"سبق" تروي حكاية شاب سعودي يبيع الشاي على الجمر في "الهدا"

اختار مكانًا حيويًا يسلكه المواطنون وزبائنه يطالبون المسؤولين بدعمه
"سبق" تروي حكاية شاب سعودي يبيع الشاي على الجمر في "الهدا"

 استوقفت عدسة "سبق" قصة شاب سعودي طموح قرر بعد ست سنوات في البحث عن وظيفة في القطاع الخاص بسبب قلة المرتبات مقابل ساعات العمل، الاتجاه لعمل خاص يكسب به رزقه من عرق جبينه، ويضمن له دخلاً مناسبًا، وبدأت الفكرة ما هو البديل برأس مال مقدور عليه من هنا كانت البداية بجلب أدوات بسيطة التي سينفذ بها مشروعه كبائع للشاي على الجمر، واستقر به الحال على طريق الهداء، بالقرب من محطة جبال الهداء باتجاه مكة المكرمة.
 
مكان المشروع
 
يعد طريق الهداء طريقًا حيويًا يسلكه المئات يوميًا من المواطنين والمصطافين والمستمتعين بأجواء الهداء في موسم الصيف وهو موقع خصب، فتجد المجمعات البترولية على طول الطريق بها الأكشاك التي تبيع أنواعًا مختلفة من القهوة والشاي.
 
 
 
ما إن تخرج من الهداء متجهًا لمكة المكرمة تستوقفك لوحة كُتب عليها بوساطة اليد "شاي على الجمر"، يقف بعدها شاب طموح بجانبه كرسي وطاولة بها بعض البسكويتات ومعمول بالتمر وأكواب ورقية صُفت بطريقة منظمة، وأوراق الشاي ودرجان واحد خاص بالنعناع والآخر للحبق الطائفي زكي الرائحة، وإبريقان للشاي وحطب السمر المشتعل تحته، وآخر قريبًا منهما.
 
حكاية بائع الشاي
 
ومع زحمة الزبائن والتوافد عليه حاورت "سبق" الشاب مازن النمري الذي يبلغ من العمر 34 عامًا، غير متزوج وقال: إنه من سكان الطائف وأحمل دبلوم حاسب آلي وخريج الكلية التقنية بالطائف من عام 1431 هـ وقد سبق لي العمل في القطاع الخاص براتب 3 آلاف ريال في الشهر ولكن لم أوفق في الاستمرار في العمل لأسباب عدة من ضمنها التطفيش من العمل والخصم المتكرر في الراتب لأي سبب.
 
 
وتابع: كانت بداية فكرة هذا المشروع حين تركت الوظيفة فشاهدت شبابًا سعوديين يبيعون "شاي" على الجمر، وخطرت في بالي فكرة عمل هذا المشروع، مشروع بيع شاي على الجمر، والحمد لله نفذت المشروع ويصلني منه دخل طيب أساعد عائلتي وإخوتي .
 
 
وأضاف: أصل إلى هذا المكان عند الثامنة صباحًا، وفي المساء المتأخر أعود إلى حيث أسكن وأخلد للنوم بعد صلاة العشاء حتى أتمكن من بدء يومي نشيطًا حامدًا الله تعالى أنني استطعت أن أستغني عن وظائف القطاع الخاص التي مررت من خلالها بتجربة فاشلة، خصوصًا قلة رواتبها مقارنة بساعات العمل فيها، كما أن راتب بعض مؤسسات القطاع الخاص يختلف تمامًا عما يقولونه لك.
 
وأردف: أوفر جميع المستلزمات من أجود الأنواع وأفضلها سواء نوعية الشاي أو الماء، كما أنني متفق مع أحد بائعي الحطب يحضره لي في مكاني وإن احتجت أطلبه يصلني.

 
ويكمل "النمري" الزبائن يعاملونني ويكلمونني على أنني أجنبي بسبب تغيير لبسي أحيانًا بلبس الزي الباكستاني ولكن عندما يكتشفون من خلال حديثي يفرحون عندما يشاهدون شابًا سعوديًا يعمل ويكسب من عرق جبينه ولله الحمد أنا سعيد في هذا العمل، ولم تواجهني أي مضايقات من أحد، بل وجدت تشجيعًا من كل مسافر يصلني وكسبت الدعاء منهم، فحين يقول لي المسافر وفقك الله، والله يرزقك، هذه العبارات تدفعني إلى الاستمرار في العمل بإذن الله، وهو ليس عملاً سهلاً كما يتوقعه بعضهم، بل كان عملاً يحتاج إلى صبر مضاعف.
 
 
وقال: لا يخلي أسبوع عمل من مضايقة البلدية بمصادرة بعض الأشياء مع أنني أستخدم مياه نقية والنعناع والحبق المختار من مزارع الطائف النقية واستخدم أكواب ورق نظيفة وكذلك أنظف أباريق الشاي أكثر من مرة عند الاستخدام وعند متابعة البلدية موقعي أتحدث معهم لماذا لا يتم وضع اكشاك نظامية في المواقع التي نختارها ويتم تأجيرها بسعر رمزي والسماح لنا بحرية ببيع الشاي والقهوة ومشتقاتها ولا يقفون على مشاريعنا البسيطة وطلبنا لرزق الحلال بشكل منظم.
 
 
مشهد الشاب يدفعك حين تراه للتوقف أمامه وشراء شاي الجمر، ويلفت نظرك طريقة الخدمات التي يقدمها الشاب لزبائنه، فالزبون مخير بين أن ينزل للإشراف بنفسه على طريقة إعداده أو يظل في سيارته فيصله طلبه بنفس راضية.
 
 
"سبق" بادرت بسؤال أحد زبائن الشاب: ما الذي يدفعك للشراء من هنا وأنت ترى العشرات من بائعي الشاي والقهوة؟ فأجاب المواطن عبدالله العتيبي كل ما تشاهده من أكشاك يقوم عليها شباب سعودي طموح فضلاً أنك تشاهد كل شيء أمامك، في أثناء تقديم الشاي للزبائن ويعجبني طموحه وأنا أشاهده وأدعو المسؤولين لمساندته وتشجيعه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org