حذر قائد قوة أمن المنشآت بمحافظة ينبع "العقيد ركن "عبدالعزيز بن ضويعن الجهني"؛ من بعض ما يعرض في مواقع التواصل من برامج تعمد إلى طمس الهوية وهدم المبادئ والقيم، وأن أفضل الحلول أن يقترب الوالدان من ابنهما، لا أن يراقباه، والقرب يعني بناء علاقة مبنية على الصدق بين الطرفين.
جاء ذلك في محاضرة لاقت تفاعلاً كبيراً من الحضور أقيمت في شركة ينبت عن الأمن الفكري، تطرق فيها "الجهني" إلى أهمية الأمن الفكري، وأن هذا المصطلح قديم جديد، وأنه منذ نشأة البشرية وهي تعطيه اهتمامها، وأن السعودية أُسست على هذا المبدأ الذي يستقي الفكر من مصادر الشريعة دون تشويه لها، وهو ما حرصت عليه المملكة العربية السعودية على المحافظة عليه، وهو سر تماسكها وبقائها، وتطرق لدور المعلم والوالدين في الوقوف مع النشء والأخذ بيده بعيداً عن الأفكار المتطرفة.
وذكر "الجهني" في محاضرته ضرب أمثلة لطرق الاختراق، سواء أكان على مستوى السلوكيات أم كان على مستوى اختراق الفكر وتجنيده للفئات الضالة، وكيف أنهم يعمدون إلى اللعب على العواطف، واستشهد بمقطع فيديو تم تصويره لشخص يرفع السبابة ويبتسم، وكان قد انكشف أن ذلك المقطع عبارة عن تمثيلية تم كشفها، وكيف أنهم يطلقون عليهم أسماء مثل "أبو المغيرة، والمثنى" لزيادة الشحن، موضحاً أن أعظم أسباب الاختراق هو العقل، سواء أكان على مستوى السلوكيات أم على مستويات عليا، وهو ضعف الدفاعات الفكرية المبنية على ضعف المعلومة، سواء أكانت معلومات شرعية أم دنيوية، وأن الإنسان ضعيف المعلومة عرضة لهذا الاختراق.
ودلل بمثال لطيف للغاية على برنامج الواتس آب الشهير؛ حيث قال: "إذا كنت تستقبل وترسل كل رسالة تصلك في برنامج الواتس آب وتتعامل معها على أنها حقيقة، وإذا كنت تنقل كل ما تسمعه على أنه حقيقة؛ فعقلك قابل للاختراق على المستويات الدنيا، وأنت بحاجة لسرعة بناء دفاعات.
وأشار إلى أن الشخص يحتاج إلى توفر المعلومة الصحيحة لديه واتخاذ الإنسان موقفًا إلى جانب معين مع ضعف المعلومة هو من الأساليب التي تدل على ضعف الدفاعات العقلية، وأن ذلك يكثر في القضايا التي تعزف على وتر العاطفة.
وذكر أن الشباب هم من سيصنعون المستقبل، والواجب أن يتنبهوا وينبهون إلى ما يتناثر ويعترض طريقهم من أخطار، مشيراً إلى أنه مع ثورة الإعلام البديل زاد استقطاب الفئات الضالة للمغرر بهم، وشبههم بمن يرمي سنارته في البحر ولا يهمه نوع السمكة التي يصطادها، المهم أن تكون سمكة تبلع الطعم ويضحى بها لاحقاً.