صباح اليوم .. بدء إجراء أصعب عملية لفصل السيامي السوري "تقى ويقين"

في مستشفى الملك عبدالله التخصُّصي بالحرس .. ونسبة النجاح ٦٠ %
صباح اليوم .. بدء إجراء أصعب عملية لفصل السيامي السوري "تقى ويقين"

يبدأ مستشفى الملك عبدالله التخصُّصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني بالرياض، عند التاسعة من صباح اليوم الأحد، بإجراء عملية فصل التوأم السوري (تقى ويقين)، التي تستمر لمدة ١٢ ساعة بنسبة نجاح تبلغ ٦٠ %،‏ وتعد من أصعب العمليات.
 
وقصة "التوأم السيامي" الحزينة سبق أن تابعتها ونشرتها "سبق"، عبر سلسلة تقارير؛ حيث تعود تفاصيلها إلى أسرة الفلاح السوري حسين عيسى الخضر؛ ومعاناته التي أنهاها صدور موافقة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - على علاج ابنتيه، وذلك بعد  نشر مناشدة والد الطفلتين في تقرير نشرته "سبق"، التي تابعت تفاصيل صدور الموافقة ومراحل وصول الطفلتيْن للسعودية واستقبالهما في المطار؛ حيث تمّ تنويم الطفلتيْن ومتابعة مراحل علاجهما وتجهيزهما للعملية حتى تقرّر إجراؤها اليوم الأحد .
 
وتعود تفاصيل القصة إلى أواخر عام ٢٠١٣م، عندما تواصل أحد أقارب الطفلتيْن مع "سبق"، وزوّدها بتفاصيل الحالة والوضع المأساوي للأسرة، ومقطع فيديو يظهر وضع الطفلتيْن ومعاناة الأسرة؛ حيث نشرت "سبق" تقريراً بعنوان: (فيديو لـ "سبق" يظهر التصاق الطفلتين بالرأس وحالتهما المأساوية: "سوري" يناشد خادم الحرمين علاج طفلتيه السياميتين "تقى ويقين").
 
وتضمّن التقرير تفاصيل الحالة، وأن الطفلتيْن وقتها كانتا تبلغان من العمر سنة وثمانية أشهر، وملتصقتيْن من الرأس فقط، ولكل واحدة دماغ منفصل، ووالدهما يعاني مادياً؛ حيث يعول أسرة مكوّنة من 11 فرداً.
 
وبيّنت "سبق"، أن والد الطفلتيْن "حسين عيسى الخضر"؛ يعيش في منطقة قريبة من الرقة، وكان يعمل فلاحاً، ولسوء الأوضاع اتّجه للعمل بائعاً جائلاً لتأمين لقمة عيش أبنائه.
 
وبعد أشهر قليلة زف للأسرة خبر صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - على استقبال السعودية السياميتين السوريتين "تقى ويقين" لعلاجهما، والنظر في إمكانية إجراء عملية للفصل بين الطفلتين.
 
ورفع أقارب الطفلتيْن حينها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - لموافقته على استقبال الطفلتين وعلاجهما، ولوزير الصحة الأسبق الدكتور عبدالله الربيعة، على اهتمامه بالحالة، مؤكدين أن ذلك غير مستغرب على الملك عبدالله؛ لما عُرف عنه من مواقف إنسانية كبيرة في شتى المجالات، خصوصاً فيما يخص الأطفال السياميين في مختلف الدول الإسلامية والعالمية.
 
وشكر أقارب الطفلتيْن صحيفة "سبق"، على نشرها الحالة، ومناشدة الأسرة لخادم الحرمين الشريفين، سائلين المولى - عزّ وجلّ - أن يجعل ذلك في موازين حسنات كل مَن أسهم في صدور هذه الموافقة الكريمة.
 
وفي الثاني من أبريل من عام ٢٠١٤م، انفردت "سبق" بالإشارة إلى وصول الطفلتيْن بعد ٢٤ ساعة من نشرها التقرير، فيما تابعت وصول السياميتين السوريتين "تقى" و"يقين" إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض، قبيل ظهر الخميس الثالث من أبريل ٢٠١٤، قادمتيْن مع أسرتهما من دولة الأردن، عقب دخولهم أراضيها من الأراضي السورية، ونشرت الصور الأولية للاستقبال وتابعت حالتيهما حتى تقرّر إجراء عملية فصل التوأم السوري (تقى ويقين)، صباح اليوم الأحد، في مستشفى الملك عبدالله التخصُّصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني بالرياض، بمشاركة عددٍ من أبرز الاستشاريين السعوديين من تخصّصات عدة؛ حيث يشترك التوأم في منطقة الرأس، ويعد هذا النوع من الالتصاق من أصعبها وأكثرها تعقيداً.. ويُتوقع أن تستغرق العملية 12 ساعة متواصلة وبنسبة نجاح تصل إلى 60 %.
 
وكان استشاري جراحة المخ والأعصاب رئيس الفريق الطبي في عملية فصل التوأم السوري؛ الدكتور أحمد الفريان، قد أوضح أنه منذ وصول التوأم (تقى ويقين) إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بالرياض، وهما تخضعان لعناية خاصّة، حيث أجري لهما عديدٌ من الفحوص، ومنها القسطرة لأوردة وشرايين الدماغ؛ حيث وجد الفريق الطبي المشرف على حالة التوأم التصاقاً كبيراً وشديداً بين رأسي التوأم، وخصوصاً في الأوردة.
 
وأضاف الدكتور الفريان؛ أن أعضاء الفريق الطبي وبعد دراسة حالة التوأم من جوانبها كافة قرّر أن عملية الفصل ممكنة عبر أربع مراحل، يسبقها إغلاق لبعض الأوعية الدموية التي قام بها الدكتور رياض العقيلي، وبدأت المرحلة الأولى في 29 يونيو 2014م، تم فيها قص الأوردة ما بين دماغَي الطفلتيْن ووضع شريحة من السيليكون بين الدماغين، وتمّت العملية حينها بنجاح، ولم تحدث أيّ مضاعفات، ولله الحمد.
 
وبعد 3 أشهر من المرحلة الأولى كانت المرحلة الثانية التي فُصل فيها ما تبقى من الأوردة وجزء من الشرايين الواردة من دماغ الطفلة تقى إلى دماغ يقين، وتمت - بحمد الله - أيضا بنجاح ودون مضاعفات.
 
وأوضح الدكتور الفريان؛ أن المرحلة الثالثة من مراحل علاج (تقى ويقين) كانت أيضاً بعد ثلاثة أشهر من المرحلة الثانية، وكانت من أصعب المراحل؛ حيث تمّ فيها فصل الجزء الثالث من الأوردة والشرايين وجزء من الدماغ المشترك بين الطفلتين، ووضع شريحة سيليكون بين دماغي الطفلتيْن وأيضاً تمّت العملية بنجاح، ولله الحمد.

ويضيف الدكتور الفريان؛ أنه بعد نجاح المراحل الثلاث استخدم الفريق الطبي ممدات الجلد تحت فروة الرأس بإشراف الدكتور مناف العزاوي؛ والدكتور ناصر الهديب؛ من جراحة التجميل، واتفق الفريق الطبي على أن يكون شهر فبراير 2016م، موعداً لإجراء المرحلة الرابعة والأخيرة التي سيتم فيها، بإذن الله، الفصل النهائي للتوأم (تقى ويقين).
 
وبذلك تصبح مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني، هي الأولى في العالم التي يتم فيها فصل هذا العدد من مُلتصقي الرأس السياميين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org