شاهد.. "تقى ويقين" تترقبان "أصعب" عملية سيامية أملاً في مشاهدة بعضهما لأول مرة

"سبق" انفردت بنشر مناشدة الفلاح السوري من الرقة.. فأمر الملك عبدالله بعلاج الطفلتين
شاهد.. "تقى ويقين" تترقبان "أصعب" عملية سيامية أملاً في مشاهدة بعضهما لأول مرة

أعاد للأذهان إعلان مستشفى الملك عبدالله التخصُّصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني بالرياض تحديد موعد إجراء عملية فصل التوأم السوري (تقى ويقين)، والذي تقرر صباح يوم الأحد المقبل ، تفاصيل القصة الحزينة لأسرة الفلاح السوري حسين عيسى الخضر ومعاناته التي أنهاها صدور موافقة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز -رحمة الله- على علاج ابنتيه وذلك بعد  نشر مناشدة والد الطفلتين في تقرير نشرته "سبق" ، والتي تابعت تفاصيل صدور الموافقة ومراحل وصول الطفلتين للسعودية واستقبالهما في المطار حيث تم تنويم الطفلتين ومتابعة مراحل علاجهما وتجهيزهما للعملية حتى تقرر إجراؤها الأحد المقبل. 

وتعود تفاصيل القصة إلى أواخر عام ٢٠١٣م عندما تواصل أحد أقارب الطفلتين مع "سبق" ، وزودها بتفاصيل الحالة والوضع المأساوي للأسرة ومقطع فيديو يظهر وضع الطفلتين ومعاناة الأسرة حيث نشرت "سبق" تقريرا بعنوان : ( فيديو لـ "سبق" يظهر التصاق الطفلتين بالرأس وحالتهما المأساوية: "سوري" يناشد خادم الحرمين بعلاج طفلتيه السياميتين "تقى ويقين").

وتضمن التقرير تفاصيل الحالة وأن الطفلتين وقتها كانتا تبلغان من العمر سنة وثمانية أشهر، وملتصقتان من الرأس فقط، ولكل واحدة دماغ منفصل، ووالدهما يعاني مادياً حيث يعول أسرة مكونة من 11 فرداً.

وبينت "سبق" أن والد الطفلتين "حسين عيسى الخضر" يعيش في منطقة قريبة من الرقة، وكان يعمل فلاحاً، ولسوء الأوضاع اتّجه للعمل بائعاً متجولاً لتأمين لقمة عيش أبنائه.

وبعد أشهر قليلة زف للأسرة خبر صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمة الله- على استقبال السعودية للسياميتين السوريتين "تقى ويقين" لعلاجهما والنظر في إمكانية إجراء عملية للفصل بين الطفلتين.
 
ورفع أقارب الطفلتين حينها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لموافقته على استقبال وعلاج الطفلتين، ولوزير الصحة الأسبق الدكتور عبدالله الربيعة، على اهتمامه بالحالة، مؤكدين أن ذلك غير مستغرب على الملك عبدالله لما عُرف عنه من مواقف إنسانية كبيرة في شتى المجالات، خصوصاً فيما يخص الأطفال السياميين في مختلف الدول الإسلامية.
 
وشكر أقارب الطفلتين صحيفة "سبق" على نشرها للحالة ومناشدة الأسرة لخادم الحرمين الشريفين، سائلين المولى عز وجل أن يجعل ذلك في موازين حسنات كل من ساهم في صدور هذه الموافقة الكريمة.
 
وفي الثاني من إبريل من عام ٢٠١٤م انفردت "سبق" بالإشارة إلى وصول الطفلتين بعد ٢٤ ساعة من نشرها للتقرير ،فيما تابعت وصول  السياميتين السوريتين "تقى" و"يقين" لمطار الملك خالد الدولي بالرياض قبيل ظهر الخميس الثالث من ابريل ٢٠١٤ ، قادمتين مع أسرتهما من دولة الأردن، عقب دخولهم أراضيها من الأراضي السورية، ونشرت الصور الأولية للاستقبال وتابعت حالتيهما حتى أعلن اليوم  عن تقرّر إجراء عملية فصل التوأم السوري (تقى ويقين)، صباح يوم الأحد المقبل، في مستشفى الملك عبدالله التخصُّصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني بالرياض، بمشاركة عدد من أبرز الاستشاريين السعوديين من تخصّصات عدة؛ حيث يشترك التوأم في منطقة الرأس ويعد هذا النوع من الالتصاق من أصعبها وأكثرها تعقيداً.. ويتوقع أن تستغرق العملية 12 ساعة متواصلة وبنسبة نجاح تصل إلى 60 %.

وكان استشاري جراحة المخ والأعصاب رئيس الفريق الطبي في عملية فصل التوأم السوري الدكتور أحمد الفريان قد أوضح بأنه منذ وصول التوأم (تقى ويقين) إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بالرياض، وهما تخضعان لعناية خاصّة، حيث أجري لهما عديدٌ من الفحوص، ومنها القسطرة لأوردة وشرايين الدماغ؛ حيث وجد الفريق الطبي المشرف على حالة التوأم التصاقاً كبيراً وشديداً بين رأسي التوأم، وخصوصاً في الأوردة.

وأضاف الدكتور الفريان؛ أن أعضاء الفريق الطبي وبعد دراسة حالة التوأم من جوانبها كافة قرّر أن عملية الفصل ممكنة عبر أربع مراحل، يسبقها إغلاق لبعض الأوعية الدموية التي قام بها الدكتور رياض العقيلي، وبدأت المرحلة الأولى في 29 يونيو 2014م، تم فيها قص الأوردة ما بين دماغَي الطفلتيْن ووضع شريحة من السيليكون بين الدماغين، وتمت العملية حينها بنجاح، ولم تحدث أي مضاعفات، ولله الحمد.

وبعد 3 أشهر من المرحلة الأولى كانت المرحلة الثانية التي فُصل فيها ما تبقى من الأوردة وجزء من الشرايين الواردة من دماغ الطفلة تقى إلى دماغ يقين، وتمت -بحمد الله- أيضا بنجاح ودون مضاعفات.

وأوضح الدكتور الفريان؛ أن المرحلة الثالثة من مراحل علاج (تقى ويقين) كانت أيضا بعد ثلاثة أشهر من المرحلة الثانية، وكانت من أصعب المراحل؛ حيث تمّ فيها فصل الجزء الثالث من الأوردة والشرايين وجزء من الدماغ المشترك بين الطفلتين، ووضع شريحة سيليكون بين دماغي الطفلتيْن وأيضا تمت العملية بنجاح، ولله الحمد.

ويضيف الدكتور الفريان؛ أنه بعد نجاح المراحل الثلاث استخدم الفريق الطبي ممدات الجلد تحت فروة الرأس بإشراف الدكتور مناف العزاوي؛ والدكتور ناصر الهديب؛ من جراحة التجميل، واتفق الفريق الطبي على أن يكون شهر فبراير 2016م، موعداً لإجراء المرحلة الرابعة والأخيرة التي سيتم فيها، بإذن الله، الفصل النهائي للتوأم (تقى ويقين).

وبذلك تصبح مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني، هي الأولى في العالم التي يتم فيها فصل هذا العدد من مُلتصقي الرأس السياميين.

ونوّه الدكتور الفريان؛ في ختام تصريحه إلى أن عملية فصل التوأم (تقى ويقين) اشترك فيها منذ البداية فريق كامل بدءاً من طب الأطفال والتخدير، وكذلك من الجراحة التجميلية وفريق العناية المركّزة والتمريض، إضافة إلى جراحة المخ والأعصاب التي سيشترك 6 منهم في هذه العملية، وهم: الدكتور أحمد الفريان، والدكتور أحمد العريدي، والدكتور معتصم الزعبي، والدكتور سرمد الكروي، والدكتور علي بن سلمة من مدينة الملك سعود الطبية، والدكتور محمود يماني من مدينة الملك فهد الطبية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org