(سواقة) المرأة رجولة إضافية!

(سواقة) المرأة رجولة إضافية!

بعيدًا عن مع أو ضد، والمشاركة في الاستبيان العاجل الذي أصبح يتطاير بين الناس كأسرع دراسة وجد المجتمع نفسه مجبرًا على المشاركة فيها، حتى اللائي لا يملكن ثمن طعامهن (فضلاً عن سيارة يقدنها) وجدن أنفسهن يجبن عن السؤال الكبير الذي أشغل الناس: ما رأيك في قيادة المرأة للسيارة؟ كما أنني لست مع تقسيم المجتمع حسب الإجابة عن السؤال ذاته!

ولست أيضًا بصدد تعداد سلبيات وإيجابيات وجود السائق الأجنبي (الذي أصبح ظاهرة لدينا)، وكأن السائقين جميعهم سيغادرون بشكل جماعي، وعلى الخطوط السعودية تيسير رحلات إضافية للهند وباكستان وغيرهما من دول الاستقدام لإعادة السائقين المستغنى عنهم إلى بلدانهم! مع أن كل أفراد عائلة صديقتي الخليجية (يسوقون)، ولديهم سائقان اثنان حتى لا يختل (برستيجهم) فيما يبدو!

ما أود قوله أن المرأة (في العالم كله) كثيرًا ما تورِّط نفسها في البحث عن أعمال إضافية؛ حتى تتساوى بالرجل رغم اختلاف البنية والقدرة على التحمل، وحتى تحقق استقلاليتها وذاتها!

(ولا أنفي تقصير الرجل الذي يدفعها لذلك)؛ فتحمِّل نفسها أكثر مما تطيق، وتبحث عن تعب إضافي ورجولة لا تقدِّر تبعاتها، وهي تظن أنه راحتها، وكأنه لم يكفها ما هي فيه من القيام بدورها ودور الرجل في خدمة العائلة.

المرأة الآن تعمل وتحقق ذاتها، وقد خرجت من بيتها عن وظيفتها الأساسية، لكن زادت الأعباء عليها؛ فهي تعمل خارج المنزل وداخله، وتهتم بالأطفال وتوفير متطلباتهم، وستجد نفسها مطالبة بتوصيلهم للمدارس والمستشفيات والترفيه والزيارات وغيرها من متطلبات العائلة التي تتوالد ولا تنتهي. في البداية ستكون متحمسة (ويمكن من الحماسة ما يردها إلا ساحل دبي بالسيارة!)، لكنها ستفيق على حقيقة أنها لن تستطيع ذلك كله وحدها؛ لأن الأب أو الزوج سيجد نفسه تلقائيًّا وقد سُحبت منه صلاحياته ودوره، وبتشجيع منه! قس على ذلك ما قالته إحدى الأخوات منذ سنوات عدة حين استقدمت سائقًا للعائلة، وقد كانت معلمة ولديها عائلة كبيرة، تقول: "وجدت نفسي غارقة في المشاوير والالتزامات العائلية، كنت فيها على حافة الجنون. أما زوجي فمتمدد بالاستراحة حتى ساعات متأخرة من الليل(على حد قولها)"، لكنها أنقذت نفسها (أيضًا على حد قولها) بالاستغناء عن السائق، وأعادت زوجها لممارسة دوره الحقيقي، ويتمدد في الاستراحة يومًا في الأسبوعفقط.

هكذا إذًا حين يؤدي كلٌّ دورَه حتى الخادمة سيمكن الاستغناء عنها!

لكنني أكاد أجزم بأننا بهذا الوضع والاتكالية ستصبح المرأة السعودية رجلاً فعلاً!!

في مقالتي قبل مدة هنا، التي عنونتها بـ(هل أصبحت المرأة السعودية رجلاً؟)، تساءلت فيها: هل ستكون المرأة السعودية رجلاً مثل المرأة الأمريكية؟ بمعنى سلب دوره راضيًا مختارًا! وقلتُ "كنت أتعجب من حالهن؛ فنحن عاملات أيضًا في وطننا، ولم نكن بهذا القدر من الاستماتة! لكن الآن أرجو ألا تكون المرأة السعودية العاملة قد سقطت في هذه الورطة! وأصبحت تقوم بكل ما يقوم به الرجل تقريبًا، ليس بالضرورة الإنفاق؛ فبعض الأزواج لا يقبل ذلك، بل بالقيام بأعباء المنزل كلها بمتطلباته كافة؛ فتراها تحمل، وترفع، وتنزل، وتتسوق، وتشتري، وتزاحم الرجال!! وتقفأيضًا مع العمالة لإصلاح أعطال المنزل، والزوج يوكل لها كل ذلك ويريح رأسه". وكنت سألت أمريكية عن مدى رضاها عن عملها، وهل ترغب في الجلوس بالبيت؟ فأجابت برغبتها الكبيرة في ذلك قائلة جملتها التي اختزلت الكثير من المعاناة:

"لا أريد أن أصبح رجلاً"!!

لكنها تابعت "غير أنني لا أثق في الرجل تمامًا"!

كما نقلتُ رأي شابة أمريكية حين قالت: "المتعصبون للمرأة يعتقدون أنهم ساووا المرأة بالرجل، لكنهم لم ينجحوا؛ فقبل حركة مساواة المرأة بالرجل كانت المرأة تقوم بأعمال تستطيع القيام بها، ومألوفة، ولكن بعد هذه الحركة أصبحوا ينتظرون منها أن تقوم كذلك بأعمال الرجل!".

في الحقيقة، الزوج هو المستفيد؛ لأنه سيريح رأسه من مشاكل السائق وإقامته وتأشيرته والتعامل معه إن أخطأ أو أضرب عن العمل أو خرج ولم يعد!!

وربما يختزل دوره في أن يقترح عليكِ يا عزيزتي أفضل ورشة سيارات!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org