كاتبة سعودية: "ابتلاء الأخيار بالنساء الأشرار".. كتاب عربي لـ"شتم المرأة"

رجالنا ضحايا هذا التراث ولم يستطيعوا تغيير رأيهم
كاتبة سعودية: "ابتلاء الأخيار بالنساء الأشرار".. كتاب عربي لـ"شتم المرأة"

 بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ترى الكاتبة الصحفية عزيزة المانع، أن الرجال في مجتمعنا ضحايا، وَرِثوا نظرة التراث العربي السلبية للمرأة وذلك التراث الذي جعل من النساء طائفة "الأشرار" والرجال هم "الأخيار"، وأن الرجال صابرون على هذا الابتلاء، وتقدم كتاب "ابتلاء الأخيار بالنساء الأشرار" المخصص للتحذير من شر النساء؛ مؤكدة أن ذلك التراث يعجّ بسبّ النساء وإهانتهن.

تحية للمرأة

وفي مقالها "ابتلاء الأخيار بالنساء الأشرار" بصحيفة "عكاظ"، تبدأ "المانع" بتوجيه التحية للمرأة المدافعة عن حقوقها، وتقول: "بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: تحية لكل امرأة لا تتردد في التعبير عن رفضها أن تكون (شيئاً)، مجرد (شيء) ليس إلا!!".

النساء الأشرار

ثم ترصد الكاتبة نموذجاً لنظرة التراث العربي للمرأة وتقول: "(ابتلاء الأخيار بالنساء الأشرار) عنوان كتاب وضعه رجل يُقال له ابن القطعة في القرن العاشر الهجري، وطبعاً، المقصود بالأخيار هم (الرجال)، وإذا تَذَكّرنا أن ابن القطعة هذا ألّف كتابه للتحذير من شر النساء قبل أن يصير لهن يوم عالمي يمجدن فيه؛ فكيف بهن الآن وقد صار لتمجيدهن يوم مشهود! نسأل الله اللطف والعون لإخوتنا (الأخيار)".

كتاب لشتم النساء

وتضيف "المانع": "كتاب (ابن القطعة) كما يُقرأ من عنوانه، متخصص في شتم النساء؛ لكنه مع ذلك، لا يُعد شاذاً في موضوعه بين مؤلفات عصره؛ فمن يتصفح كتب التراث الأدبية أو حتى الفقهية، يجدها تعج بقدر كبير من الشتائم والإهانات للنساء، تَرِد في صيغ مختلفة؛ مرة في صيغة مبررات عقلية تحتج بطبيعة المرأة، ومرة في صيغة حِكَم وأقوال لفلاسفة الفرس والهند وغيرهم، ومرة بنسبتها إلى أعرابي أو أعرابية؛ إلا أنها في مجملها لا تخرج عن النيْل من المرأة، ووصمها بأقبح الصفات وأرذلها".

رجالنا ضحايا هذا التراث

وترى "المانع" أن "نسل الأخيار من أبناء هذا الزمان، وَرِثوا عن أجدادهم (الطيبة)؛ فصاروا مثلهم عاجزين عن مواجهة شر النساء الأشرار؛ لكنهم تَحَمّلوا هذا الابتلاء صابرين، واستعانوا على ذلك بِحَبْك النكات ورسم التشبيهات وصياغة الأمثال التي تصنع من النساء نماذج للتفاهة والنزَق وسوء التقدير".

صرخة التمرد

وفي المقابل، ترصد الكاتبة وضعَ النساء في المجتمع قائلة: "كعادة النساء (الأشرار)، لم يُقَدّرن صبر (الأخيار) وتحملهم لهن؛ فانطلقن يصرخن بملء أفواههن ينادين بالحصول على كل ما يحصل عليه (الأخيار)، يُرِدن أن يتحركن بحرية كما يتحركون، وأن يَقُدن كما يقودون، وأن يتخذن قراراتهن بأنفسهن كما يتخذون؛ يُردن أن يحصلن على كل شيء يحصل عليه الأخيار!.. النساء الأشرار، نسين حقيقة مهمة، نسين أن هناك فروقاً كبيرة بين (الأشرار) و(الأخيار)، تجعل من المتعذر تطبيق المساواة بينهما؛ لكن النساء لكونهن أشراراً يرفضن الاعتراف بهذه الحقيقة.. فأعلنّ التمرد، وزدنّ شراً على شر. علا صُراخهن، وطَفِقْن يُرددن الشعارات المنادية بالمساواة، وأسمين أنفسهن (نسويات) وهن في حقيقتهن لسن سوى (أشرار)!!".

وتُنهي "المانع" بـ"أقوال واحدة من أولئك الأشرار: الرجل القوي لا يكره المرأة القوية ولا يخيفه وجودها أمامه؛ فإن أحسست في نفسك نفوراً من المرأة القوية أو كراهية لها؛ فأنصحك بمراجعة ذاتك".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org