فتيات "ضيافة جدة" لـ "سبق": ظلمنا الأهل وأملنا في عدل المجتمع وتسامحه

نالت أعمالهن في معرض "إكسبو" إعجاب الجميع وحظيت بالكثير من الاهتمام
فتيات "ضيافة جدة" لـ "سبق": ظلمنا الأهل وأملنا في عدل المجتمع وتسامحه

أكد عدد من فتيات دار الضيافة اللواتي يشاركن في معرض جراند إكسبو في جدة، أنهن لجأن الى الدار نتيجة الظلم الذي وقع عليهن من قِبل أسرهن؛ مبينات أن هناك  فكرة خاطئة يأخذها البعض عن فتيات الدار، فالكثير منهن تعرض للظلم  والقهر، وإن مثل هذه المعارض تعمل على تغيير صورة المجتمع.

تأتي مشاركة الفتيات من خلال إبراز المواهب الإبداعية للفتيات وتحقيق مبدأ الاستقرار النفسي والتعاون بينهن وتحويل القدرات والمهارات الخاصة بالفتيات إلى نشاط مرئي أمام الحضور.

"سبق"، بدورها رصدت فعاليات مشاركة  فتيات دار الضيافة، وتحدثت إلى بعضهن للتعرف على أسباب لجوئهن إلى الدار وماذا قدمت لهن.

عنف الأسرة

 قالت لـ "سبق"، إحدى المشاركات في معرض جراند إكسبو: عمري 25 سنة ولجأت إلى دار الضيافة لحمايتي من عنف الأسرة التي رفضت استقبالي أنا وابنتي بعد خلافات بيني وزوجي.

وأضافت: منذ عام وأنا أجلس في الدار  ووضعت ابنتي داخل دار الضيافة في جو أسري جميل، ولم أشعر بغياب الأسرة؛ حيث وقف الجميع معي ودعموني واحتفلوا بابنتي.

وتابعت: شاركت بأعمال ديكوباج، مؤكدة أن دار الضيافة لها دور كبير في تدريبها وتطويرها وتقديمها للمجتمع بشكل أفضل.

وأردفت: لم أعد أشعر بالقلق كما كنت من قبل وزادت ثقتي بنفسي وبقدرتي على العمل وتقديم كل ما هو جديد، كما كان للدار الدور الأكبر في دمج الفتيات مع المجتمع من خلال المعارض المختلفة.

وعن ردة فعل الزوّار لهن، أجابت: لقينا دعم مجتمعي كبير؛ ما زاد من ثقتنا وقدرتنا على المشاركة والعمل بشكل جيد، معربة عن أملها في أن تصبح سيدة أعمال متفوقة في حياتها العملية، وأن تحل مشكلتها مع أسرتها وتعود ثانياً إلى حضن العائلة.

وجدت الأمان

طالبة أخرى تدعى "و"، تحتفظ "سبق" باسمها كاملاً، قالت: عمري 23 عاماً وجئت إلى الدار هاربة من عنف الأسرة ووجدت هنا كل الأمن والأمان الذي أبحث عنه، وبسؤالها عن  النشاط الذي قدّمته، أجابت: قدّمت مجموعة من الإكسسوارات المميزة التي لاقت إعجاباً كبيراً من الزوّار، كما شكرت الدار على دورها في إعداد وتأهيل وتدريب الفتيات ودمجهن في المجتمع.

نظرة خاطئة

أما "ب"، تحتفظ "سبق" أيضاً باسمها، فكانت قصتها مختلفة عمّا قبلها، حيث لجأت إلى  "الشؤون الاجتماعية" التي حولتها بدورها إلى دار الضيافة بعد أن فشلت كل محاولاتها مع أسرتها لإثباتها رسمياً بالأوراق، وقالت لـ "سبق": لم أنل حظي في التعليم بسبب أن والدي رفض استخراج شهادة وعشت عمري وأنا دائماً أخشى نظرات الناس والحديث مع أحد، إلى أن جئت إلى دار الضيافة التي قامت باكتشاف موهبة الرسم بداخلي، ومساعدتي على تنميتها بشكل جيد عن طريق مدرسات متخصّصات، وبعدها شاركت بأعمالي في المعرض، معتبرة أن أكبر خطوة مرت بها في حياتها هي مشاركتها في معرض واحتكاكها بالعالم الخارجي.

وأعربت عن أسفها من نظرة البعض لهن، وقالت: هناك فكرة خاطئة يأخذها البعض عن فتيات الدار، فالكثير منهن تعرّض للظلم  والقهر، مؤكدة أن هذه المعارض تسهم بشكل كبير في تصحيح تلك الصورة وتعريف المجتمع بنا.

معالجة الخطأ

بدورها، تواصلت "سبق"، مع مديرة دار الضيافة للبنات في جدة نسرين أبو طه، التي أكدت أن كثيراً من المشكلات التي تعرّضت لها البنات في حياتهن بسبب خطأ الأسرة وعدم احتوائها الفتيات.

 وقالت: ضعف الآباء وغياب الدور التربوي ينتج عنه ضعف الفتيات؛ هذه نتيجة طبيعية، ودورنا هو معالجة الخطأ بالصواب، والتدخل مع الأسر لحل المشكلة، كما أن الدار تسعى إلى التأهيل والإصلاح بين الفتيات.

فتيات منتجات

وتابعت: تسعى الدار إلى دمج الفتيات مع المجتمع الخارجي، حتى يصبحن فتيات منتجات ويسهمن في خدمة أنفسهن وأوطانهن، معربة عن سعادتها من حالة القبول والدعم المجتمعي من قبل الجميع، وشكرت القائمين على المعرض لدعمهن وتقديمهن الجناح الخاص لعرض أعمال الفتيات مجاناً، حيث يكون كامل الربح للفتيات فقط.

وأرسلت من خلال "سبق"، دعوة الى أسر الفتيات وإلى المجتمع لبثّ روح التسامح والود.

 وقالت: الجميع معرّض للخطأ ودورنا الخروج من هذا الخطأ والعمل على عدم العودة إليه ثانياً؛ بل تخطيه وجعله خطوة إلى طريق النجاح.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org