رشة مطر

رشة مطر

السيد "مطر" ضيفٌ لا يزورنا كثيرًا، بل يأتي كل سنة مرة أو مرتين، وربما أكثر بقليل، ولكنه يكشف فسادًا دُفن تحت الأرض، لم يكن ليكتشفه أحد غيره.

غرقت تبوك، ولحقت بها جدة، ثم تلتها الرياض؛ فتوالى الغرق في مدن ومحافظات أخرى.. لم تكن الأمطار بتلك الغزارة، ولكن ما خلفته وراءها كان غزيرًا؛ إذ غرقت سيارات، وأخرى جرفها السيل، وفي "الدلم" سيل تاه طريق مجراه؛ فسال من وسط شوارع تلك المحافظة!!

الوادي الذي يُفترض أن يسلكه السيل لم يرغب السيل في ضيافته. مَن هو ذاك الداهية الذي خطط لذلك المخطط؟!

في كل موسم مطر لا بد من جرعة خوف لكل مدينة تهطل عليها المطر حتى يتوقف المطر.

فرحة المطر قُتلت في نفوس ساكني المناطق التي تتوالى فيها الكوارث؛ فما إن يهطل المطر تُغلق الأبواب، ويلزم الجميع بيوتهم. وبعد المطر عين تراقب الفساد، وأخرى تخرج للبراري تستمع بما بعد المطر!

أصبح المطر كاشفًا لفساد مغطَّى تحت الأرض، ورسالة تنبيه؛ فالوعود التي قيلت في مطر سابق كان المطر نفسه هو من كشف كذبها!

غابت الأمانة، وخان المسؤول، وحضر المطر؛ فغاب التصريف؛ فغرقت السيارات، وتعطلت المصالح، وربما وقعت ضحايا من البشر لهذا المطر.

ومضة:-
لا بد من محاسبة المسؤول عن هذه الكوارث قبل أن تموت القضية في مهدها؛ فقد غابت فرحة المطر، واشتاق الجميع لفرحة هطول المطر التي غابت بتقصير مسؤول وخيانة الأمانة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org