على أنقاض منزله، شيَّد المواطن محمد، خيمته، لحراسة ما تبقى منه، بعد أن أزالت لجنة التعديات في بلدية المعابدة الفرعية بمكة المكرمة، أمس منزله، وعدداً من الأحواش والمباني العشوائية التي أقيمت على أراض متعدية، وجميعها من المباني والأحواش المخالفة، والمقامة بطرق عشوائية، وبدون صكوك شرعية.
توصلت "سبق" إلى أحد ملاك المواقع الذي تعرَّض منزله للإزالة التي نفذتها بلدية المعابدة بمشاركة الجهات الأمنية وتحاورت معه حول وقوعه في مثل هذه الأفخاخ التي راح ضحيتها الكثير من المواطنين، وتلاعب بهم تجار العشوائيات، وباعوا لهم مواقع لا يملكونها، كان آخرها مخطط عمق.
وثقت "سبق" قبل الإزالة وجود عدادات كهرباء ومحطات توليد في عدد من المواقع التي تمت إزالتها وزفلتتها، ووجهت للمواطن محمد هاشم تساؤلات عن أسباب شرائه في مثل هذه المواقع، رغم علمه بالتحذيرات التي وجهتها الجهات ذات العلاقة لمحاربة العشوائيات ومنع السكن فيها، فقال: "إنني وخلال مراجعتي للبلدية خلال فترة تواجدي في الموقع لقرابة السنة والنصف لم يقابلني أحد من منسوبي البلدية، ويمنعني أو يشعرني أنَّ الموقع مملوك للحكومة لا من قريب أو بعيد، أو أنَّه قد يتعرَّض للإزالة في وقت من الأوقات، وزادني اطمئناناً أنَّ أوراقي اعتمدت في البلدية".
وأضاف: "راجعت بلدية المعابدة خلال تلك الفترة التي سكنت فيها بدون كهرباء ولمدة سنة تقريباً أراجع لإيصال التيار الكهربائي، وبعدها تم إيصال التيار الكهربائي بخطاب رسمي دون فيه حسب الأمر السامي".
وأردف: "تفاجأت أمس بزوجتي وهي تصرخ وتتصل علي، وتقول إنَّ لجنة التعديات أزالت البيت، وهدمته دون سابق إنذار أو علم، إذ لم يتم إشعاري ولو قبلها بأيام أو ساعات لأتمكن من إخراج أثاثي وتحويشة عمري التي أزيلت تحت الأنقاض من فرش وملابس وأدوية وخلافها".
وناشد محمد عبر "سبق" مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة محاسبة المتسبب في هذه الخسارة الفادحة التي لحقت به، متسائلاً: "أين مراقبو البلدية عني قرابة السنة ونصف، لماذا خلال تلك الفترة لم يتم إشعاري أو إيقافي ومنعي من إكمال منزلي، أو أقلها رفض أوراقي ومنع التيار الكهربائي من الدخول إلى منزلي؟".
وبدورها "سبق" وجهت عدداً من الأسئلة لأحد المراقبين، الذي حضر وقت الإزالة عن سبب إدخال التيار الكهربائي للمواطن، وفي موقع لا يملك عليه صكاً، ومن بعدها ترفع أوراق تطالب فيه بإزالة الموقع، فكان الرد: "إيصال التيار الكهربائي جاء بناءً على الأمر السامي الكريم، وأنَّ المواطن تم تحذيره أنَّ الموقع قد يتعرض للإزالة في أي وقت، حتى لو تم توصيل الكهرباء له، -وهذا ما نفاه المواطن محمد جملة وتفصيلاً لـ"سبق"- خلال مراجعته للبلدية حتى وقت الإزالة.
