عاش الأتراك أطول ليلة في تاريخ البلاد؛ حيث خرجت الحشود من الشعب التركي إلى الميادين والشوارع لإفشال الانقلاب الذي قام به عددٌ محدودٌ من الجيش التركي، بقيادة المستشار القانوني لرئاسة الأركان، وعدد من اللواءات والعقداء.
وطبقاً للبيان الرسمي الصادر من وزارة الداخلية التركية وبثّته وكالة الأناضول في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، أن الجيش التركي قام بتحرير رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال "خلوصي أقار"؛ ونقله إلى مكان آمن، فيما أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل قهرمان؛ مشاركة قادة الأحزاب التركية الثلاثة الكبرى، في الجلسة البرلمانية الطارئة، ظهر اليوم، وسيلقون كلمات تحت قبة البرلمان.
وأعلن المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين، عقد اجتماع لاتخاذ تدابير احترازية مشددة بحق القضاة والمدعين العامين من أتباع منظمة الكيان الموازي الإرهابية.
ونقلت وسائل الإعلام التركية أن آلاف المواطنين الأتراك يتوجّهون نحو رئاسة هيئة الأركان بأنقرة رافعين الأعلام التركية؛ للاحتجاج على المحاولة الانقلابية الفاشلة.. فيما تستعد مديرية الأمن العامة التركية لشن عملية للقضاء على المشاركين في محاولة الانقلاب الفاشلة، المتحصنين بمبنى رئاسة الأركان العامة في العاصمة أنقرة.
وقالت "الأناضول" إن عسكريين متورّطين في محاولة الانقلاب، بقاعدة آكينجي الجوية (شمال غربي العاصمة أنقرة) غادروا القاعدة، وتحذيرات من انخراطهم بين المدنيين، وأُعلن توقيف قائد أركان جيش منطقة إيجه الجنرال ممدوح حق بيلان؛ بإزمير (غرب)، في إطار التحقيقات في المحاولة الانقلابية.
قال المدير العام للأمن التركي جلال لكسيز، إنه تمت السيطرة على مبنى القيادة العامة لقوات الدرك (الجندرمة) في أنقرة، ومقتل 16 من المتمردين، وإلقاء القبض على 250 آخرين، وأعلن عودة حركة مرور السيارات جزئياً فوق جسر البوسفور الواصل بين شطرَي مدينة إسطنبول بعد إغلاقه في أثناء المحاولة الانقلابية الفاشلة، وأصدرت النيابة التركية أمر توقيف بحق قائد "اللواء 55 مشاة مؤلل".
وأصدرت نيابة ولاية قرقلر إيلي، شمال غربي تركيا، مذكرة توقيف بحق قائد اللواء 55 مشاة مؤلل، الجنرال بكر كوجاك؛ في إطار التحقيقات بالمحاولة الانقلابية الفاشلة لعناصر من منظمة الكيان الموازي الإرهابية، متغلغلة داخل الجيش التركي.
وتمّت عملية التوقيف من قِبل مدير أمن الولاية، أمين آكاي؛ والنائب العام في الولاية إلياس ياووز؛ بلقاء قائد اللواء في مقر قيادة اللواء، وإبلاغه بأمر التوقيف.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفّذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع لـ "منظمة الكيان الموازي" الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسريْن اللذين يربطان شطرَي مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقُوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ حيث توجّه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن؛ ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب؛ ما أسهم في إفشال المحاولة الانقلابية.