"سبق" تكشف آخر لحظات المعلمات الأربع ضحايا طريق "الخرما الشمالية"

قائدة المدرسة رَوَتْ تفاصيل آخر لقاء وتفانيهن في العمل
"سبق" تكشف آخر لحظات المعلمات الأربع ضحايا طريق "الخرما الشمالية"

كشفت "سبق" آخر لحظات المعلمات الأربع اللاتي لَقِينَ مصرعهن قبل يومين على تقاطع الخرما الشمالية بعنيزة أثناء عودتهن من مدرستهن بمركز "خريمان الشغار" التابع للدوادمي -حوالى ١٠٠ كيلو عن عنيزة- حيث اعترض مركبتهن الـ"فان" سائق عربي يقود "دينا"، وتجاوز بشكل خاطئ؛ فالتحم بهم وأدى لمصرعهن مع سائقهم، ونُقل أربعة أخريات لمستشفى الملك سعود بعنيزة.

وقالت قائدة المدرسة بـ"خريمان الشغار" سارة بجاد لـ"سبق": "رحم الله الزميلات وتقبلهن وأعان ذويهن، أما بالنسبة للأستاذة الفاضلة هند المطيري رحمها الله؛ فلها ٤ سنوات في مدرستنا وتخصصها الأحياء، كانت مميزة في شرحها للمادة العلمية، وﻻ تشرح لطالباتها إلا في غرفة المصادر وعرض بروجكتر، وإذا طُلب منها نشاط ﻻصفّي تُبدع فيه".

وأضافت: "كان آخر عمل لها تغريدات عن الأم، وساهمت في التسميع للطالبات لحفظ القرآن الكريم، كذلك كانت من المشاركات؛ لأنه كان عندنا مسابقة داخلية للمدرسة لتسميع كتاب الله الكريم للطالبات والمعلمات، وكان أداؤها الوظيفي من ٤ سنوات لا يقل عن ٩٩.. آخر يوم احتفلت مع طالباتها (ثالث ثانوي) بتخرجهن، وآخر كلمة قالتها لهن: وداعاً ثالث؛ كأنها شعرت بمنيتها، ولها بنتان وولد عمره سنتان".

وزادت: "أما المعلمة الفاضلة كوثر الزهراني؛ فهي من بنات الباحة، لها ٣ سنوات تعمل معنا، تحمل ماجستير إدارة ولغة ستة شهور، لديها طفلان وبنت، وهي معلمة كيمياء، تتميز بالهدوء والطيبه والتميز في الشرح لطالباتها.. آخر عمل لها في المدرسة قامت بتحسين المصلى على حسابها الخاص، وسمّعت القرآن الكريم، ونالت جائزة من مشرفة المسابقة، وآخر يوم حضرت حفل تخرج طالبتها في هذا اليوم تقول خادمتها أنها كانت تقف على باب الشقة تطالع أطفالها وترجع تسلّم عليهم مرتين؛ قلب الأم؛ كأنها أحست بالفراق والأداء الوظيفي لم يقل عن ٩٩".

وقالت قائدة المدرسة: "وعن المعلمة وسام العتيبي كانت في مركز أبو جلال ٤ سنوات، وقامت بالتبديل مع معلمة مستجدة حتى تكون بالقرب لعنيزة، ولم أكلّفها بأي عمل لأني طلبت سجلّ ملف الإنجاز ووجدته ما شاء الله كله تكريم وأعمال مميزة في مدرستها السابقة، وشاركت في برنامج الأمهات بمحاضرة عن القزع، وأتذكر إلقاءها المميز، وآخر ما قاله عنها زميلاتها أنها كانت تضع سماعة في أذنيها تسمع القرآن وباقي لها جزء وتختمه".

وأردفت: "وأما المعلمة منال الرثيع -رحمها الله- فهي تخصص دين، تتميز بالهدوء والصمت، صوتها لا تسمعه من حيائها، عروس لم تكمل السنة، لها ٣ سنوات معنا، تعمل رائدة ثالث ثانوي، أعطيتها الريادة من العام، غيّرت الطالبات 100 درجة، كيف؟ ﻻ أعلم؛ لأن المعروف عندنا آخر سنة البنات الله يهديهن تتغير طباعهن".

وساقت: "آخر عمل لها هو حفل الخريجات والأوراق التي وزّعتها على طالباتها كما في صور الحفل، وقمنا بالصلاة عليها أمس، كانت تأتي من الرس مع زميلة لها، وتعرضت لمشاكل النقل وهذه السنة زاد عليها تأتي من بريدة وتنزل بعنيزة، ونفس الطريقة في العودة أمور ومضايقات خاصة مع تقلبات الطقس".

واختتمت: "تلقينا النبأ بحزن بالغ، كيف لا يكون ذلك وهم أفضل دفعة عملت معي، والطالبات والأمهات صدموا؛ خاصة أن آخر اللحظات معهن كان حفل التخرج، وكان الجميع سعيداً؛ فغفر الله لهن وأسكنهن في عليين، لم نصدق ما حصل، والطالبات بكين كثيراً على فراق معلماتهن".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org