قصة "الدوسري" والسعودية مريضة الصرع.. "مطار ونوبة ولا تتفلسف"

حكى مأساتها في مقال له وقال: اكتشفت أني لا أستطيع إنقاذها إن أتتها الحالة
قصة "الدوسري" والسعودية مريضة الصرع.. "مطار ونوبة ولا تتفلسف"

يروي الكاتب الصحفي سعد الدوسري واقعة مقابلته لشابة سعودية مصابة بمرض "الصرع" في مطار دبي، وكيف روت له مأساتها، ليس مع المرض، ولكن مع المحيطين بها، ليكتشف الكاتب أنه هو نفسه لا يعرف كيف يتصرف إذا أصابتها نوبة صرع، ليطالب في النهاية بتوعية المجتمع بطرق وأساليب التعامل مع المرضى.

وفي مقاله "أنا مصابة بالصرع" بصحيفة "الجزيرة"، يروي "الدوسري" الواقعة ويقول: "قابلت شابة سعودية في مطار دبي ، فسألتني: "أنت محسوب على المثقفين، صح؟!" ، فأجبتها : يبدو ذلك ، فردت على : "طيب، لو أصابتني نوبة صرع، كيف ستتعامل معي؟" ، فصدمتني بسؤالها، فلم أعرف كيف أبدأ بالإجابة.

وأضاف: "قبل أن أتكلم، أجابت هي: لا تتفلسف، أنت لا تعرف ، ولعلمك كل الناس لا يعرفون ، لم يعلمهم أحد كيف ينقذون المصاب بالجلطة القلبية أو الجلطة الدماغية، على الرغم من أن طريقة الإنقاذ أسهل من طلب سيارة أجرة".

ويمضي الدوسري قائلاً: "مختصر الحوار الذي دار بيني وبينها، أنها تعاني من عدم وعي الناس بمعاناة مريض الصرع ،  وأن حياتها المرتبطة بالأدوية، تجعلها في نظر الكثيرين مختلة عقلياً أو نفسياً ، وأن رحلتها مع المرض أقل وطأة بكثير من رحلتها مع الناس الذين يحيطون بها، والذين يجعلون من المرض عائقاً للتواصل معها، ما اضطرها لاختيار مجتمع آخر للعمل والعيش فيه".

وينهي الكاتب قائلاً: "لا أحد يستطيع أن يشعر بمشاعر المريض، أكثر من المريض نفسه ، ونادراً ما يغير إنسانٌ ما نمطَ حياته، بسبب وجود مريض؛ مثل هذا الإنسان يجب أن يكون الحالة العامة، وليس الاستثناء ، وأبسط ما يمكن أن نلتزم به تجاهه، هو كيف نكون إلى جانبه في اللحظة التي يحتاجنا فيها ، وأبسط ما يمكن أن نقدمه، هو أن نقرأ أو نشاهد بضع دقائق من وقتنا، ما يمكن أن يثقفنا في إنقاذ مريض الذبحة أو الصرع أو السكري، من الموت".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org