"علي أكبر": لهذا السبب رفضت تقبيل يد البابا.. وأمنيتي في اعتناق الإسلام تحققت

أكد أنه كان يقارن بين تعليم الإسلام والنصرانية
"علي أكبر": لهذا السبب رفضت تقبيل يد البابا.. وأمنيتي في اعتناق الإسلام تحققت

تصوير عبدالملك سرور:

"اسمع.. نصيحتي لا تدخل في الإسلام!.. أنصحك أن تفكر كثيرًا، ففي بيئة كالتي تعيش فيها ستكون نهايتك مؤسفة".

هذه الكلمات يقول الشيخ علي أكبر أنه لم ينسها، أما قصتها فيسردها لـ"سبق"، ونحن في منزله أو مدرسته الإسلامية الصغيرة في إحدى ضواحي جاكرتا.. يقول: "كان عمري 13 عامًا عندما طلب مني الالتحاق بالتجنيد العسكري الإلزامي عام 1983م لم أكن مسلمًا بعد، غير أن معايشتي للجنود الإندونيسيين المسلمين كان بداية التفكير في الموضوع. كنت أشاهد كيف يؤدون الصلاة؟

تحفزت في داخلي للتعرف على الإسلام، كان يعطونني بعض النشرات وكنت أقرأها وأقوم بمقارنة ذلك مع تعاليم النصرانية.

يضيف: "ما زلت أذكر الاحتلال البرتغالي وكيف كانت الصراعات وكيف انتهت الانتخابات بفوز الأحزاب المحلية على الحزب البرتغالي وخروج هؤلاء من تيمور الشرقية. طبعًا تيمور الشرقية لم تضم للحكومة الإندونيسية وقتها وكانت هناك فترات رفضت فيها الحكومة الإندونيسية إرسال جيوش لتيمور لاستعادتها استنادًا إلى معاهدات سياسية".

 

نقاش مع القسيس
يقول علي أكبر إنه كان ينتمي لعائلة مسيحية وكان ابن عمه قسيسًا في إحدى الكنائس ولهذا كان يذهب إليه مرارًا ليناقشه حول الاختلافات بين الإسلام والنصرانية، ولكثرة ما قرأ هو عن الإسلام يقول كان النقاش يتوقف عند ابن عمي بقوله "عليك أن تطيع وتصمت وأحذرك مما تفكر فيه".

ويصف كيف أن مظاهر الإلحاد انتشرت في تيمور الشرقية في الستينات مما دفع الحكومة الإندونيسية وقتها للاستجابة للمطالب وضمها للأرخبيل الكبير.

في معسكرات التجنيد تعرف "علي" على الإسلام أكثر وأكثر وقرر هذه المرة أن يتعمق في البحث خصوصًا أن تعلمه القراءة والكتابة كانت أيضًا من خلال رفاقه في الجيش كما أنهم كانوا يشرحون له كيفية الصلاة وكيفية أدائها.

يقول علي: "قرأت في نشرة عن الإسلام عن فضل صلاة الجماعة.. وكيف أن أجرها سبع وعشرون درجة عن الصلاة مفردًا. لفتتني كلمة "جماعات" وفي النصرانية مصطلح مشابه.. ومفردة "درجات" عند النصارى وتعني الترقي أيضًا في سلم الطاعات... هنا ذهبت إلى ابن عمي القسيس وسألته فتهرب من الإجابة وطالبني ككل مرة "بالصمت والطاعة".. كان الميل نحو الإسلام يزداد.

 

زيارة البابا
يذكر "علي" كيف أعلن في بلدته عن زيارة للبابا وأنه سيزور معقل النصرانية "تيمور الشرقية" وكيف أعلنت الكنائس في بلدته أنه يجب على الجميع تقبيل يد البابا عند الذهاب للسلام عليه ومن لا يفعل سيموت أو سيتعرض لمصيبة كبيرة أو يموت أحد أفراد عائلته".

يقول علي: "في التلفزيون شاهدت البابا أول ما نزل من الطائرة سجد!.. سألت نفسي كيف يسجد وفي النصرانية لا سجود .. السجود في الإسلام!.. المهم أنني قلت لهم لن أقبل يده مهما حصل".

يتابع علي: "كنت أريد الوصول للحقيقة وليس التحدي.. كنت أقرب وقتها إلى أن الإسلام هو الدين الصحيح وهو فعلاً كذلك".

ومما زادني اقتناعًا أنني سألت أحد كبار السن من المسلمين واسمه عبدالله باسلوان فأكد لي أن المعابد الموجودة في البلدة كانت أصلاً مساجد بناها الحضارم عند إدخالهم الإسلام لتيمور الشرقية وأنها طمست بفعل البرتغاليين الذين دخلوا البلاد وما لبثوا أن قتلوا الكثير من علماء المسلمين فيها وأجبروا أغلب أهلها على التنصر".

 

آيات قرآنية
ركز "علي" بعدها على قراءة ترجمة معاني القرآن الكريم.. يقول: ربما كان توفيقًا من الله أن أول آية فتحت عليها كانت (إن الدين عند الله الإسلام). وهنا قمت بالبحث في الإنجيل هل توجد آية مماثلة فلم أجد.. أيضًا  في ترجمة معاني القرآن الكريم وجدت الآية "ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه" وأيضًا بحثت في الإنجيل فلم أجد.

قرأت أيضًا حينها الدستور الإندونيسي لأجد أن هناك خمس ديانات معترف بها لكن الإسلام هو الأساس والأول. عندها كنت قد بلغت القناعة المطلوبة لاتخاذ قراري.

يصف "علي" لحظة إسلامه: "رجعت للمعسكر وبالتحديد لمن شرحوا لي تعاليم الإسلام لأول مرة وأعلنت إسلامي أمامهم، غير أنني صدمت عندما قال لي أحدهم: "لا تتعجل.. حاول تتروى قليلاً.."، صدمت فلم أتوقع أن يقول لي ذلك بل توقعت أن يفرحوا، وكان رده: "بيئتك تختلف وقد تتعرض للقتل أنت أو أحد أفراد أسرتك أنت تعيش في بيئة نصرانية متشددة لهذا أطلب منك أن تفكر أكثر".

ويقول: "بالفعل جعلوني أفكر وعدت لدوامة التردد، ووقتها مرضت وأوعز لي الشيطان أن المرض بسبب إسلامي. لكن الحمد لله شرح الله صدري وصمدت على الإسلام".

 

دوامة صراعات
بعد إسلامه دخل "علي" في دوامة صراعات منها ما هو مع رجال الكنيسة ومنها ما هو مع أسرته. وفيما نجح في إقناع أشقائه الـ16 بالإسلام احتاج إلى وقت طويل ليدخل والده في الإسلام. صمدت أمه فيما تراجع والده وعاد للنصرانية تحت ضغط رجال الكنيسة وتهديدهم له بالقتل. احتاج "علي" إلى وقت حتى يستعيد والده مرة أخرى إلى الإسلام.
 
لم ينته الأمر فوالده تعرض للقتل على يد موالين للكنيسة اعتدوا عليه وهو عائد من صلاة الجمعة. وعلى الرغم من محاولات الشكوى إلا أن الشرطة أبلغته أن الحادث كان قضاءً وقدرًا، وهو أمر كرره عليه الطبيب الشرعي الذي عاد إليه مرة أخرى متخفيًا وقال له : "والدك قتل.. لكنك تعرف أنني لو قلت عكس ذلك ربما قتلوني أنا أيضًا وربما أنت.. أنصحك بالتوقف".

بعد مقتل والده وصلت التهديدات إلى والدته وله. وهنا نصحه بعض رفاقه في الجيش حيث يعمل بأنه من الأفضل أن ينتقل من قريته حتى لا يتعرض للأذى. لكن ليس لديه مكان يذهب إليه.

 

أمنية عظيمة
وقت طويل مضى على ذلك قبل أن ينتقل وتحديدًا في عام 1999م حيث انتقل إلى مؤسسة إسلامية في بالي لمدة سنة  ثم جزيرة سلاويسي "حيث التحق أخوته بفروع جامعة الإمام".

حاليًا يقوم "علي أكبر" بعمل عظيم فقد حقق أمنيته بفضل الله وحول منزله في إحدى ضواحي جاكرته إلى مركز لتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية وتعليم اللغة العربية. يقول: "ما أقوم به كان أمنية عظيمة منذ أن منّ الله عليّ بالإسلام". مؤكدًا أن المركز يعتمد على جهود ذاتية وعلى بعض المتبرعين. يقول: "نحن فعلاً بحاجة إلى الدعم. يستقبل المركز أو المدرسة حاليًا سبعة طلاب يتخذون منه سكنًا ومدرسة في الوقت ذاته. ويقوم "علي" على تعليمهم واحتياجاتهم طوال الفترة التي يقضونها وقد تصل لمدة عام.  ويضيف أنه في هذا العام سيكون هناك مجال لتعليم الفتيات بإشراف نسائي.

في الوقت نفسه ما زال "علي" يواصل دراسته الجامعية وهو في الأربعينيات حيث يمازحه أساتذة الجامعة وينادونه بـ"الشايب".

#سبق_في_أندونيسيا برعاية "روكو" للأدوات المدرسية والمكتبية
#سبق_في_أندونيسيا برعاية "روكو" للأدوات المدرسية والمكتبية

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org