رشة مطر تكشف عورة التخطيط

رشة مطر تكشف عورة التخطيط

القصة كما هي تتجدد كل عام، وإن اختلف الشكل والحجم: رشة مطر تكشف في كل جزء من وطني عورة التخطيط، وانعدام الضمير في بعض مَنْ تولَّى بلدية أوإدارة طرق وبعض المشاريع!!

أزمة المطر في كل مدينة تبحث عن جدية عمل إدارات المشاريع في الأمانات والبلديات وأقسام التخطيط الاستراتيجي.. فهناك طرق تنهار، وجسور تهوي، وأحياء تغرق.

تم التهاون في محاسبة مجرمي مشاريع جدة فتمادى الفساد انتشارًا في كل مدينة. لم نستغل فرصة أزمة جدة لبحث ما يماثلها في كل منطقة.. ففي مدينتي أبها يحكي كبار السن أن أغلى حي سكني "المنسك" تم تخطيطه في وسط مجرى سيل، وكذلك الجزء الأمامي من حي الموظفين؛ لتتحول بطون الأودية لمخططات وفلل وعمائر!!

في مقابل ذلك، يجري العمل في مشروع مدمر لتشييد طريق، يخترق منتصف أبها من على واديها الشهير، الذي سيطر رجل أعمال قبل سنوات على مساحة مشاعة منه؛ لتكون مواقف لفندقه ومشفاه الخاص دون أي ردع حكومي يعيد ما أخذه للصالح العام؛ لننتظر مأساة مستقبلية، ستجعل وسط المدينة مدمَّرة بفعل التخطيط الشخصي، وسيطرة الفكر الذاتي والمالي على مصائرنا – لا قدر الله -.

في كل مدينة هذه الأيام هناك حكايات متشابهة، تختلف في تفاصيلها، لكنها تتشارك في أسباب ما بعد المطر ونتيجتها النهائية.

هذه صفارة إنذار وطنية، تطلب وقفة جادة بعيدة عن العواطف وتحكُّم قوة المال؛ حتى نعيد للأودية طبيعتها كما كانت.. فما تكشفه زخات المطر اليوم أخشى أن تفضحه جثث ودمار في الغد.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org