شاهد.. سعودي يتحدى زوَّار "حكايا مسك" بتقنية "هيم" الجديد

"هيم" هو اسم خط الكتابة الجديد، الذي لم يسمع به الكثيرون من قبل، ولكن زوار مهرجان "حكايا مسك2" وجدوا فرصة للتعرف عليه في جناح الفنان والمصمم إبراهيم عبدالرحمن، الذي ابتكر خطه الخاص، وهو على يقين الآن بأنه الشخص الوحيد الذي يملك تقنية الكتابة به.

وضع إبراهيم قلمًا وورقة أمام الزوار؛ ليحاولوا كتابة شيء مشابه، ولكنّ أحدًا لم ينجح في ذلك، غير أن هذا التحدي يعزز النصيحة التي يوجهها لزواره الشباب وهي "ابتكر، ولا تنتظر من أحد أن يخدمك. المبدعون الحقيقيون يتعلمون بأنفسهم".

كانت البداية مع اطلاع إبراهيم على موقع "انستقرام"، حين لاحظ إعجاب الكثيرين بأنماط كتابة ضعيفة فنيًّا؛ فقرر أن يكتب بطريقة جديدة لافتة، والآن يتقبل إبراهيم بابتسامة هادئة المشكلة الطريفة التي يعيشها بعد إبداعه شيئًا لا وجود له من قبل؛ فهو لا يتلقى أي دعوات للمشاركة في المعارض الفنية بسبب عدم وجود تصنيف محدد للفن الذي ابتكره؛ فقد أخبره الخطاطون أنهم يعتبرونه تشكيليًّا، وهذا ما نفاه التشكيليون الذين يصنفونه بخطاط.

استغرق إبراهيم سنة ونصف السنة في ابتكار هذا الخط الذي يعتمد على الكتابة بشكل جمالي مع تصميم خاص على مستوى النقاط والحروف، وهو يستمتع بعنصر المفاجأة المقترن مع عرض لوحاته؛ إذ يستغرق الجمهور دقائق في تأمل الكلمات ومحاولات قراءتها، وهي المحاولات التي قد ينجح فيها البعض أو قد يفشل البعض الآخر؛ فيقرر وصفها بـ"مجرد خربشة".

يتفهم إبراهيم وجود مواقف مضادة لاستحداث أي جديد، وصدره الرحب في تقبل الانتقادات لا يمنعه أحيانًا من توضيح الأمور.. يقول: "هناك مَن وصفوا أعمالي بالتعدي على اللغة العربية، وهذا غير صحيح. أنا أكتب الحرف بالطريقة التي يكتب بها الجميع، ولم أغير في شكله الأساسي، وإنما منحته فضاء جماليًّا وفقًا لقواعد رسم ثابتة، أستطيع شرحها لأي مختص".

شارك إبراهيم في "حكايا مسك" في الدمام وأبها وتبوك، ثم الرياض. وهو ممتن لهذا المهرجان الذي يرى أنه عوضه عن غياب الفعاليات المتخصصة في فنون مبتكرة، وكذلك عن تقصير بعض الجمعيات الفنية والمؤسسات الخاصة.. واعدًا بأن السنة المقبلة ستشهد توسعًا في مجاله بالعمل على خامات متنوعة وأحجام أكبر، إضافة إلى تشكيل هذا الخط عبر مجسمات.