في الوقت الذي كان فيه مواطن يتنقل بين مكاتب إحدى الإدارات الحكومية، التي يرتادها عشرات المراجعين يوميًّا في إحدى محافظات منطقة الرياض، استقبلته مكاتب مغلقة بشكل جماعي في ساعات الدوام دون مجيب لتساؤله الذي يردده "هل تغيَّر المبنى لآخر؟"؛ ليجد عاملاً أمامه منشغلاً بهاتفه، ويجلس بقرب مدخل المراجعين، وكأنه تخصص للرد على استفساراتهم عن الموظفين الذين غادروا أعمالهم، أو لم يحضروا للعمل.
تلك الحالة وثقها مواطن، استعان بعدسة هاتفه؛ ليرصد الغياب الجماعي لموظفي محكمة "النويعمة" بوادي الدواسر يوم أمس الأول أثناء ساعات الدوام الرسمي، وقد دعاه العامل للمراجعة غدًا باعتبار أنهم غير حاضرين في أعمالهم، معبِّرا عن مدى الاستياء والإحباط الذي لاحظه مما وجده من إهمال وتسيب في خدمة المراجعين، ومطالبًا بمحاسبتهم على ضياع الأمانة، وتعطيل المعاملات.
المواطن موثق الفيديو لم يجد من يرد الصوت أو يجيبه عن حال معاملته المتعطلة عند مراجعته المحكمة؛ وذلك نتيجة لخلو الدائرة من الموظفين، وعدم وجود قضاة وكتّاب عدل، سوى عامل نظافة دعاه لمراجعتهم غدًا!
وأظهر الفيديو رد العامل على المواطن بقوله: "تعال (بكرة) الساعة التاسعة صباحًا، وسوف تجد الموظفين إلا مدير الإدارة ما زال بإجازة". مضيفًا بأن "قاضي المحكمة غير موجود".
"سبق" وجَّهت استفسارات عدة لمتحدث وزارة العدل حول خلو محكمة النويعمة من القضاة وكتّاب العدل الأشهر الماضية، فرد قائلاً: "هذه المواضيع لدى مجلس القضاء الأعلى، وسوف نراسلهم". ولم يتجاوب بعدها.
وكانت "سبق" قد نشرت تقارير عدة حول معاناة المواطنين من مراجعي محكمة النويعمة بوادي الدواسر من عدم وجود قضاة وكتّاب عدل لإنجاز معاملاتهم، وتابعت بعد مرور عام، ووقفت على معاناة المراجعين مرة أخرى على كراسي الانتظار وبالمكاتب الداخلية، وقد أُغلقت الأبواب أمامهم، لتضعها بين يدي رئيس مجلس القضاء الأعلى في محاولة لسرعة معالجة الأمر حفظًا للمصالح، وعدم ضياع الحقوق؛ إذ لا تزال معاناة المواطنين تتفاقم دون تجاوب حتى اليوم.