زوجتي العـزيزة..!!

زوجتي العـزيزة..!!

إن ما نعيشه اليوم في زمننا هذا من قصص وحكايات وأحداث لدراما سوداء واقعية الشكل، وحزينة المضامين، يعطي دلالة واضحة ومؤسفة عن غياب الدور المؤسساتي التربوي الحقيقي، وكذلك لعدم وجود أهداف صادقة للنهوض بمجتمعنا كأفراد وشراكات من قِبل المؤسسات والجهات الاجتماعية وحتى الخيرية.. وبالتالي نشأت لدينا الكثير من المشاكل الأسرية، منها الزوجية وعقوق الوالدين والعنف ضد الأبناء والإيذاء؛ ما يعنى أن الكثير من الجهات والهيئات والجامعات لم تتبنَّ موقفًـا واضحًا وصريحًا يسر الناظرين، يساعد على التقليل من هذه الظواهر الخطيرة في المجتمع، ويساعد الناس على حل مشاكلهم بإقامة الندوات والدورات والمحاضرات وورش العمل على يد مختصين تربويين ونفسيين ومثقفين ومفكرين وأساتذة جامعات..!!

ما تقوم به بعض الجهات المعنية – للأسف - مجرد اجتهادات خجولة خالية من التأثير والإقناع، توقفت عند حد عقد دورات للمقبلين على الزواج، وتقديم الهدايا وبعض النصائح، وتختفي مع مرور الوقت وفقًا لظروف الحياة ومتطلباتها، واتساقًا مع ثورة الانفتاح التقني وعالم الميديا، الذي لم يُستغل بالشكل الصحيح لتوجيه هؤلاء نحو عالم من السلام والسعادة والهدوء وطمأنينة النفس..!!

رسالة واحدة في الأسبوع عنوانها "زوجتي العزيزة" ربما تكفي لإطفاء ثورة غضب، وخمد فورة أفكار شيطانية، قد تجعلك في عداد المفقودين في لحظة انصهار الشك والغيرة بروح الانتقام. وفي المقابل، ابتسامة يجدها الزوج في انتظاره بعد عناء يوم طويل منهك وشاق قد تجعل منه إنسانًا رائعًا وكريمًا طوال الشهر.. بمعنى أنه هنا يحتاج إلى عُشر ابتسامة مشرقة وحسب؛ ليعيش في وئام وتصالح طوال العام..!!

إني أتساءل: لماذا لا نجد جهات تعزز في حياتنا مثل هذه الجوانب الفياضة والمشاعر الإنسانية المضيئة؟ ولماذا لا يتم إنشاء جهة خاصة، تُعنى بهذا الجانب الأسري، وتتفرع إلى تخصصات لمعالجة بعض مشاكلنا وقصورنا تجاه آبائنا وأمهاتنا وأسرنا الصغيرة، والعنف ضد الأطفال بكل أشكاله وأنواعه، ويكون لها دور فاعل في الحد من تفككنا وما يحدث للكثير من الأسر التي تعاني دونما صوت تحت وطأة العنف الأسري والحرمان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..؟!!

قد يحتاج الأمر إلى جهود مالية وطاقات بشرية متخصصة، وهذه العوامل ــ دونما شك ــ موجودة لدينا، فقط نحتاج إلى إرادة وتشجيع ورغبة حقيقية في تبني مثل هذه المشاريع من أجل الخروج بمجتمع خال من المشاكل الأسرية والإحباطات؛ ليكون نواة للمستقبل، ورؤية السعودية 2030 م القادمة..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org