سـكين (أبو شوكـة)..!!

سـكين (أبو شوكـة)..!!

بات رمضان الكريم، الشهر الفضيل المبارك، على بُعد أسبوعَيْن من الأيام؛ ليطل علينا بروحانياته ونفحاته المعطرة، وغيث يسقي القلوب طهرًا من ندى، ويفيض في النفوس خيرًا عميمًا.. جعلنا الله وقراء "سبق" وعموم المسلمين في كل مكان من صوّامه وقوّامه وعتقائه من النار..!!

في هذا الشهر الكريم يتسابق الناس للمساجد بعد كل أذان يرتفع شموخًا وقوة في الآفاق ومساحات الدنيا؛ ما جعل المساجد تترقب ذلك الجمع المهول بكثير من الهيبة والفرح والنور، فضلاً عن تزايد النمو في البيع والشراء من خلال الأسواق والمطاعم وبوفيهات الشاورما التي تتحول نحو الاستثمار في السمبوسة وشوربة البقدونس وشراب التوت..!!

إن أكثر ما يلفت أن محال الأواني المنزلية تشهد قبل قدوم الشهر الفضيل زحامًا شديدًا للبحث عن الصحون بمختلف الأحجام، وما في حكمها من ملاعق وشوكات وأطقم (الكاسات).. وهنا يطرح السؤال نفسه: أين ذهبت مواعين وصحون رمضان الماضي؟ هل تكسرت؟! هل ضاعت؟! هل تبخرت من البيوت؟ هل تجاوزها الزمن حتى يتزاحم الناس عند بوابات محال الأواني المنزلية بهذه الأعداد المهولة..؟!!

من المفترض أن يكون لدى الأُسر ثقافة الشراء وفقًا للحاجة الملحّة، واتساقًا مع الاحتياج الضروري، بدلاً من تكرار المشهد في كل عام عندما يكون رمضان على مشارف الأبواب، وكأنه لن يكون مثاليًّا ورائعًا أو ذا طعم ونكهة ما لم يتجهز له هؤلاء القوم بالمواعين الجديدة والحافظات الكبيرة وخلاطات العجين السريعة..!!

إن ما يفصلنا عن الشهر أيام معدودات؛ وعلينا أن نتسامح فيه، وأن نفتح قلوبنا لاحتواء من باعدت بيننا وبينهم الخلافات الشخصية والفُرقة، ونرفع الأكف عاليًا بالدعاء طلبًا للمغفرة والمثوبة، لا التسابق أمام المحال التجارية بهذا النهم والرغبة في تجديد الجديد حتى ضاقت المطابخ بما رحبت من الصحون والبوادي وسكين (أبو شوكة)..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org