لم يكن أمام سكان مخططات الشرائع - شرقي مكة المكرّمة، الــ 15 مخططاً، سوى الذهاب إلى الأحياء والمخططات المجاورة وحجوزات السيارات، بغرض التنزه، بعد أن تحوّلت المساحات المخصّصة لإقامة حدائق عليها داخل تلك المخططات، إلى مرمى للنفايات ومخلفات البناء، إلى جانب أن المقامة منها تفتقر للاهتمام والعناية ولا تستوعب الأعداد الهائلة من السكان، وتفتقر لأبسط أدوات الترفيه بشكل عام، وألعاب الأطفال على وجه الخصوص.
ووقفت "سبق"، ميدانياً على معاناة أكبر مخططات العاصمة المقدّسة، من ناحيتَي المساحة والسكان، تلبية لنداءات واستغاثة السكان فيها، الذين أجمعوا على أن مخططات حي الشرائع تفتقر للحدائق العامة، مطالبين أمانة العاصمة المقدّسة، بسرعة الاستفادة من الأراضي الفضاء التي خصّصتها لإقامة حدائق عليها، غير أنها تركتها كما هي منذ سنوات، وتحولت بين عشية وضحاها إلى أماكن ومواقع للنفايات والمخلفات، ومرتعاً ومأوى للحيوانات الضالة، منذرة بكارثة صحية وبيئية على حد سواء.
وقال كل من: أحمد الشيخي ومحمد الزهراني وعبدالله الخريصي من سكان مخططات الشرائع، بلسان واحد، إنهم مستاؤون من عدم اهتمام الأمانة وغيابها عن المشهد الذي يعيشه الأهالي، والمتمثل في النقص الحاد في الحدائق العامة؛ ما اضطرهم إلى اللجوء إلى حجوزات السيارات القريبة منهم واستخدامها أماكن للتنزه، متسائلين عن كيف تم تخصيص مواقع داخل المخططات لإقامة حدائق عليها، وتركت دون الالتفات لها، في سبيل توفير كل ما يحتاج إليه المواطن من مسطحات خضراء مجهزة بكامل الخدمات، لاستيعاب المتنزهين لقضاء جلّ أوقات فراغهم فيها، مشيرين إلى أن غياب الحدائق انعكس سلباً على أبنائهم ما جعلهم عرضة للتسكع في الشوارع.
وأشاروا خلال حديثهم لـ "سبق"، إلى أن من ضمن الحدائق المقامة التي تفتقر للاهتمام والعناية، حديقة مخطط ٩، إذ قامت الأمانة بإنشائها منذ سنوات، دون أن تقوم بتشجيرها وإنارتها وتسويرها، إضافة إلى أن جزءاً منها أصبح مكباً للنفايات، على الرغم من قربها من أحد الجوامع الكبيرة.
وطالبوا، عبر "سبق"، أمانة العاصمة المقدّسة بسرعة إنشاء عديد من الحدائق العامة بمخططات الشرائع في أقرب وقت ممكن، والمحافظة على تطوير مرافقها وتشجيرها وإنارتها وتسويرها لحمايتها من العابثين، خاصة أن بعض المخططات تكتظ بالسكان وتتوسطها أراضي فضاء مخصّصة ومهيأة لإنشاء حدائق عامة عليها؛ حيث أصبح لزاماً على الكثير من الأسر البحث عن السبل الكفيلة لتفريغ طاقات أبنائهم والاستفادة من أوقاتهم فيما ينعكس إيجاباً عليهم وتشغلهم بالمفيد.
