قراء "سبق" الكرام ..
كعادتها كل عام تُحَلّق بكم "سبق" في عوالم إسلامية؛ لتنقل لكم أجواء الشهر الكريم، وتنثر بين أيديكم قصصاً خلف واجهات الإعلام، وتنظم لكم -قدر المستطاع- جوانب من عادات وتقاليد وزوايا؛ في محاولة لتقديم صورة واضحة عن المسلمين في البلد الذي تم اختياره.
هذا العام كانت إندونيسيا محطة بعثة "سبق"، الأرخبييل الهائل من الجزر والحافل بالغرائب والعجائب والقصص المؤثرة، والاعتزاز الفريد بالدين الإسلامي القويم.
إندونيسيا التي تُعَد أكبر دول العالم الإسلامي والتي تقع في جنوب شرق آسيا وتضم 17508 من الجزر، ويفوق عدد سكانها 238 مليون إنسان.
في هذا العام ستحملكم "سبق" لتروا كيف يستقبل الإندونيسيون شهر رمضان بالتسامح في المنازل والمساجد والطرقات، وكيف تعلو أصوات طبول "البدوق" و"المسحراتي" احتفاء بالشهر الكريم.
كما ستعيشون مع أبطال بعض القصص المؤثرة لحظاتِهم وتقاسمونهم أمنياتِهم، وهم بالمناسبة ما زالوا يبتسمون ويرددون إيمانهم بحكمة الله العظيم فيما حصل لهم.
في هذا العام سترون كيف يعتز الإندونيسيون بالإسلام في صورة المساجد التي يعود بعضها إلى عام 1700م، والتي أضافوا لها من الجمال ما جعلها أيضاً معالم سياحية.. وكيف يواجه دُعاتُهم -جماعاتٍ وفُرادى- حملات التنصير في البلاد ويرددون "لا تقلقوا.. القرآن يحمينا".
وستعيشون أيضاً حلقات تصف كيف واجَهَ مسلمو إندونيسيا التسونامي؛ حيث نصف ساعة قتلت أكثر من 200 ألف إنسان، ما بين قصص يرويها أصحابها حيث "سفينة نوح" و"الشيخ ولدان" و"الأخت صافرينا"، وما بين متاحف ناطقة ستكونون -بلا شك- في الصورة التي تكتمل بعودة الحياة من جديد؛ حيث الإنسان عنوان البناء وعمارة الأرض كما أراد الله له أن يكون.
كما ستشاركون دور التحفيظ وحلقات القرآن التي تفيض بها مساجد إندونيسيا، وأولها مسجد الاستقلال أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين، وتنصتون لتلاوات صلاة التراويح وبرامج حافلة لا تكاد تتوقف ليلاً أو نهاراً.
كما سترون تجربة أخرى في إقليم أتشيه الأكثر خصوصية إسلامية في إندونيسيا، وتتعرفون على هيئة الأمر بالمعروف (الشؤون الدينية)، وهيئة النهي عن المنكر (ولاية الحسبة) بنظام تلتقي معه هيئة السياحة؛ حيث "لدينا سياحة إسلامية فقط ومَن لا يعجبه ليس له مكان هنا".
كما سنحاول إنصاف صورة الخير التي تحرص عليها حكومتنا الرشيدة تجاه إخوانها المسلمين في كل أنحاء الأرض، وجهود عظيمة تقودها سفارة خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا؛ وهو دعم يسير أيضاً على خط التعليم؛ حيث سننقل لكم صوراً من جهود رائعة لجامعات سعودية خلال قرابة 40 عاماً، وتجارب رائدة في تعليم اللغة العربية.
ولأن إندونيسيا البلد المدهش طبيعة وتنوعاً؛ فسننقل لكم أيضاً محطات مذهلة من الطبيعة والعادات والعجائب والأساطير؛ مثل يوم حافل في "شارع تمرين" في وسط جاكرتا كما يردد البعض، ويوميات في شارع العرب في بونشاك، وعادات الزواج في بعض الأقاليم، وموقع "زيرو كيلومتر" في جزيرة "صنبق"، وسحر الطبيعة في لومباك، وعروس التنين وجزر الأساطير الثلاث، وممر الجان الغامض، وتقاليد قبيلة الساساك المسلمة، ومتحف الفزع الهندوسي، وأعجوبة الجماجم المتحركة وقبيلة البتاجان في بالي.
وفي "سلاويسي" جزيرة الغرائب أيضاً سننقل لكم عن قبائل ماكسار وطقوس قبيلة "أماتوا" البدائية، وقبائل "توراجا" وكيف يبقى الموتى خمس سنوات في المنزل قبل الدفن.
بخلاف ذلك سنختار لكم عبر "استديو سبق" قرابة 30 لقطة تحمل من الدلالات الكثير، وحَرَصنا أن تكون الصورة هي من تتحدث، وأنتم من تستلهمون.
وغني عن القول أن بلداً مثل إندونيسيا بتنوعه الهائل لا يمكن إيفاؤه في وقت وجيز؛ لذا هي رسالة لتفتح لكم الآفاق وتنقل صورة شمولية لأكبر بلد إسلامي في العالم.
انتظرونا وكل عام وأنتم بخير.
