في الوقت الذي عاد فيه الطلاب إلى مقاعد الدراسة في جميع أنحاء المملكة، لم يعد طلاب المرحلة المتوسطة بمركز مغينية التابع لمحافظة رابغ بمنطقة مكة المكرمة إلى مدارسهم، حيث رفض أولياء أمورهم ذهابهم للمدارس المجاورة لأنهم بين خيارين لا ثالث لهم، إما الهجرة من منازلهم وترك منازلهم وتحمل أعباء الإيجارات في المدن، أو المخاطرة بفلذات أكبادهم، ففضلوا البقاء ومناشدة المسؤولين في وزارة التعليم، حيث تبعد عنهم المرحلة المتوسطة ١٥ كم والثانوية أكثر من 50كم.
ومن أهم الأسباب لمنع الطلاب التي يراها أولياء الأمور أن أبناءهم في المرحلة المتوسطة يتلقون التعليم في مدرسة مبنية من الحجر بناها فاعل خير قبل عشرات السنين ومتهالكة تماماً، ومتصدعة وآيلة للسقوط وغير صالحة للتعليم – على حد قولهم - بل إن الطلاب يشاهدون الشارع من داخل الفصول الدراسية، وأما المرحلة الثانوية فإنهم يخشون ما حصل لأبنائهم في العام المنصرم عندما تعرض الكثير منهم لعدة حوادث، أحدها أدى إلى وفاة السائق وإصابة (11) طالباً لا يزال أحدهم في غيبوبة بمستشفى الملك فهد بجدة حتى اليوم.
وأتى رفض أولياء الأمور لعودة الطلاب للدراسة نتيجة تجاهل إدارة تعليم جدة لطلباتهم طوال أربعة عقود ماضية، والتي تتمثل في افتتاح مرحلة "متوسطة وثانوية" والتي حرموا منها بدون أسباب مقنعة وحجتهم أن القرية لم تستوف شروط وضوابط وزارة التعليم وهذه الحجة غير صحيحة في السنوات الماضية وأرشفة المدارس تثبت ذلك – على حد قولهم - وأجبروا على الذهاب بأبنائنا لقرية تمايا على مدى السنوات الماضية.
وأضافوا: "العجيب في الأمر أن أبناءنا هم أكثر من طلاب متوسطة تمايا مما تسبب في هجرة بعض أهالي المركز وجعل ضوابط وزارة التعليم لا تنطبق وتفشي الجهل بين الطلاب وزادت الهجرة للمدن وترك منازلهم خاوية. وقال أولياء الأمور: لقد حاول وجهاء المركز إقناع أولياء الأمور للتراجع عن قرار منع الطلاب من الدراسة، ولكنهم رفضوا ذلك حفاظاً على أرواح أبنائهم من الحوادث. وقد ناشد أولياء الأمور المسؤولين بوزارة التربية في النظر في معاناتهم والأمر على من يلزم بإحداث مدارس في مركز مغينية، حيث إن لديهم مدرسة ابتدائية تم تأسيسها عام ١٣٩٢ ومبناها حديث وبإمكان إدارة تعليم جدة أن تستحدث فيها متوسطة وثانوية، حتى ولو كان الدوام مسائياً ومساواة أبنائهم ببناتهم في التعليم، حيث وفرت لهم دولتنا الرشيدة حفظها الله جميع المراحل التعليمية.
وقال المتحدث الرسمي لإدارة التعليم بمحافظة جدة حمود الصقيران: "توجد في قرية مغينية مدرسة ابتدائية "أبي سعيد الخدري" وفِي قرية تمايا مدرسة " المأمون الابتدائية " وفِي تمايا مدرسة " متوسطة تمايا " عدد طلابها ٢٦ طالباً من مغينية ١٢ طالباً ومن تمايا ١٤ طالباً والمدرسة ملحقة مع مدرسة المأمون في مبنى واحد في قرية تمايا، ونظراً لكون مبنى مدرسة أبي سعيد الخدري في مغينية لا يتسع لفصول المدرسة المتوسطة، علماً بأنه تم تأمين وسيلة نقل لطلاب مغينية والبالغ عددهم ١٢ طالباً.
وأضاف: "فيما يتعلق بفتح مدرسة ثانوية للبنين في قرية مغينية فإن ضوابط إحداث وضم المدارس لا تنطبق نظراً لقلة أعداد الطلاب في المرحلة المتوسطة حيث إن معدل النمو خلال الثلاث سنوات الماضية بالمدرسة ضعيف ويشترط أن يكون عدد الطلاب ( 50 ) طالباً بالمواقع المراد فتح مدرسة ثانوية به منهم ( 20 ) طالباً بالصف الثالث المتوسط وتقديراً لظروف الأهالي فإنه سيتم الرفع للوزارة بمعاناتهم من مسافة الطريق وانتقالهم إلى أقرب مدرسة ثانوية للدراسة، وقد تم التواصل مع أولياء أمور الطلاب والرفع لمحافظ رابغ حول ذلك".
