قبل المدفع.. لا تسرق نفسك!

قبل المدفع.. لا تسرق نفسك!

‏في الثقافة السويدية يُقال: "الذي يشتري ما ليس بحاجة إليه، يسرق نفسه"، ونحن في هذا الشهر الكريم لا يزال البعض منّا يسرق نفسه، من خلال ما يشتريه من أشياء متعددة يُخيل لنا بأننا بحاجة ماسّة إليها في هذا الشهر الكريم، وأنه لا يكتمل الشهر إلا بها، يسبق هذه الصيغ الشرائية العديد من المناسبات التي تسبق رمضان؛ احتفالاً بقدومه، والتي تزدحم بها قنوات التواصل الاجتماعي والصور المختلفة، تخليداً لذكرى هذه المناسبة، وإيضاحاً لتلك الاستعدادات التي دُفع عليها (دم القلب) عند بعضهم!

لا أرى مبررّاً لمثل هذه المظاهر الاستهلاكية، والتي أضعفت قيم الاستهلاك المختلفة لدينا، على مرّ الزمن، وكل هذا بسبب أننا نسرق أنفسنا من فترة إلى أخرى، حتى نؤكد للجميع بأننا نحتفل بمناسباتنا بالطريقة اللائقة، لنا ولغيرنا ممن يشاركوننا هذه الاحتفالات والمناسبات المختلفة!

مررنا في فترة مضت بظروف اقتصادية، تأثرت من خلالها الكثير من الأُسر السعودية، وتأثرت قبل ذلك مظاهر العرض والطلب في السوق، وكنّا نخضع لهذه التجربة وقلوبنا مليئة بالخوف والضجر، ومع ذلك لا نزال نغامر (بجيوبنا) ونشتري الغثّ والسمين، ونحتفل بكلّ شيء، وأي شيء؛ لأجل أن نباهي بأنفسنا أمام غيرنا دون مراعاة لجيوبنا، فتنطبق علينا الثقافة السويدية وهي أننا نسرق أنفسنا في الوقت الذي أدركنا فيه حجم الألم من فقد بعض المال تحت أي ظرف خارجي!

صوموا شهركم، ولكن إياكم أن تسرقوا أنفسكم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org