روعة الحدثين

روعة الحدثين

وسط ركام من الأخبار عن التفجيرات ..وسط كم هائل من أخبار الإرهاب الأسود.. وسط غبار الحديث عن الدول المارقة والمراهقة.. وسط جدل لا ينتهى في سفاسف الأمور.. وسط هذا الجو الملبد بالغيوم الممطرة كآبة وحزنا ...وسط هذا كله يأتي بين طيات الصحف وفي أحاديث المغردين ما يثلج الصدر ويشرح القلب.

فلقد التقطت عيناي المثقلتان بكل فظ وغليظ من الأخبار والتحليلات والآراء والمشاحنات والمشاجرات السياسية والمناكفات الحزبية والاشتباكات الطائفية خبرين رائعين كروعة أبطالهما..

الخبر الأول عن ذلك السعودي ذي الهمة العالية, والذوق الرفيع, والأخلاق السامية الرائعة, الذي ابتكر طريقة لسقيا الطيور والحيوانات من إحدى الآبار المهجورة بمركز "البير" بمحافظة ثادق شمال مدينة الرياض, تعمل بالطاقة الشمسية, لكي تتمكن الطيور والحيوانات من الشرب منها دون السقوط في الماء, بتكلفة لا تتجاوز 450 ريالاً!

وقد تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي هذه الفكرة الهادفة بالإعجاب والدعاء لصاحبها بالتوفيق، وطالب آخرون بتبني جهات خيرية وتطوعية للفكرة لتعم الفائدة.

والخبر الثاني عن ذلك السعودي ذي الحس المرهف والإحساس بالرأفة والرحمة الذي قام بمساعدة قطة مصابة بالشلل، حيث تمكن من تركيب أطراف اصطناعية لها لمساعدتها على المشي والحركة، بعد أن أوشكت أن تفقد حياتها.

وأَظْهَرَ المقطع المتداول قيام الشاب السعودي، بتزويد القطة بأطراف اصطناعية، ساعدتها على المشي مُجَدّدَاً؛ ما مكنها من الحركة للبحث عن الطعام والشراب.

وانقسم المقطع إلى جزأين، أحدهما يظهر كيف كانت القطة في البداية تعجز عن الحركة أو المشي، والآخر يظهر كيف باتت القطة تستطيع الحركة بعدما ركب لها الشاب طرفاً صناعياً دواراً من بقايا أدوات طبية كانت لديه.

وعلى الرغم من بساطة مضمون الحدثين إلا أنه ضخم في معناه..

وعلى الرغم مما يظنه البعض من تفاهه الموضوع إلا أنه كبير في مبناه...

وروعة الحدثين في أنهما يدحضان دون عناء أو تكلف كثيرا من الإفك الذي تحاول بعض وسائل الإعلام المغرضة, لاسيما الغربية, أن تروج له لتنال من شخصية المواطن السعودي وتظهره متبلد الإحساس, منعدم الشعور, قليل الحيلة, في محاولة لإسقاط ذلك كله على الإسلام كدين..

كم هو عظيم أن نرى شيئا من الزمن الجميل والفعل النبيل في هذا الجو المشحون بغبار الإفك والأكاذيب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org