إعلان الخطوط السعودية مؤخرًا إنشاء خطوط اقتصادية تحت اسم (أديل فلاي)، التي تنطلق منتصف عام 2017م، في رأيي خطوة لا تسير في الاتجاه الصحيح؛ والدليل عدم نجاح التجارب المماثلة، سواء محليًّا أو خارجيًّا، إضافة إلى أنها لم تحقق ما يتطلع إليه مشغلوها بسبب ضعف الإقبال، كما أنها تنطلق إلى محطات محدودة، وتعاني التأخر وسوء التنـظيم.. والأهم من هـذا كله عدم ثقة المسافر بها. وهذا إجراء طبيعي؛ لأن الدعم ينصب على الشركة الأم، وهذه الشركات مجرد فروع.
إطلاق مثل هذا الإجراء يتم عادة بعد أن تكون الخطوط الرئيسية أو الشركة الأم لبَّت جميع رغبات المسافرين، وحققت طموحاتهم وأمانيهم؛ ليأتي بعهدها التفكير في الخطوة اللاحقة.. ولكن ما يحدث في الخطوط السعودية لم يصل إلى الدرجة التي تؤهلهم لإنشاء خطوط اقتصادية وتشتيت الجهود؛ فمناطق السعودية المختلفة مثل جازان وحائل وعرعر ورفحاء وتبوك وغيرها تعاني قلة رحلات الطيران، ولا تستطيع الحصول على حجز إلا بصعوبة، فضلاً عن رداءة نوعية الطائرات البرازيلية التي كانت تعمل سابقًا في هذه المناطق (تم تغييرها حاليًا)، متمنيًا أن لا يتم إعادة هذه النوعية من الطائرات الرخيصة تزامنًا مع إطلاق خطوط اقتصادية.
أعتقد لو تم العمل على تحسين وجودة أداء الخطوط السعودية، وتكثيف رحلات المناطق للقضاء على مشاكل الحجز، مع استحداث مقاعد للدرجة الثالثة (بعد الضيافة والأولى) في الطائرة، تكون مقاعدها اقتصادية، بشرط عدم تقديم وجبات لهذه الدرجة، وضرورة الحجز قبل السفر بوقت طويل، وغيرها من الشروط التي يتم تحديدها لاحقًا، لحققنا ما نصبو إليه بدون تشتيت للجهود.
لكن على الوضع الحالي أخشى أن لا ننجح في هذه، ولا نطوِّر تلك!!