملاء الطاعنين في الانتخابات من شاركنا في أنشطتنا بالنادي، وأصدرنا له كتباً أو دواوين أو حكم أعمالاً أدبيةً، بل إن المحامي الذي ترافع عنهم الدكتور عوض القرني قال بالفم المليان في اجتماع الجمعية العمومية الأخير: لو أعاد التاريخ نفسه لرشحت مجلس الإدارة الحالي. ونحن بذلك قدمنا رسالة فريدة بكيفية الاختلاف، وليس الخلاف، فشكراً لهم وشكراً للزملاء في مجلس الإدارة".
 
استفدت من النقد وليس المديح
وجزم "آل مريع" بأنه رئيس متصالح مع الجميع، ومقبول من الجميع، وصداقاته متينة مع جميع المثقفين من كل التيارات والتوجهات، وهذا من فضل الله عليه، ثم لأنه يحترم خصوصيات الآخرين، ويحترم خياراتهم الفكرية، ويؤكد أن المنطقة الوسطى كالطريق الوسط يجمع بين جميع الاختيارات الفكرية ما دام نافعاً ويخدم الناس ويحقق التنمية بمعناها الشامل.
 
وأضاف أنه طوال مدة عمله لم يسئ إلى أي زميل بأي تصريح مكتوب ولا مسجل، وأن مجلس إدارته طوال فترته لم يسئ إلى أحد في المشهد الثقافي، مشيراً إلى أن أكثر ما استفاد هو شخصياً منه ومجلس إدارته كان النقد وليس المديح، وأن الوعي هو الفارق بين الأشخاص في التعامل.
 
وعاد بالذاكرة لما قبل الانتخابات، نافياً صحة مقولة أحد الأعضاء عند فوز مجلس الإدارة "انتصرت الجغرافيا"، إشارة إلى أن عدداً كبيراً من مجلس الإدارة من نفس المنطقة، قائلاً في هذا الشأن: "لم أسمع هذه المقولة التي ربما حاول البعض دسها، فنحن وطن واحد، ونسمو عن هذا التفكير، وسيرة العلاقة بين مثقفينا في المنطقة تكشف عن زيف هذه المقولة، بل وكذبها، لكننا ابتلينا في هذا العصر بالتضليل والإشاعة، ويجب أن نقابلها بثقافة التأني، والمساءلة، والتثبت، والتصحيح، والتأكيد على ما يؤلف ويجمع".
 
علمنا ممتاز ولم نهمش اللجان
وعن رضاه عن منجزات إدارته، أجاب رئيس نادي أبها الأدبي: "القول إننا راضون عن عملنا ومنجزاتنا صعب، لكننا عملنا عملاً ممتازاً، غير أن الطموح كان أكبر، ولعل من الأعمال التي وفقنا فيها أن التنوع في مجلس الإدارة أسهم في فتح المجال للجميع دون إقصاء ولا توجيه لصالح رأي أو فكرة، كما أن إصداراتنا جمعت بين تنوع على مستوى العمر بين الشباب والشيوخ وبين النساء والرجال وبين أنواع المعرفة المختلفة، وإن احتفينا بالأدبي بحكم تخصص المؤسسة. مؤتمر الهوية والأدب بحضور مشاركين من ثماني دول عربية، والمشاركة في ملتقى جدة وجائزة أبها، واستضافة أعلام كبيرة، والقفز بعدد إصدارت الكتب من ٢٣٣ خلال ٣٣ عاماً إلى 323".
 
ونفى صحة تهميش اللجان الفرعية، وقال: "على العكس فقد بدأنا العمل في إدارة النادي، ولم تكن هناك أية لجنة مؤسسية ثقافية تتبع النادي في أي من محافظات منطقة عسير، فعملنا على إنشاء سبع لجان في محافظات مختلفة، ومنحناها استقلالية إدارية، وأخذت هذه اللجان في التفاعل مع محيطها من المثقفين والأدباء، وصنعنا لائحة مخصصة عملنا عليها في نادي أبها الأدبي، وقد طلبها عدد من الزملاء في الأندية الأخرى وأفادوا منها. وللعلم فنحن بادرنا لإنشاء اللجان الثقافية، وصرفنا عليها من موازنة النادي، ويقترب الإنفاق عليها من مبلغ 350 ألف ريال، حيث لم يأتنا أية مبادرة من أية جهة ثقافية أو حكومية أو من رجال الأعمال، لأننا اعتبرنا ذلك مسؤولية ثقافية على النادي لمثقفي المحافظات. مع أن عدداً من الأندية الأدبية في المملكة اشترطت إيجاد تمويل خارجي من رجال الأعمال لافتتاح اللجان الثقافية".
 
وتابع: "وقد نظمنا ملتقى للجان الثقافية التابعة للنادي في المنطقة هو الأول على مستوى منطقة عسير، لمراجعة التجربة وتذليل الصعوبات أمام أعضائها، وأبشر الجميع بأنا أقررنا طباعة ثلاثة كتب لكل لجنة من اللجان السبع في السنة. إننا بدون فخر أصحاب تجربة فريدة في الاحتفاء باللجان، فكيف يقال: إننا همشنا اللجان؟!".
 
هذا سبب غيابنا عن مسرح المفتاحة
وبرر "آل مريع" عدم إقامة الفعاليات الكبرى في الصيف على مسرح المفتاحة بوجود مقرّ مجهز للنادي فيه الآلات الصوتية والرقمية والفيديو ومجهزة من حيث التكييف والضيافة وهو مناسب لاحتضان فعالياته، وقال: "ولا نمانع من المشاركة في المفتاحة أو غيرها بعدد من الأنشطة إذا رأينا الحاجة لذلك، أزف البشرى للمتابعين بأن نادي أبها الأدبي مشترك ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي للمفتاحة المقترن بجائزة المفتاحة لهذا العام، وسيستضيف عدداً من فعالياتها".
 
وأفصح عن أن إدارته ستترك النادي وبخزينته مبلغ مالي جيد، يستفيد منه المجلس الجديد.
 
فوارق جوهرية في اللائحة الجديدة
وعلق على اللائحة الجديدة قائلاً: "قرأت اللائحة الجديدة بتمعن واتضح لي عدم صحة مقولة الشائعة إنها صورة من السابقة، بل فيها فوارق جوهرية وحقيقية، عملت على تطوير الأندية من الداخل والدفع بها لتكون أدبية أكثر من كونها ثقافية. وهذا يظهر من خلال تسمية المؤسسة وربطها بوصف "الأدبي ومن خلال أهدافها ووسائل تنفيذ هذه الأهداف، من خلال اشتراط الآداب واللغات، إضافة إلى طباعة الكتاب داخل المملكة وفقاً لأنظمتها".
 
وأَضاف: "كانت اللائحة واضحة في توجيه شروطها لتحقيق الانتماء الوطني والتقيد بالآداب العامة للمجتمع والنظام، وبها آليات تنفيذ لم تقتصر على المحاضرات، بل شملت الأمسيات والجوائز، والانفتاح على شرائح المجتمع، وبل نصت على التفاعل بين المجتمع، وإسقاط شروط عضوية العضو المشارك والاقتصار على العمر وخفض العمر لـ١٨ عاماً لتحقيق عدد ومجال حيوي ثقافي للأنشطة الثقافية في النادي. فضلاً عن أن اللائحة ميزت العضو العامل بخدمات وتقديمه في الدعوات والمشاركة".
 
وأردف: "اتصفت اللائحة بحسنات كثيرة إلى ما ذكرناه آنفاً منها: أنها تحد من تدخل الوازرة وتحصره في الخلافات لا قدر الله، فتمنح الوزير تفسيراً واستحداث أي مادة أو موضوع حسب ما يتطلبه الواقع والمستجدات، ويمكن له الاستعانة بثلاثة أشخاص لإنهاء أي خلاف قائم، كما تمنح المجلس إمكانية المساءلة للعضو العامل والمشارك، فضلاً عن منح الرئيس حرية الصرف المالي بمبلغ ٢٠ ألف في المرة الواحدة، و١٠٠ ألف ريال خلال العام، ثم العودة لمجلس الإدارة، وتقنين المناصب الإدارية لتخفيف البيروقراطية بإلغاء منصب نائب الرئيس والاكتفاء بمسؤول مالي وآخر إداري، وإمكان تدوير المناصب حال الاحتياج لذلك". 

 
وتابع: "كما أن اللائحة حوت على إيجاد لجنة لفحص المترشحين لمجلس الإدارة، واعتبار الوزارة كمرجعية للفصل بعد الانتخابات".
 
وطالب في ختام حديثه عن اللائحة المثقفين بتقبلها والتصالح معها والعمل، ومن ثم استخدام نهج الخدمة المدنية في تقييد أو إضافة أو إطلاق ما يستجد من مواد وإلحاقها باللائحة دون المطالبة في كل مرة بلائحة جديدة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org