رئيس الاستخبارات الأمريكية الأسبق يكشف أسرار الحرس الثوري .. أشد إجرامًا من داعش

فتك بالجيش الإيراني .. وهناك أوجه شبه بينه وبين الجهاز الذي أسسه هتلر
رئيس الاستخبارات الأمريكية الأسبق يكشف أسرار الحرس الثوري .. أشد إجرامًا من داعش

في مقال مثير لصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية كتبه جيمس وولسي ر‌ئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية الأسبق والكاتب بيتر فنسنت تحدثا فيه أن الحرس الثوري هو تنظيم إرهابي أشد خطورة من داعش ويهدد بابتلاع الشرق الأوسط وساقا الأدلة على ذلك معتقدين أن الغرب انجرف وراء قطع الرؤوس والأعناق التي أظهرها تنظيم داعش ورأي الكاتبان أن التنظيم الأخطر في العالم متجاهلاً الحرس الثوري الذي يتمدد في كل دول العالم بميزانيات مليارية وأفكار ايديولوجية.

وتفصيلاً؛ جاء في المقال: "استحوذ تنظيم داعش على اهتمام الغرب لفترة طويلة نظرًا للعمليات الجريئة لقطع الرؤوس والطعن وعمليات القتل وإطلاق النار والتفجيرات في أوروبا والولايات المتحدة، وكانت الآثار المروعة تستحوذ على تركيز كبير للأخبار التلفزيونية لكنها تجاهلت أن أكبر تهديد إرهابي في العالم هو الحرس الثوري الإيراني والذي يجعل تنظيم داعش مجرد قزم لقدراته الواسعة.

وتابع: "لم يكن لدى داعش أكثر من 30 ألف مقاتل مجهزين في الغالب بأسلحة صغيرة وعدد قليل جدًا من الأسلحة المتقدمة في المقابل، لدى الحرس الثوري الإيراني نحو 125،000 مقاتل وهي المنظمة الإرهابية الوحيدة في العالم التي تضم جيشًا وقوات بحرية وخاصة. كما يبلغ عدد قوات الحرس 100 ألف جندي في 20 فرقة مشاة وعدد البحارة بنحو 20 ألف بحار من بينهم 5 آلاف من مشاة البحرية والمتبقي هو من القوات الخاصة للحرس الثوري الإيراني التي يطلق عليها اسم "فيلق القدس" وهو ذراع الحرس الثوري في الخارج". "ولدى الحرس الثوري أيضًا قوات احتياطية يطلق عليها اسم ميليشيا الباسيج والمتطوعون فيها شبه عسكريين ويبلغ عددهم 90 ألف متطوع ولديهم القدرة على حشد ما يقدر بثلاثمائة ألف إلى مليون مقاتل".

ولفت المقال بالقول: "إنه لا ينبغي الخلط بين الحرس الثوري الإيراني والقوات المسلحة النظامية الإيرانية وهو كسائر الجيوش الطبيعية في العالم كما أنه مسؤول عن الدفاع عن سلامة أراضي إيران واستقلالها السياسي بينما تعد قوات الحرس الثوري الإيراني أداة رئيسة لرعاية الإرهاب الدولي وحتى بين أبناء شعبها.

وتأسس الحرس الثوري الإيراني في 5 مايو 1979 في أعقاب الثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه وسلمت الحكم "لرجال الدين" الذين يديرون إيران اليوم وقام هؤلاء بتصفية الجيش النظامي ولم يثقوا به فشكلوا قوات الحرس الثوري كوزن عسكري وإيديولوجي للجيش النظامي وللشعب، لضمان عدم وجود ثورة مضادة للإطاحة بالدولة الإيرانية الجديدة ذلك الوقت.

ولفت المقال إلى "أن هدف الحرس الثوري الإيراني هو الحفاظ على الطبيعة الثورية الإيرانية لوقف الحركات المنحرفة بين الناس وهم الذين يعدهم رجال الدين تهديدًا للإسلام، ليكونوا شرطة الأخلاق التي تطبق مبادئ الإسلام على الحياة المحلية. إن هدف الحرس الثوري الإيراني هو المضي قدمًا بالثورة الإيرانية في الشرق الأوسط والعالم مع الأخذ في الاعتبار أن نشأة الحرس الثوري الإيراني والغرض منه يوازي إنشاء أدولف هتلر لشوتز شتافل كمراقب للجيش النظامي الألماني لضمان استمرارية السلطة النازية وإنفاذ النقاء الايديولوجي بين الناس وكان بمثابة النخبة سن الرمح في الغزو النازي للعالم.

لقد قتل الحرس الثوري الإيراني الآلاف من الأمريكيين أكثر بكثير مما فعلته داعش في العراق وأفغانستان وقد قتل الحرس الثوري الإيراني أيضًا الكثير من حلفاء الولايات المتحدة من خلال عملياتهم الإرهابية. فعلى سبيل المثال تدعم قوات الحرس الثوري الإيراني حزب الله وحماس.

وبينما وُصفت داعش في بعض الأحيان بأنها أول دولة إرهابية بسبب احتلالها للأراضي في سوريا والعراق، والتي هي الآن في عداد التصفية والزوال، يعتقد العديد من المحللين أن الحرس الثوري الإيراني هو القوة المهيمنة في إيران حتى أنهم أقوى من رجال الدين أنفسهم. إن قوات الحرس الثوري مدموجة بشكل عميق في النسيج السياسي والاقتصادي لإيران. وكان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عضوًا في الحرس الثوري كما هو الحال مع العديد من البرلمانيين والعمد في إيران.

ويشرح المقال مصادر الدعم المالي للتنظيم بالقول "ويُعد الحرس الثوري أيضًا إمبراطورية تجارية متعددة تضم مليارات الدولارات وتسيطر على نسبة عالية من الاقتصاد الإيراني. ومن أمثلة ذلك شركة خاتم الأنبياء وهي أكبر شركة بناء في إيران، والتي تساوي 7 مليارات دولار، وتضم 25 ألف مهندس وموظف، ينتمون إلى الحرس الثوري. كما يسيطر الحرس الثوري الإيراني على شركة الاتصالات الإيرانية التي تبلغ قيمتها 7.8 مليار دولار. أضف إلى ذلك أن أغنى الجمعيات الخيرية في إيران بما في ذلك مؤسسة "مستضعفين" مؤسسة المضطهدين ومؤسسة الشهداء والمحاربين القدامى، تنتمي إلى الحرس الثوري الإيراني.

كما أن المثير للقلق أن قوات الحرس الثوري هي المسؤولة الأولى عن القوات الصاروخية الإيرانية وبرامج الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية. ويشير المعهد الأمريكي للسلام إلى أن إيران لديها أكبر وأضخم ترسانة من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط وأن معظم الصواريخ الإيرانية تم الحصول عليها من مصادر أجنبية ولاسيما كوريا الشمالية . وتعد إيران وكوريا الشمالية شريكين استراتيجيين تعهدتا بموجب معاهدة تقاسم العلم والتكنولوجيا، ويوجد علماء من كوريا الشمالية في إيران يساعدون برنامجهم الفضائي الذي أيضًا يسيطر عليه الحرس الثوري الإيراني.

ووفقًا للمعهد، فإن الجمهورية الإيرانية هي البلد الوحيد الذي يطور صاروخًا يبلغ طول مداه 2000 كيلومتر دون أن يكون لديه قدرة نووية. وقد حذر تقرير بحثي في الكونجرس واتحاد العلماء الأمريكيين بعنوان سياسات إيران الخارجية والدفاعية صدر في أكتوبر 2016 حذر من أن إيران تسعى إلى امتلاك أسلحة كيميائية وبيولوجية في انتهاك لاتفاقية الأسلحة الكيميائية واتفاقية الأسلحة البيولوجية. كما حذرت المخابرات الفيدرالية الألمانية في عام 2015 من أن قوات الحرس الثوري سعت للحصول على معدات ألمانية للأسلحة الذرية والبيولوجية والكيميائية في أحد الحروب.


ويختتم الكاتبان بالقول: "عندما ينجلي الدخان عن الرقة وتختفي داعش من سوريا والعراق، فإن الحرس الثوري الإيراني سيكون هناك، وسيكون وكلاؤه في كل مكان، ما يلقي ظلالاً أشد قتامة للإرهاب على العالم."

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org