تعبّر الشعوب الإسلامية بأسلوبها الخاص عن الفرحة بقدوم شهر رمضان، وتتميز كل دولة إسلامية بمجموعة من السمات والعادات والتقاليد التي تصاحب استقبال الشهر.
واعتاد اللبنانيون على تسمية ليلة رؤية هلال رمضان بـ"سيبانة رمضان"، حيث ينتشر المسلمون على الشواطئ لتبيّن الهلال ثم يتوجهون إلى المحكمة الشرعية للإدلاء بشهادتهم.
ويحرص المسلمون في لبنان على استغلال الأسبوع الأخير من شهر شعبان في الخروج في نزهات إلى الطبيعة حيث القرى التي تقدّم كل ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات.
ويطلق المغاربة على استبيان هلال رمضان لفظ "شعبانة" لأن الرؤية كانت تقام في الأيام العشرة الأخيرة من شهر شعبان.
ويقدم المغاربة الحلوى إذا ثبتت رؤية الهلال ويطوف الأطفال بالحلوى لتوزيعها على الناس والمصلين في المساجد في آخر ليلة من شعبان.
أما الأطفال في مصر فيطلقون عبارة "وحوي يا وحوي" فرحاً بقدوم رمضان وكان تشتعل قناديل المساجد قديماً، ويخرج الأطفال حاملين "الفوانيس" يغنون الأناشيد في حالة من الفرحة.
وينثر الأتراك المسك والعنبر وماء الورد على أبواب المنازل والحدائق فرحاً بقدوم الشهر الكريم ويقيمون "المَحْيا" وهو احتفال كبير في منطقة "السلطان أحمد"، حيث يضاء 77 ألف مسجد منذ المغرب حتى صلاة الفجر.
وفي إندونيسيا، وبعد إعلان المكتب الشرعي ثبوت الرؤية، ينطلق "اللوبران" وهو طقس يتمثل في منح جميع التلاميذ إجازة في أوّل أسبوع من شهر رمضان ويتجه الرجال إلى المسجد لإحياء صلاة التراويح والنساء يتجهن إلى المساجد قبل إعداد أول سحور جماعي وتنير مآذن المساجد بأنوار مختلفة.
وفي باكستان؛ تنطلق "زفة الطفل"، حيث يزف الطفل الذي يصوم أول مرة كأنه عريس وتبدأ النساء فى صناعة "الباكورة" وهي عبارة عن بطاطا مخلوطة بالبهارات، وهي أكلة شعبية مخصصة لشهر رمضان.
وتنطلق النساء في ماليزيا في ظاهرة تسمى "طواف السيدات"، حيث تطوف السيدات في المنازل لقراءة القرآن وإعلان بدء الصوم والتنبيه على الإفطار الجماعي.
أما في نيجيريا فيحتشد المسلمون في احتفال يطوف شوارع المدن الرئيسة، حيث يدقون الطبول ويرددون الأغاني ابتهاجاً بقدوم شهر الخير.
ويعتمد المسلمون في نيجيريا في ثبوت شهر رمضان على رؤيتهم الخاصة لهلال رمضان فهم لا يتبعون أو يقلدون أي دولة أخرى ثبت لديها شهر رمضان ما لم يثبت رؤية الهلال عندهم.
ويزدحم الحلاقون في موريتانيا بعد إعلان ثبوت رؤية الهلال ويبدأون في قراءة القرآن وتوزيع الحلوى.
ويحرص السودانيون على الاستعداد مبكراً لرمضان حيث تنبعث من المنازل السودانية رائحة جميلة هي رائحة الأبري أو المديدة، وبمجرد ثبوت رؤية الهلال تنطلق مسيرة مكونة من رجال الشرطة والجوقة الموسيقية العسكرية في شوارع المدن الكبرى.
وتتسابق البيوت في الجزائر على تغيير طلائها بدهان جديد قبيل قدوم الشهر الكريم مع شراء أدوات المطبخ والأغطية الجديدة وتطهير البيوت بالكامل وتنطلق التواشيح الدينية.
أمّا التونسيون فيحرصون منذ بداية ليلة 28 شعبان على تزيين الشوارع والبيوت بالفوانيس والزينة والمصابيح.
