نجحت قوات الأمن السعودية في التصدي للدواعش الموجودين في الداخل، وإفساد مخططاتهم التي استهدفت الممتلكات العامة والخاصة، كما استهدفت الأرواح البريئة، تحت مزاعم ومعتقدات خاطئة، يؤمن بها الكثير من المنتمين إلى هذا التنظيم الإرهابي الدولي.
وأثبتت قوات الأمن السعودية في الفترة الأخيرة كفاءتها في رصد وتتبُّع تحركات أفراد تنظيم داعش، والقبض عليهم، أو قتلهم. ونقلت وسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون ومواقع التوصل الاجتماعي مئات الصور لقتلى من هذا التنظيم، وهم يلقون حتفهم في الشوارع أو الطرقات أو فوق أسطح المباني، جزاء ما ارتكبوه في حق أنفسهم وذويهم ووطنهم، وذلك في مشاهد مؤلمة، كانت مليئة بالعِبَر والدروس.
مقاطع الفيديو
ويشعر المواطنون السعوديون بنوع من الارتياح والاطمئنان عقب نجاح أي عملية أمنية تستهدفإرهابيي داعش في مناطق السعودية، تنتهي بالقضاء عليهم، خاصة بعد أن أعلن أتباع التنظيم في السعوديةأنهم سيستهدفون أقرباءهم وقوات الأمن أيضًا.
وسبق أن انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، هدد خلاله مجموعة من المنتمين إلى"داعش" بقتل ذويهم في السعودية، في حال عدم إعلانتوبتهم من ردتهم، بحسب تعليقهم.
وجاء الفيديو أثناء احتفالهم بقيام الداعشي سعد العنزي بقتل ابن عمه مدوس العنزي في أول أيام عيد الأضحى الماضي. وقد تمكنت السلطات السعودية من إلقاء القبض عليه بعد يومين من الحادثة التي هزت المجتمع حينها.
وظهر بالفيديو السعودي جميل الخمعلي العنزي، نائب قائد الأنبار وأحد أبرز عناصر داعش، وهو يعرض قائمة بالصور لأقربائه، خاصة العسكريين منهم الذين يعملون في السعودية، وفي مقدمتهم "شقيقه"، ويطالب بقتلهم إذا لم يتوبوا من ردتهم. وزاد غضب المواطنين على "الدواعش" ومؤيديهم بعد مقتل الدكتور السعودي فيصل شامان العنزي في عملية انتحارية، أودت بحياة 30 مسلمًا.
عمليات قتل
ومن آخر الجهود التي بذلتها قوات الأمن السعودية للإيقاع بالدواعش ما حدث في شهر فبراير الماضي؛ إذقتلت القوات شخصًا مطلوبًا للاشتباه في صلته بداعش خلال مداهمة في قرية بالمنطقة الشرقية. ووقعت المداهمة في بلدة العوامية. وقال بيان لوزارة الداخلية آنذاك إن المشتبه به باسم علي محمود عبد الله (مواطن بحريني)، قُتل في تبادل لإطلاق النار، وكان مطلوبًا لمشاركته في "جرائم إرهابية".
وفي مايو قتلت قوات الأمن شخصَيْن؛ يشتبه في أنهما من المتشددين، واعتقلت ثالثًا في عملية استمرت يومين في محافظة بيشة بجنوب غرب السعودية، واتهمتهم بالتورط في هجمات دامية، تبناها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، حسب وزارة الداخلية، التي أعلنت في بيان لها أن قوات الأمن قتلت الرجلين في تبادل لإطلاق النار أثناء مطاردة لإجهاض هجوم كان وشيكًا.
وأضاف البيان نفسه بأن "الرجال الثلاثة يشتبه بأنهم قتلوا ضابط أمن بارزًا في العاصمة الرياض في إبريل الماضي. وكذلك اثنان منهم - أحدهما العتيبي - تورَّطا في تفجير انتحاري في أغسطس الماضي على مسجد لقوات الأمن في أبها عاصمة محافظة عسير؛ إذ قُتل 15 شخصًا.
مواقع الدواعش
وفي مارس الماضي قتلت قوات الأمن ستة دواعش في القصيم، وذلك بعد 25 يومًا فقط من ارتكابهم حادث قتل قريب لهم، يدعى بدر الرشيدي، تم استدراجه لمكان خال، ثم قتلوه، ثم اختفوا في موقع ما. وبعد 10 أيام من قتل الرشيدي تم بث مقطع من قِبل داعش على الموقع الرسمي، بعد أن تم إرساله من قبل أقاربه الدواعش؛ ليتم تعميم صورهم عبر الوسائل كافة، وإعلان مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنهم أو بمواقع وجودهم.
وبعد 15 يومًا من بث الفيديو، و25 يومًا من جريمة القتل، استطاع رجال الأمن تحديد موقع الدواعش الستة عبر السيارة التي كانوا يستقلونها، بعد أن علقت بهم في موقع طيني بالقرب من بلدة المستجدة في حائل؛ ليتم التعامل معهم وقتلهم جميعًا، بالرغم من أنهم احتموا بالجبال، وكانوا يحملون أسلحة رشاشة لمواجهة رجال الأمن.
وفي سبتمبر من العام الماضي قتلت قوات الأمنمتشددَيْن؛ يشتبه في انتمائهما لتنظيم داعش، وألقت القبض على ثلاثة في مداهمات منسقة بالرياض وفي مدينة الدمام. وذكر بيان وزارة الداخلية آنذاك أن المشتبه بهم ينتمون لخلية تابعة لتنظيم داعش، كانت "تخطط لتنفيذ عمل إرهابي وشيك"، وأن أحد المواقع التي تمت مداهمتها كان يستخدم في تصنيع المتفجرات.
مواجهات مسلحة
وحتى يوليو من العام الماضي بلغ عدد المتورطين في الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي في السعودية1518 متهمًا من 30 جنسية، من بينها الأمريكية والفرنسية والصينية.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض عليهم جميعًا بعمليات عدة في مواقع مختلفة في مناطقالسعودية، وشهدت بعضها مواجهات مسلحة. كما ضُبط في بعضها أسلحة ومتفجرات وسيارات في طور التشريك ووثائق وأجهزة إلكترونية.
وبلغ عدد الشهداء من رجال الأمن 5 شهداء، فيما قُتل من الإرهابيين 11 في مواجهات مسلحة في مواقع عدة، فيما فجّر 3 أنفسهم في مسجدي القديح والعنود بالمنطقة الشرقية، وفي نقطة أمنية بالحائر جنوب العاصمة الرياض.
وأكدت المصادر ذاتها أن الـ 1518 متهمًا الذين يقبعون بالسجون ما زالوا رهن التحقيقات، وينتمون لتنظيم "داعش"، منهم 1186 من الجنسية السعودية، وغالبيتهم صغار السن، ويجهلون كثيرًا من فنون القتال، وتورَّط عدد منهم بمراسلة عناصر تنظيم داعش خارجيًّا، فيما تم القبض على بعضهم بعد تواصلهم بالتنظيم عبر مواقع إلكترونية.
وأكدت مصادر أن المقيمين المتورطين بعلاقتهم بعناصر "داعش" بلغ عددهم 333 مقيمًا، في مقدمتهم 131 من الجنسية اليمنية، أما المرتبة الثالثة فهم من الجنسية السورية؛ إذ تورط 63 منهم، و27 مصريًّا، و25 باكستانيًّا، كذلك تورط 11 فلسطينيًّا و12 متهمًا من مجهولي الجنسية، و9 سودانيين و8 أردنيين و5 من الهند و5 بنجلاديشيين و4 بحرينيين و5 إثيوبيين و4 تشاديين و3 عراقيين، وفلبينيان وأفغانيان وماليان وليبي وماليزي وقطري ولبنانيان ونيبالي وصوماليان وطاجكستاني ونيجيري وجزائري.
يُذكر أن وزارة الداخلية سعت مبكرًا إلى مد جسور الاتصال والتواصل مع أبناء المجتمع كافة في الداخل والخارج؛ للإبلاغ الفوري عن أية ملاحظات أمنية يشك فيها، والإبلاغ عن أي شخص رجلاً أو امرأة يلاحَظ عليهم الريبة في سلوكهم أو في تصرفاتهم أو فيأفكارهم.
وقد تعددت وسائل الاتصال التي وضعتها وزارة الداخلية لمثل هذه المهام على مدار الساعة. وقد تضمنت رسالة مركز البلاغات الأمنية: أخي المواطن.. أخي المقيم..حسك الأمني أساس لهزيمة الإرهاب ودحر مؤامرات الأعداء؛ فلا تتردد في تأكيد استشعارك لمسؤولياتك الوطنية بالإبلاغ عن كل ما يثير الريبة بالاتصال على الرقم (990).
إضافة إلى ذلك فإن موقع وزارة الداخلية(www.moi.gov.sa) احتوى على وسائل ميسرة ومشجعة للتواصل مع الجهات الأمنية ذات العلاقة للإبلاغ عن أية حالات مشتبه فيها، مع ضمان تام للسرية والأمان الكلي لحقوق المبلغ وهويته عند الإبلاغ عنإرهابيين أو مطلوبين أمنيًّا، أو التبليغ عن أعمال تضر بأمن الوطن والمواطنين أو عن الملاحظات الأمنية الخطيرة أو الحالات التي تتعلق بأمور إرهابية؛ إذ يمكن ذلك عن طريق الاتصال بالمباحث العامة بالطرق الآتية: الاتصال بالرقم (990) أو إرسال بريد إلكتروني على العنوان (990@990moi.gov.sa)
