سيلفي.. هل تجنى على الإسكان؟

سيلفي.. هل تجنى على الإسكان؟

تناولت أولى حلقات مسلسل (سيلفي) الشهير الذي يبث على قناة "إم بي سي 1" موضوع الإسكان في المملكة ومعاناة المواطنين مع هذه المشكلة التي بدأت تتدحرج ككرة الثلج وتكبر يوماً بعد يوم بدون حلول واضحة لها حتى الآن. ويعتبر تطرق (سيلفي) لها في أولى حلقات شهر رمضان الكريم ذكاء منقطع النظير بحكم أن هذا الموضوع يمس أغلب الناس ويلامس همومهم.

ولكن هل تجنى المسلسل على الإسكان بطريقة الطرح وإظهار الوزارة أنها متخبطة وليس لديها رؤية واضحة؟ أعتقد أن هناك مبالغة قليلة في الموضوع بحكم وقوع البرنامج تحت الضغط الجماهيري الذي يتطلب إرضاءهم ولو على حساب تجاهل بعض الحقائق.

لست هنا للمدافعة عن الإسكان بل على العكس أنا مع المواطن الذي يرى أن الدولة لم تقصر بشيء في هذا الجانب بينما الوزارة لم تقدم ما يرضي طموح القيادة.

سمعنا الكثير من الأفكار الجيدة التي طرحتها الوزارة ولكن لم يتم البدء فيها حتى الآن وربما بدأت ولم نعلم عنها كما أن مشكلة خطط الوزارة أنها تتطلب وقتاً طويلاً للظهور، وهذا ما يفاقم المشكلة ويجعل أغلب الجهود غير واضحة للعيان. يفترض البدء من حيث انتهى الآخرون كسباً للوقت بمعنى أن مشكلة تأخر بناء المنازل التي يعاني منها الناس يتم حلها بالاتفاق مع الشركات العالمية المشهورة والمتخصصة في البناء السريع ومنخفضة التكلفة، وهي متوفرة بنماذج مختلفة في عدد كبير من الدول وتستطيع إنجاز آلاف الوحدات السكنية في وقت قياسي بدلاً من نظام البناء التقليدي الذي يتطلب جهداً ووقتاً وربما لا تستطيع شركات المقاولات المحلية تنفيذه.

نظام البيع على الخارطة من الأنظمة الرائعة التي تحدث عنها الإسكان ولكن لم نشاهد له تحركاً ملموساً على الأرض ويمكن لهذا النظام أن يساهم في حل الكثير من المشاكل الإسكانية وتخفيف الضغط على قوائم الوزارة، وأتمنى أن يتم البدء فيه عاجلاً وأن لا يكون مخصصاً لمنتظري الدعم السكني بل مفتوحاً لمن أراد الشراء من خلال دفعه مقدمة وأقساط شهرية لمدة معينة ومن ثم يتملك المشتري المنزل بعد الانتهاء من بنائه كما هو معمول به في أغلب الدول العربية.

نعلم جيداً أن تحديات الإسكان كبيرة ولا يمكن تجاوزها بسهولة ويخطئ من يعتقد أن هناك مفتاحاً سحرياً لحل هذا الموضوع بسرعة بل يتطلب صبراً لتظهر النتائج، ولكن من حق المواطن أن يرى كل فترة تحركاً جديداً على الأرض يعطيه جلداً وصبراً وهذا دور الإعلام الإسكاني.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org