مع التحديثات الجديدة للضمان الاجتماعي، والشروط الجديدة المفروضة على المستفيدين بإحضار آيبان برقم الحساب البنكي لكل مستفيد، وهو من بين المتطلبات المقدور عليها، خاصة لمن لديه حساب جارٍ "مفعَّل" في أحد بنوكنا المحلية المختلفة في الأسماء والتعامل..!! غير أن الصعوبة تكمن فيمن ليس لديه حساب بنكي أصلاً، ويعتمد في صرف مخصصاته من الدولة على بطاقة الضمان السابقة التي تُمنح له عن طريق مكاتب وزارة الشؤون الاجتماعية وفروعها المنتشرة في بلادنا، وغالبيتهم من فئة كبار السن رجالاً ونساء؛ إذ قررت الوزارة فتح حسابات بنكية خاصة بهم، يتم تحويل المخصصات عليها مع نهاية كل شهر..!!
البنوك بدورها استقبلت المواطنين من أصحاب الضمان بشرط غريب، هو "فتح صندوق بريد" كشرط أساسي لإتمام عملية فتح الحساب الجديد؛ ما يطرح أكثر من تساؤل عن جدوى مثل هذا الشرط في زمن لم يعد فيه لصندوق البريد أي أهمية..؟!! ثم إن إجبار العميل الراغب في فتح حساب بإحضار رقم بريد يُعتبر منحيث المنطق والعقل شرطًا تعسفيًّا لا معنى له، خاصة أن غالبية البنوك لا تقوم بإرسال كشوفات أو بطاقات الصراف للعميل على صندوق البريد، بل إن بعضها يفرض رسومًا، ويأخذ مقابلاً ماديًّا لمن يطلب كشفًا لحسابه..؟!!
مثل شرط فتح صندوق بريد، وإن كان في شكله شرطًا مقدورًا عليه، إلا أنه من غير المعقول أن لا تقوم البنوك بالتعامل به منحيث إرسال الكشوفات وعمليات الخصم وسداد الفواتير والعروض الدعائية وبطاقات الصراف حال انتهائها من خلاله، وإلا فإن ذلك سيضعها في حرج قانوني شديد أمام عملائها الذين سيطالبونها بذلك، وهو أمر متعب، لن تستطيع فعله، وسيكلفها الكثير من الموظفين والأعباء المادية..!!
لذا فالأفضل الاكتفاء بالبريد الإلكتروني للمراسلة، بدلاً من صندوق البريد الذي تجاوزه الزمن، وهو ما تفعله وتقوم به حاليًا جميع البنوك في العالم بإرسال الكشوفات للعملاء بكل السحوبات وعمليات السداد والحوالات وغيرها من العمليات المختلفة لحظة بلحظة..!!
فتح صندوق بريد ليس من الصعوبة بمكان، لكن فرضه على العملاء أمر غير مقبول في ظل الخيارات الأخرى المتاحة والحديثة معًا..!!