صحفي مصري حاور الملك المؤسس قبل 90 عامًا.. وصفه بـ"سماحة الخلق وشدة العزم"

كان ينهض قبل الفجر دون أن يلزم أحدًا من خاصته ثم يتوضأ ويتلو القرآن حتى الأذان
صحفي مصري حاور الملك المؤسس قبل 90 عامًا.. وصفه بـ"سماحة الخلق وشدة العزم"

حصل الصحفي المصري الراحل، محمد شفيق مصطفى، على حوار نادر من الملك المؤسس، عبدالعزيز آل سعود، قبل نحو 90 عامًا، بعدما التقاه آنذاك في الرياض، في طريق عودته من الحجاز، بعد رحلة تنقل خلالها بين "الجوف وحائل وبريدة وعنيزة".

ووصف الصحفي المصري، الملك المؤسس بأنه "رجلٌ طويل القامة، ممتلئ الجسد، نحاسي اللون، براق العين، سمح المحيَّا يضع على عينيه نظارة، وتبدو عليه مخايل الذكاء المفرط، وقوة الإرادة، وشدة العزم مع سماحة الخلق".

وقال "شفيق": إبهام الملك عبدالعزيز، في يده اليسرى، مصاب في إحدى المعارك، برصاصة أثناء الحرب، تركت أثراً ظاهراً فيه، والملك إذا سار خفض رأسه إلى الأرض، ولبس عباءة نجدية مزخرفة "البشت"، وهو الذي لا يزال يلبسه في الوقت الحالي.

وتوقف الصحفى عند يوم في حياة الملك الراحل؛ حيث تصادف أنه يوم الجمعة، جرت العادة بعد صلاة الجمعة، أن يجلس الملك ونائبه في ردهة القصر الملكي ويستقبل المصلين، فيمر بهم الساقي بالشاهي ثم بالقهوة النجدية ومن ثم يطوف بالحاضرين رجلان يحملان مبخرة مسك.

وذكر أن الملك ينهض قبل انبثاق الفجر دون أن يلزم أحدًا من خاصته بالنهوض في ذلك الوقت، ويتوضأ ويتلو القرآن، ويؤذن المؤذن لصلاة الفجر؛ حيث يتوجه الملك لمسجد القصر ويؤدي الصلاة هناك. ويعود الملك إلى ديوانه، ويتناول الفطور مع الحاضرين من أبنائه وأفراد أسرته.

وروى الصحفي المصري، أن الملك عبدالعزيز يبدأ صباحه مع طلوع الشمس عبر مكتبه الخاص في ديوانه فيأخذ في مطالعة الرسائل واستعراض القضايا وبحثها، ويبدي رأيه مكتوبًا، ويظل كذلك بعد الشروق بساعة، لينتقل بعدها للمجلس في الديوان، ويستقبل من لهم شأن به، ويستمع لهم وقتًا غير قليل.

وأضاف: من يشاهد الملك عبدالعزيز مع البدو حوله يجده واحدًا منهم، ويخاطبونه بقولهم، "يا عبدالعزيز دون ألقاب أو خوف ووجل".

وأردف: ينتقل الملك في الضحى إلى قاعة المجلس الكبير؛ حيث يجتمع أمراء الأسر من مختلف المناطق، وهناك يستعرض الملك الشؤون العامة ويتحدث في كل المجالات ويناقش الأوضاع، وما أن ينفض المجلس قبيل الغروب، يذهب الملك للقصر الخاص الذي يقيم فيه والده الشيخ، وهو رغم كونه في العقد التاسع من عمره على جانب عظيم من الذكاء وسرعة البديهة ورقة الجانب، فضلا عن كونه محبوبًا من سائر أهل نجد، وبعد أن يقضي الملك عبدالعزيز جانبًا في حضرة والده، ينتقل إلى زيارة شقيقته نورة التي يجلها".

وبحسب الصحافي المصري، قال الملك: "ليس عندنا سوى دين واحد ومذهب واحد والجميع يؤدون الصلاة خلف إمام واحد، وهذا ما نشكر الله سبحانه وتعالى عليه.. نعم المذاهب أربعة. ولا نجد عندنا إلا ما يقوله المسلم لأخيه المسلم السلام عليكم، وهم مرتبطون جميعا بكلمة التوحيد وعلى هذا الأساس يقوم مُلكنا، والحمد لله".

وحول معركة الحجاز، نقل الصحفي المصري عن الملك المؤسس قوله: "الشعب أظهر تفانيًا وبسالة في رفع راية مليكه" وتابع: "لم أكن أبغى الحرب، لولا أن الشريف حسين هو الذي ألجأنا إلى قتاله بسبب سوء معاملة الحجاج ليس النجديين فقط". وقال في الحديث نفسه، "نحن لا نبغي الملك لذاته، فالملك لله الواحد القهار، فوالله وبالله لو أعطينا ممالك الأرض طرًا، وأحسسنا أن ببعضها شركًا، لبعدنا عنها بعد السماء عن الأرض .

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org