شاهد: زيارة خيالية لـ"أكبر وأقدم مغاسل العالم" بإذن "سوراجي".. احذر الكيماوي

السر "دوبي والاا" والتاريخ بريطاني.. 100 ألف قطعة و7 آلاف عامل و12 مرحلة
شاهد: زيارة خيالية لـ"أكبر وأقدم مغاسل العالم" بإذن "سوراجي".. احذر الكيماوي

لا يتخيل الزائر لمدينة العجائب "مومباي"، أن يرى تلك المشاهد التي لا يوجد لها مثيل في العالم؛ حيث كانت زيارة "سبق" خيالية تفوق الواقع، بدأت في الصباح إلى منطقة "دوبي" التي تعتبر أكبر مكان يتم فية تنظيف الملابس في العالم، وقبل الدخول طُلب من "سبق" الاستئذان من كبير العمال بالمغسلة ومديرها "سامو سوراجي" للدخول؛ فأذن وحذّر من رائحة المواد الكيماوية، واتفق على المقابل المادي الذي سيأخذه مقابل الجولة؛ حيث العمال يقومون بغسل ونقع وفرك أطنان من الملابس يومياً بطريقة تقليدية فريدة من نوعها.

 

الأقدم في العالم

بنى البريطانيون هذا المكان منذ أكثر من مائة عام؛ بهدف غسل ملابس الضباط والجنود الإنجليز وكيّها وترتيبها؛ حيث توارثت عائلة "سوراجي" هذا الأمر، واستمر الأمر حتى يومنا هذا؛ وفيها يتم غسل ملابس المستشفيات والفنادق والمدارس، والفرُش، وكل شيء بطريقة يدوية تقليدية.

 

المكان الأكبر

وتقع المغسلة في مكان يسمى "دوبي غات" وهو أكبر حي من نوعه في العالم يمتهن سكانُه مهنة واحدة؛ حيث شرح "سوراجي" طبيعة المكان لـ"سبق" قائلاً: "المكان تبلغ مساحتة 4 آلاف متر، ويعمل فيه 7 آلاف عامل من 750 أسرة، تعمل كلها في غسل وكي الآلاف من قطع الملابس، مقابل مبلغ لا يزيد على 350 روبية للأسرة الواحدة في اليوم؛ أي ما يساوي (20 ريالاً سعودياً)".

 

"دوبي والاا"

وقال "سوراجي": "اللقب الذي ينادى به عامل الغسيل هو "دوبي والاا"، وتبدأ مهمة العمال في السادسة صباحاً، وهذه المهنة يتوارثها الأبناء عن آبائهم، ويقوم هؤلاء بجمع الملابس من الدور وغسلها وكيّها ثم إعادتها إلى أصحابها".

 

ترقيم وفرز

وأوضح "سوراجي"، أن هناك 12 مرحلة لمرور قطع الملابس التي يريد أصحابها غسلها: المرحلة الأولى "التجميع"، ويقوم فيها أفراد متخصصون بتجميع الملابس والمفارش والسجاد من أصحابها؛ سواء منازل أو مستشفيات أو فنادق.. والمرحلة الثانية "الترقيم"، يستلم من التجميع بعض النسوة اللاتي يقمن بترقيم الملابس ووضع علامة واحدة وكتابة أعدادها ومعلوماتها.. والمرحلة الثالثة "الفرز"، ويتسلم فيها مجموعة من الأفراد الملابس ويفرزونها إلى مجموعات مثل الألوان أو الأبيض أو غيرها".

 

كيماوي وغلي

وتابع: المرحلة الرابعة "النقع"، ويقوم فيها الأفراد بنقع الملابس لمدة حسب حاجة الملابس.. والمرحلة الخامسة "الغلي"، وينقل فيها مجموعة من الأفراد الملابس التي نُقعت إلى الغلايات، وهي غلايات كبيرة تتحمل 100 قطعة قماش.. وفي المرحلة السادسة "الضرب"؛ أي ضرب الملابس في الحجر كي تنظف بشكل كامل، وتمرّ كل الملابس بهذه المرحلة.. وفي المرحلة السابعة "الكيماوي" يتم غسل الملابس أو المفروشات بالماء والمسحوق المصنوع يديوياً، ويشبه -إلى حد كبير- الصابون اليدوي والكلور، وغيرها من المساحيق اليدوية الهندية.

 

عصر وكي

وأوضح: المرحلة الثامنة "العصر"، يقوم فيها الأفراد كل اثنين بعصر الملابس من طرفي قطعة الملابس.. وفي التاسعة "النشر"، تقوم السيدات، وفي الأغلب يكن عجائز من الأسر، بنشر الملابس التي تصل إليهن.. أما المرحلة العاشرة "التجميع"؛ فتقوم مجموعة بجمع الملابس كلها؛ لتحديد الجهة التي ستستلم ملابسها أو قطع الملابس، وتوضع في أكياس بيضاء.. ثم تأتي المرحلة الحادية عشرة "الكيّ"، هنا يقوم المتخصصون في الكيّ بكيّ جميع الأكياس التي تصل إليهم، ويستخدمون آلات الكي اليدوية التي تسخن على النار.. وفي المرحلة الأخيرة "التسلم والتسليم"، وهي المجموعة الأولى التي استلمت الملابس تعود مرة أخرى وتعيد الملابس والأقمشة والسجاد إلى أصحابها".

 

أشياء لا تصدق

وشاهدت "سبق"، في هذه الجولة، أشياء لا تصدق وصفوفاً متراصة كخلية النحل، وحتى الأطفال الذين يعملون في المغسلة بعد عودتهم من المدارس يذاكرون دروسهم أثناء الراحات القليلة في اليوم.

 

مناظر مثيرة

وهناك، رجال يغنون وهم يقومون بالغسيل، وفتاة تضع حول رأسها القماش الأحمر المشبع بالماء تضربه بقوة، وأطفال يذاكرون على الماء، ونساء يقمن بغسل الملابس بأرجلهن، ووجبة طعام عبارة عن طبق من الأرز فقط، ومجموعات من كبار السن يؤدون العمل بشكل بطيء فيأتي مدير المغسلة المناوب فينهرهم؛ فيعودون إلى نشاطهم مرة أخرى.

 

موسوعة "جينيس"

يشار إلى أن موقع "دوبي" أصبح موقعاً يجذب السياح، وأُدرج العام الماضي في موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية؛ على أنه "يضم أكبر عدد من الأشخاص الذين يغسلون الملابس بالتزامن" في المكان ذاته.

 

100 ألف يومياً

ويؤكد "سوراجي"، أن المغسلة تُخرج يومياً ما لا يقل عن 80 ألف قطعة، ولا تزيد على 100 ألف قطعة، وتبلغ قيمة الغسيل للقطعة الواحدة 3 روبيات، وهناك ملابس تُغسل بروبية واحدة، ويقوم محاسبون بجمع قيمة الغسيل يومياً، وتوزيعها على الأسر التي تقوم بالغسيل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org