شاهد.. مسجد "مكة الكبير" بالهند.. بناه شاعر وتزينه أستار الكعبة

على مساحة 20 ألف متر مربع وبطاقة استيعابية 10 آلاف مصلٍ
شاهد.. مسجد "مكة الكبير" بالهند.. بناه شاعر وتزينه أستار الكعبة

حيدر آباد "الهند" (تصوير: عبدالملك سرور): عندما يهم السلطان الأكبر لبناء مدينة كبرى، ويبدأ في البناء، ويختار ربوة عالية ليضع فيها أساس المسجد الجامع تقربًا إلى الله تعالى في بداية حكمه للهند الوسطى، إنه مسجد مكة الكبير، بناه شاعر وخبير في فنون العمارة، ومتذوق للجمال، وارتبط المسجد ببناء مدينة حيدر آباد التي تعني حرفيًا "مدينة الحظ السعيد" في عام 1652، قال عنها الرحالة الفرنسي ترافينيه، إنها مدينة المسجد الرائع". اختار المهندسون موقع المسجد في مساحة 20 ألف متر مربع، وبطول 100 متر، وبعرض يقارب المائة متر أيضًا، غير الساحات الخاصة به، وأشبه بالمربع.

هو واحدٌ من أقدم المساجد في مدينة حيدر آباد في الهند، وأيضًا يعد واحدًا من أكبر المساجد في الهند، ويعده الهنود مبنى تراثيًا يوجد في البلدة القديمة في حيدر آباد، وعلى مقربة من عدة معالم تاريخية مثل قصر شومالله، وسوق لاد بازار، وجهار منار.

وأمر السلطان قطب شاه، الحاكم الخامس لسلالة قطب شاهي ببناء مسجد مكة من رمال وحصى جلبت من مكة المكرمة، واستخدموها في بناء المحراب الرئيس للمسجد، واستمر البناء في المسجد قرابة 20 عامًا وعمل فيه 8000 عامل ومهندس.

وكان يعمل في المحجر لصقل الأحجار ما بين 500 و 600 رجل، وكان عملهم باستمرار دائمًا، وظل العمل يتطلب المزيد من الوقت والجهد إلى نقل الحجر إلى المسجد، وتطلب منهم العمل الاستعانة بما مجموعه 1400 ثور لإتمام نقل الحجر.

ويستوعب المسجد 10 آلاف مصلٍ، وتستوعب الساحات الخاصة به ضعف هذا العدد، وقمة المآذن المرتفعة من أعلى سقف المسجد تكون مقوسة، بالإضافة إلى القبة فهي أيضًا مقوسة بدقة، وتزين نقوش القرآن الكريم العديد من الأقواس والأبواب عند مداخل المسجد.

ويقع الهيكل الرئيس للمسجد بين عمودين ضخمين مصنوعين من قطعة واحدة من الجرانيت.

لاحظنا في جولتنا بالمسجد أنه لا يوجد صيانة للمسجد، والتلوث المتزايد أدى إلى انهيار بعض جدرانه، وتصدع هيكله، وقال لنا حارس المسجد: "إن هناك غرفة في إيوان المسجد بها شعرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم"، ولم يتسن لنا التأكد من روايته.

وقال لنا الحارس الذي فتح لنا الإيوان بعد أن كان مغلقًا، لأنه ليست فترة صلاة، حاجي علي برها: "إن هناك صخرتين من مكة، وقماشًا من أستار الكعبة يتزين بها المحراب، وكان في القدم موجودًا في الأسفل ولما وجدنا الناس قد بدأت تتبرك به أمر الإمام بوضعه في الأعلى،  ولا يعرف الكثيرون أن المسجد كان أساس المدينة هنا"، مشيرًا إلى أن "المسجد يرتبط بساحتين خارجيتين بهما بعض الصخور، ويسمونها مقابر ولا يعرف أحد هنا لمن هذه المقابر، أو من بناها".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org