رغم مرور 5 أسابيع.. مدارس بالعاصمة بلا مقاعد ولا معلمين.. هل ينجح "الوهيبي" في تدارك الأزمة؟

"حراك الندب" لم ينجح.. وإجازة 4 أشهر لم تقضِ على تضخُّم المشاكل.. ومَطالب بتدخُّل عاجل
رغم مرور 5 أسابيع.. مدارس بالعاصمة بلا مقاعد ولا معلمين.. هل ينجح "الوهيبي" في تدارك الأزمة؟

على الرغم من مرور خمسة أسابيع على بدء العام الدراسي الجديد إلا أن مدارس العاصمة لا تزال تعج بالتقصير، ما بين طلبة يتعلمون على الأرض بلا مقاعد دراسية، وأخرى ضاق خناقها بعدد الطلاب الذين بلغوا 50 طالبًا في الفصل الواحد، إضافة لوجود نقص في المعلمين ببعض المدارس، وانتقال مدارس لمبانٍ أخرى بعيدة بلا مواصلات؛ ما يجعل مدير التعليم الجديد أمام مهمة صعبة، لم يتغلب عليها "المانع".

وعول عدد من أولياء أمور الطلاب والطالبات كثيرًا على قرار وزير التعليم يوم الأحد الماضي بتكليف حمد بن ناصر الوهيبي مديرًا عامًّا لتعليم منطقة الرياض خلفًا للدكتور عبد الله المانع، متطلعين إلى أن يباشر عمله مبتدئًا بحزمة مَطالب واحتياجات، كانت على طاولة الأخير منذ العام الماضي، ولم ترَ النور بعد.

وتساءلوا: هل ينجح الوهيبي، وينتشل تعليم الرياض؟ أم سنرى ونسمع كل صباح عن معاناة الطلاب التي لم تنتهِ في عصر "المانع"، على الرغم من وصولنا له شخصيًّا، واجتماعنا معه في مكتبه، ومضت الأشهر بلا نتائج ملموسة؟!

"سبق" زارت مدارس عدة، وتواصلت مع معلمين في أخرى، ورصدت ملاحظات عدة من أولياء الأمور، ولا تزال معلقة منذ العام الماضي، ولم يتم تحريك ساكن على الرغم من استياء أولياء الأمور، وكثرة تذمر آخرين في موقع التدوين "تويتر"؛ الأمر الذي يجعل مدير التعليم الجديد أمام تحدٍّ صعب في خوض غماره، مع تفاؤل الكثيرين بقدرته على ذلك.

وعلى الرغم من تمتع التعليم بإجازة دراسية مقدارها أربعة أشهر إلا أن تلك الإجازة أنستهم الاستعداد الكافي للعام الدراسي المقبل، وكأن موعد بدء الدراسة غير معلوم!

فعلى سبيل المثال لا الحصر: يقضي طلاب مدرسة عبد الله بن عبد الوهاب الابتدائية بضاحية لبن يومهم الدراسي بلا مقاعد دراسية بحجة نقص الأثاث، بينما تم نقل طلاب مدرسة الحارث بن أوس من حي لبن الغربي (مبنى مستأجر) إلى حي الأحمدية (مبنى حكومي)؛ ما ضاعف معاناة أولياء الأمور مع المواصلات، وكذلك زيادة أعداد الطلبة.

كذلك من يزور مبنى مدرسة عقبة ابن عمرو الواقع في حي لبن سيُصدم؛ لأن المدرسة انتقلت لموقع آخر بـ"الأحمدية"، ولا تزال لوحة المبنى توهم الأهالي بأن المدرسة في الحي!

كما توجد مدارس أخرى في ضاحية لبن جاهزة، ووُضعت لوحات الاسم عليها، لكنها لا تزال مرتعًا للأتربة والحيوانات الضالة، ومن بينها: مدرسة صفية الابتدائية، ومجمع مدارس الكلوة، وأخرى شمال شارع ينبع، إضافة لمدرسة شمال شارع الطائف.

ولا تزال مشكلة الصرف الصحي تهدد سلامة الطلاب والطالبات.. وعلى الرغم من ظهور مدير التعليم سابقًا "المانع" بخصوص مشكلة الصرف الصحي الذي يتصيد بعض الأطفال إلا أن مجمع المدارس الذي يقع بالقرب من تقاطع طريقَي "الشفاء– طيبة" لا يزال مصدر خطر يهدد سلامة مرتادي المجمع.

وفي جنوب الرياض أيضًا ليس الحال بأفضل من الضاحية الغربية، بل يحاول مكتب الجنوب التغلب على مشكلة النقص الحاد في المعلمين، وبدأ بطريقة أو بأخرى حراك الندب من مدرسة لأخرى، ولم ينتهِ بعد، على الرغم من مرور خمسة أسابيع على بداية العام الدراسي.

أما شرق الرياض فيعاني هو الآخر من مشاكل التعليم التي تصرخ منها المدارس ومن فيها.. فعلى سبيل المثال: قال ولي أمر طالبة تدرس في مدرسة أسماء بنت عمرو الابتدائية الواقعة في حي المونسية إن 400 طالبة يقضين يومهن الدراسي بلا مقاعد دراسية، وهذا هو الحال منذ خمسة أسابيع!

وأكد أحد معلمي مدارس النظيم المتوسطة أن الطلاب لم يتلقوا أي حصة في مادة الحديث، كما يوجد عجز في تخصص الرياضيات والتربية الإسلامية والاجتماعيات.

أما إحدى المدارس الثانوية بحي النظيم فلجأت إلى زيادة نصاب معلمي التربية الإسلامية، وكلفت أحد معلمي التخصص لتولي زمام وكالة المدرسة.

عدد من الأهالي قالوا: هل يعقل أن إجازة أربعة أشهر غير كافية للتغلب على هذه المشاكل التعليمية؟! هل يعقل أن يبدأ العام الدراسي وهناك نقص في الأثاث والكتب والمعلمين؟! ماذا تفعل إدارة تعليم الرياض طوال الفترة الماضية؟!

وأضافوا: خمسة أسابيع لم تنقذ تعليم الرياض للحاق بالوقت وتغطية ما يحدث في المدارس! هل نحتاج إلى ضعفها لنستعد للعام الدراسي مطلع الفصل الدراسي القادم؟!!
وأتبع الأهالي حديثهم بالقول: كيف تطبَّق ساعة النشاط في بيئة غير مستقرة، ولا تزال بحاجة لتوفير الاحتياجات ومعالجة مكامن الخلل قبل البدء فيها؟

من جانبه، قال رئيس فريق تطوير لبن "2030" التطوعي، الدكتور عبدالله الناهسي، لـ"سبق": زرنا مدير تعليم الرياض سابقًا، الدكتور عبدالله المانع، مطلع الصيف الماضي، وشرحنا له مشاكل الحي تعليميًّا من نقص المعلمين، وقلة المدارس، وزيادة الطلبة في الفصل الواحد، ونقص الأثاث، وإنهاء معاناة المدارس مع الصرف الصحي.. ووعدنا خيرًا. كما التقينا أيضًا عددًا من وكلاء المناهج والمباني والخدمات، وكان الرد مثلما علق المانع.

وأضاف: حقيقة، لمسنا أثر زيارتنا بافتتاح مدارس جديدة هذا العام، وكانت التطلعات لأكثر من ذلك، ولكن وقعنا في ورطة زيادة عبء المعلمين، وتضخم مشكلة نقصهم، وعدم اكتمال الأثاث المدرسي! الأمر الذي دفع بعض قادة المدارس لرفض استلام المباني الجديدة بحجة عدم جاهزيتها.

وأكد "الناهسي" أنه خلال تواصلهم مع مدير التعليم "السابق" ثلاث مرات كان يكثر من عبارة "أبشروا بالخير.. سأرسل مختصين ميدانيًّا".. لكن الواقع يقول عكس ذلك، ولا تزال مشاكل التعليم كما كانت بلا جديد.

وأتبع بقوله: يعتزم متطوعون من ضاحية لبن زيارة مدير التعليم المكلف، ونستبشر خيرًا بانتشاله تعليم العاصمة من فوضى المدارس.

ويترقب الكثير من المهتمين بالشأن التعليمي في الرياض ما سيُحدثه مدير التعليم الجديد بعد توليه كرسي الإدارة، وأمام طاولته ملفات كثيرة معلقة منذ الأعوام الماضية. وعلى الرغم من مرور خمسة أسابيع على بداية العام الدراسي الجديد، هل ينجح "الوهيبي" ويشمر عن ساعديه، وهو يعلم بأن هناك قرابة نصف مليون طالب وطالبة يترقبون ماذا سيقدَّم لهم؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org