"سبق" تكشف تجاهل مشروع تحويل وادي أبها إلى قناة مائية

جدل حول المشروع منذ ما يقرب العام..
"سبق" تكشف تجاهل مشروع تحويل وادي أبها إلى قناة مائية

جدل قائم منذ ما يقرب على العام، حول مواصلة ردم وتغطية أمانة عسير لوادي أبها، بغرض تحويله إلى شارع يرتبط بطريق السودة، لاسيما وأنَّ الوادي يشكل شخصية وهوية للمدينة.

"سبق" حصلت على معلومات جديدة، وخاصة، أهمها تجاهل مشروع اتفق عليه مديرا المياه والسياحة والتراث الوطني سابقًا "تعهدت المياه بالصرف عليه من ميزانيته"، وذلك بتحويل الوادي إلى قناة مائية شبيهة بالنهر يخترق المدينة.

 

​و​بيَّن رئيس بلدية أبها سابقًا أحمد بن مطاعن أنَّ الوادي يمثل شخصية مدينة أبها وهويتها، لا سيما أنَّ المدينة تقع على ضفتيه، إذ إنَّه يقسمها نصفين، وتغطية الوادي وردمه قد يغرق المدينة، حال عودة السيول التي كانت تجري عليه قبل ٣٠ و٤٠ سنة، مشيرًا إلى الأهمية البيئية والتاريخية، كون الوادي كان يسقي المزارع للأحياء المجاورة.
 

وانتقد مصدر في جمعية المهندسين بمنطقة عسير تلك الخطوة، وقال: "إنَّ الوادي يمثل شخصية أبها وشريان المدينة -كما هو نهري الصين وفرنسا- وتكون عليه أهم ٥ أحياء تاريخية: القابل، مناظر، البديع، المفتاحة الخشع، بجانب امتداده إلى خارج المدينة، وما قامت به الأمانة، يعد طمسًا لشخصية أبها وهويتها".

وأضاف: "خطوة الأمانة بوضع "كتلة خرسانة" في "مسيال وشعاب وادي"، بمثابة تعدٍ على البيئة أيضًا، مخالفة بذلك النهج والتوجه العالمي بالحفاظ على البيئة وعدم التعدي عليها، وبالتالي هي غير منطقية من ناحية فنية، وتشكل خطورة، إذا فاضت مياه الأمطار، ستعود على الوادي".

وعن الحلول، قال: "بالإمكان وضع جسر علوي معلق لمرونة الحركة المرورية، كما هو موجود في دول عالمية".

وكشف مدير عام المياه بمنطقة عسير المهندس يزيد آل عايض، ومدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير سابقًا المشرف العام على البرنامج الوطني للمسارات السياحية الاستراتيجية عبدالله مطاعن لـ"سبق" عن اتفاق مسبق بينهما، لتحويل وادي أبها إلى قناة مائية، شبيهة بنهر يشق وسط المدينة، على ضفافه فنادق وموتيلات ومقاهٍ ومطاعم، قبل أن تقرر الأمانة في عهد الأمين السابق إبراهيم الخليل بشكل منفرد تحويله إلى طريق.

وأضاف ابن مطاعن: "تعهد المهندس يزيد آل عايض بالصرف على مشروع القناة المائية من ميزانية المياه، وعرضت الفكرة على الأمين السابق إبراهيم الخليل الذي استحسن الفكرة، وحاولت عقد اجتماع، لكني تفاجأت بأن الوادي تحول إلى كتلة خرسانية لا علاقة لها ببيئة المنطقة، ومتسببة في تشوه بصري".

وأوضح أنَّ "رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان جلب خبراء أجانب لدراسة مشروع وسط أبها"، وقال: "أتذكر جيدًا أنَّهم حثوا على عدم المساس به، باعتباره رئة تتنفس بها المدينة على حد قوله، بل الحفاظ عليه وتطوير مرافقه كإنشاء مقاهٍ وممشى ومطاعم وفندق أو موتيل على جوانبه".

واستشهد ابن مطاعن بتجربة وادي حنيفة الذي بات يعد من أجمل الأماكن وموقع جذب يزوره معظم من يزور العاصمة، خصوصًا بعد إضافة منطقة الدرعية والبجيري.

 

توجهت "سبق" إلى أمين المنطقة السابق أمين هيئة تطوير المدينة المنورة إبراهيم الخليل وطرحت عليه تلك الانتقادات لإيضاح موقفه غير أنَّه اعتذر بالقول: "ما دمت تركت عسير، فلا يحق لي الحديث عنها". بينما، تجاوب أمين المنطقة الحالي صالح بن عبدالله القاضي، ورد بالقول: "الأمين السابق رجل حريص على المصلحة العامة، ويخدم وطنه بكل إخلاص وتفانٍ، وأتوقع أنَّه لم ينفذ المشروع إلا بعد دراسة وللمصلحة العامة".

وعن مسح شخصية المدينة، أجاب القاضي: "شخصية أبها ليست في مجرى وادٍ، بل بمعالهما وتاريخها وأهلها الطيبين".

وأضاف: "دول كثيرة قامت بمشاريع مماثلة".

 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org