سلطان بن سلمان يدشن كتابه "الخيال الممكن" بجامعة الطائف

أهدى نسخته الأولى لخادم الحرمين.. وقال: الكتاب توثيق لتجربة إدارية
سلطان بن سلمان يدشن كتابه "الخيال الممكن" بجامعة الطائف

دشن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني اليوم الأربعاء في قاعة التشريفات بجامعة الطائف كتابه (الخيال الممكن).


وأهدى الأمير سلطان نسخة من الكتاب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وقال: أهدي النسخة الأولى من الكتاب لوالدي ووالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ووالدتي، وأهديه أيضًا للوطن الذي لن نوفيه حقه طول العمر، كما أهديه للملك فهد - رحمه الله - الذي كلفني برئاسة الهيئة، والملك عبدالله - رحمه الله - , والأمير سلطان - رحمه الله - الذي هو معلمي الأول ومن سميت عليه، كما أهدي نسخة للأمير خالد الفيصل وهو المدرسة الذي تعلمت منه الكثير, ونسخة إهداء لأمراء المناطق الذين كنا نعمل معهم.
وأكد أن الكتاب ليس سيرة ذاتية أو تجربة شخصية بل توثيق لتجربة إدارية بكل تحدياتها وفصولها.


وقال: "الكتاب لم يقصد فيه أبدًا قصة تمجيد لشخص أو مجموعة أو جهة , بل يهدف إلى عرض تجربة إدارية بكل ما فيها من نجاحات وتحديات وقصص معقدة، أبرز ما فيها قصة تحول المواطنين للسياحة، والسياحة لو وجدت المساحات والدعم في البدايات لكانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول السياحية على مستوى منطقتنا وأنا أستطيع أن أثبت ذلك بالأرقام والمشروعات".
وأشار إلى أن الكتاب يتحدث عن الشراكة وأهمية الشركاء، مبينًا أن الكتاب أخذ وقتًا طويلاً ولم يكن وليد المصادفة.


وأضاف: ليس هناك سبب أو توقيت معين لهذا الكتاب، فعندما نظرنا إلى الخلف وجدنا أعدادًا كبيرة من الشركاء من الجهات الحكومية والقطاع الخاص ممن ساندوا الهيئة في بداياتها ودعموا وشاركوا في برامجها ومشروعاتها , ومن العيب علينا ألا نذكر وقفتهم معنا وصبرهم علينا , فقد تعلمنا من بعض , وحققت شراكتنا نجاحات وإنجازات متتالية، وهناك أمر آخر يبرزه هذا الكتاب وهو أننا لم ننهض إلا بالشراكة مع المواطن ووجود التزامن والتضامن بين المواطن والمسؤول.


وتابع: عاصرت الكثير من رجال هذه الدولة رحم الله من توفي منهم وحفظ والد الجميع الملك سلمان بن عبدالعزيز وقبله الملك فهد والملك عبدالله , وشاهدت بعيني كيف يضعون احترام الناس على قمة الأولويات.


وأضاف: الكتاب يحوي تجارب إدارية جريئة ومميزة، وقد عملت معظم حياتي في قطاعات الدولة والمؤسسات الخيرية، وكنت أرى كيف أن المبادرات الجديدة عندما تقدم بشكل صحيح ويكون هناك مساحات واضحة للشركاء فإنها ستنجح بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.


وأبان أن الكتاب فيه قصص كثيرة ومرتبة وهناك موقع إلكتروني للكتاب الذي استمر العمل لمدة خمس سنوات، وقال: لم أعمل وحدي على الكتاب فقد كتبت جزئيات كبيرة من الكتاب ولكن هناك من عمل معي , وكل معلومة وردت بهذا الكتاب فهي موثقة.


يُشار إلى أن هذا الكتاب تضمن تجربة شخصية ومؤسسية عن مسيرة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بكل مراحلها منذ إعلان تأسيسها عام 1421 هـ 2000 م حين أوكلت إليها مهمة تنظيم وتطوير قطاع كبير وحيوي ومتشعب يستمد رؤيته من المرتكزات والثوابت والمقومات التي قامت عليها المملكة والقيم الراسخة للمجتمع السعودي، وشمل في مضمونه بداية مسار السياحة والتراث الحضاري الوطني تلخص هدف الهيئة الأساس في الاستفادة من تنوع وثراء المقومات للنهوض بالسياحة والتراث الحضاري الوطني بصفته صناعة منظمة ومتكاملة وتحويلها إلى مورد ثقافي واجتماعي واقتصادي يُسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية وزيادة الدخل وتوفير فرص واعدة ومنتجة للمواطنين للعمل والاستثمار.


وفي تمهيده للكتاب قال الأمير سلطان: "لقد حرصت أن يضم هذا الكتاب في ثناياه المواقف الإدارية والقرارات والأحداث التي خاضتها الهيئة منذ تأسيسها وكيف عملنا على الاستفادة من الفرص ومحاولة إيجادها أحيانًا من لا شيء، وحاولت قدر اﻹمكان أن أعرض التجربة بأسلوب يحاكي الجميع من منطلق أن الجميع هم شركاؤنا في تحقيق الإنجاز وتخطي التحديات والصعوبات ومن المهم أن أشير إلى أن طبيعة مهام الهيئة منذ تأسيسها تضمنت عددًا كبيرًا من القضايا والمهام المتشعبة والمعقدة التي قد يصعب أحيانًا تصديقها دون وجود دلائل أو قرائن تجسد وصف اﻷحداث كما قد يصعب أيضًا ذكر كل من أسهم في تلك اﻷحداث أشخاص أو مؤسسات.


وأضاف: "أدركت منذ اللحظة اﻷولى التي كلفت فيها مسؤولية إنشاء الجهاز التنفيذي للهيئة وإدارة الجهود لتطوير السياحة والعناية بالتراث الوطني، أن بناء مؤسسة حكومية رائدة وفاعلة بمثل هذه الأهمية الاقتصادية والاجتماعية تستجيب لتطلعات الوطن والمواطن وتعيش مفردات عصرها لتأسيس مسار اقتصادي كبير يحتاج إلى طول نفس ولا يحتمل القفز على تتابع المراحل، كنت حريصًا على ألا نعمل برد الفعل ولا أن نرد على منتقدينا بحدة أو تشنج مهما كانت انتقاداتهم وكنت أقول وما أزال لمن أعمل معهم نحن نبني جسور الثقة ويهمنا استقطاب المعارضين أو المرتابين ليكونوا من بين أهم شركائنا وليسهموا في البناء معنا. اجتزنا بتوفيق الله عنق الزجاجة لمرحلة التأسيس بكل تحدياتها بمرونة تنظيم الهيئة المؤسسي وبجهود وطاقات كوادرها المؤهلة من المواطنين المخلصين ويتفاعل أبناء الوطن الذين آمنوا بما نفعله فأنجزت الهيئة مهامها الرئيسة بتوفيق الله ثم بدعم هؤلاء وإيمانهم بدورهم المحوري في عملية البناء والإنجاز لتكون لدينا قاعدة معلومات وتجارب وخبرات وإطار تنظيمي وعلاقات مهنية وشراكات استراتيجية وتنسيق مع الأجهزة الحكومية والمؤسسات الخاصة.


وقال: لقد قامت تجربتنا في الهيئة على مرتكزات ومبادئ أهمها الشراكة الفعالة والحرص على مصلحة الوطن والتركيز على المواطن لكونه المعني والأساس لكل ما نقوم به والعمل دون كلل أو ملل مع كل أفراد المجتمع في مواقعهم وأحداث التحول الفكري لدى الشركاء وفهمهم للقضية التي سيصبحون جزءًا أساسًا من بنائها.


وأردف: تميزت تجربة الهيئة أيضًا بكونها تجربة تطويرية جريئة للمنهجيات والأدوات المعتادة في العمل الحكومي التنموي إذ اعتمدت منهج التحديث الإداري الشمولي المنفتح على بناء الجسور مع الشركاء والمجتمع. وهذه المبادئ هي ما أسست عليه هذه الدولة المباركة منذ نشأتها قبل أكثر من ثلاثمائة عام.


وزاد: يكمن العمق الحقيقي لتجربة الهيئة في التأسيس والتطوير في كونها تجربة تحول وطنية بالدرجة اﻷساس، متعددة الأبعاد اجتماعية وإدارية واقتصادية ولكل بعد أهمية كبيرة وعلاقة وثيقة بالمرحلة الحالية التي تشهدها المملكة وتشتمل على مبادرات ذات أهمية استراتيجية وتأثير كبير في مسيرة التنمية الوطنية والغاية من عرض تفاصيل هذه التجربة هو إيضاح الصورة الكاملة عما أردنا أن ننجزه للنهوض بالسياحة والتراث الحضاري الوطني كصناعة متكاملة ومستدامة ولجعل السياحة الوطنية الخيار اﻷول للمواطن وأحد أهم خياراته لفرص العمل والاستثمار وأن يكون تاريخ وحضارة بلاده حاضرين في وجدانه وحياته وأن يتحول ليكون أول حامٍ لإرثه الحضاري وتراث بلاده العريق ، ولا تقتصر أهمية التجربة بأبعادها وتفاصيل حيثياتها على ما قطعته الهيئة من أشواط وما حققته من إنجازات فهذا حكم نتركه للمهتمين وللتاريخ وإنما في الدروس والعِبر التي تحملها في طياتها عن التحديات التي واجهتنا وكيف تعاملنا معها مؤسسيًا، إلى جانب التحديات التي واجهتها شخصيًا وكيف تعاملت معها لكوني المسؤول الأول عن الكيان التنفيذي الذي أنيطت به مسؤولية هذا المشروع الكبير ولتسهيل الاستفادة من تجربة الهيئة ودروسها المستفادة في تطوير أداء المؤسسات والأجهزة الحكومية وثقافة العاملين فيها وفي بناء القطاعات التنموية الجديدة قمت بوصفها وتقديمها في فصول وثنايا الكتاب على أنها ثقافة تنظيمية للهيئة اعتمدت منظومة من القيم المؤسسية المبنية على الشراكة والشفافية واللامركزية والانفتاح والتعلم والإنجاز وتطبيق الأطر اﻹدارية المبتكرة من أجل إدارة النقلات التي حققتها وعدم الانفراد في اتخاذ القرارات وفي تنفيذها منطلقين من حقيقة أنه كلما كان الجهاز الإداري أكثر انفتاحًا وحيوية وإبداعًا أصبح ذلك أدعى للنجاح وأكثر انسجامًا مع طبيعة صناعة السياحة والتراث الوطني الديناميكية المتجددة.


وبالإمكان الاطلاع على الكتاب من خلال الموقع الرسمي للهيئة www.scth.gov.sa، حيث يتضمن صفحة لتلقي المرئيات والمقترحات والملاحظات على الكتاب في نسخته اﻷولى.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org