كاتب سعودي: قرار الملك سلمان أربك نظام قطر

فنّد أكذوبة الـ 3 ملايين قطري المبايعين لـ"تميم"
كاتب سعودي: قرار الملك سلمان أربك نظام قطر

يؤكد الكاتب الصحفي خالد بن حمد المالك أن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بفتح أجواء المملكة لعبور الحجاج القطريين إلى مكة المكرمة، واستضافتهم بالكامل على نفقته، قد أربك نظام الشيخ تميم بن حمد في قطر، لذلك جاءت ردود فعل النظام القطري مرتبكة ومتخبطة، راصداً بصمات إيران فيما يصدر عن قطر من تصريحات، مفنداً أكذوبة الثلاثة ملايين قطري.

ارتباك

وفي مقاله "ارتباك نظام تميم بعد قرار سلمان" بصحيفة "الجزيرة"، يقول "المالك": "فوجئ النظام القطري بالتوجيه الملكي الكريم بشأن أزمة حجاج قطر، وأسقط بيده ما كان محل تخطيط لديه، وبدا مرتبكاً أمام دوي المفاجأة، ولم يسعفه الوقت في الساعات الأولى من صدور التوجيه الأميري (القطري) في افتعال الأسباب لاستمرار منع المواطنين القطريين من أداء فريضة الحج، والإمعان في تسييس هذه القضية بعد أن ضُيّق الخناق على الدور القطري في إيواء ودعم الإرهاب والتطرف والتحريض والتدخل في شؤون الدول. غير أن النظام القطري الذي اعتاد أن يستلهم الأفكار والممارسات والحيل من إيران، صحا أخيراً ليجد الأخيرة جاهزة لإمداده بما يلبي رغبته، ويستجيب لطموحاته في إيذاء جيرانه، حتى ولو كان ذلك على حساب المواطنين القطريين".

أكذوبة غموض القرار

ثم يرصد الكاتب مجموعة من التصريحات والأكاذيب وردود الفعل القطرية المتخبطة ويقول: "غير أن ما يسمى بحقوق الإنسان في قطر تعاملت مع هذه الأريحية الملكية بالقول إن هذا القرار ما زال يكتنفه الغموض، وإنها ترفض إخضاع الحج للوساطات والحسابات السياسية، مدعية بأن هناك عراقيل واجهت إجراء حج القطريين هذا العام، مع أن مثل هذا الكلام الرخيص لا ينسجم مع إجماع الناس على أن الحجاج القطريين في قلب سلمان، ولا يستقيم بيان ما يسمى بحقوق الإنسان القطرية، مع السماح للقطريين بالدخول إلى المملكة براً دون حاجة إلى أي تصريح، وهو بالتأكيد سيكون موضع سخرية لكل من اطلع على الأمر الملكي الذي نص على نقل الحجاج القطريين مباشرة يكون على الطائرات السعودية مجاناً إلى مطارات المملكة، واعتبارهم ضيوفاً على خادم الحرمين الشريفين شخصياً وعلى نفقته الخاصة. غير أن هذه الإملاءات التي قد يكون مصدرها إيران وهي العدو المشترك، لا تأخذ صفة القيمة الاعتبارية والقانونية والأخلاقية أمام الحقائق الدامغة التي نص عليها توجيه الملك سلمان بن عبدالعزيز".

الشيخ عبدالله آل ثاني رمز قطري مؤثر

كما يرصد "المالك" ما قيل عن الشيخ عبدالله آل ثاني في الإعلام القطري ويقول: "كان من ضمن التعامل الإعلامي القطري مع هذه المبادرة الملكية، ما اعتبروا أن الشيخ عبدالله آل ثاني ليس ذا صفة حتى يتوسط في موضوع مواطنيه القطريين، وكأن الشيخ عبدالله ليس من ضمن الأسرة المالكة في قطر، وأنه من أهم رموزها والمؤثرين فيها، وكأن الحكم لم يغتصب من هذا الجناح الذي ينتسب إليه الشيخ عبدالله لصالح الجناح الحاكم حالياً، وكأن باب الوساطات محصور بما توافق عليه إيران وتنفذه قطر من خلال نظام الشيخ تميم، بينما ترى قيادة المملكة وكل العقلاء في العالم، بل وديننا وتربيتنا على أن باب الوساطات مفتوح ومحبب، ولا يمكن إغلاقه أو حصره في شخص أو فئة أو دولة، ولا في جعل الوساطات مرتبطة بالرضا والاستحسان من طهران، على أن العبرة والأهمية في وساطة الشيخ عبدالله آل ثاني تتحدث عنها النتائج التي أسفرت عنها".

نظام "تميم" في ورطة

ويمضي "الملك" راصداً ويقول: "المؤسف أن يأتي وزير خارجية دولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني فيدعي بأن الإجراءات السعودية الأخيرة لتسهيل حج القطريين -التي أمر بها الملك سلمان- لها دوافع سياسية، ومآرب أخرى، وكأن النظام القطري ليس هو من سيس هذه القضية بمنعه الحجاج القطريين من السفر إلى الأماكن المقدسة، وكأن مبادرة المملكة ليست لفك حصار النظام القطري للحجاج القطريين، وتمكينهم من أداء فريضة الحج، بما يفسر لنا أن نظام تميم وجد نفسه في ورطة أو مأزق، ولم يكن أمامه مع هذه الضربة الموجعة للنظام، المتمثلة بما وجه به خادم الحرمين الشريفين، إلا أن يطلق أبواقه لمواجهة هذا الاختراق السعودي الناجح لقضية منع الحجاج القطريين من أداء الحج".

بصمة إيرانية واضحة

ويؤكد "المالك" أن "هناك ردود فعل أخرى فيها بصمة إيرانية واضحة، فعبدالله العذبة مثلاً يتجاهل وساطة الشيخ عبدالله آل ثاني ونتائجها، ويتساءل في خبث ولؤم: لماذا لم تقدر المملكة وساطة أمير دولة الكويت؟ مع أنه يعرف أنها قدّرتها عام 2013م ثم عام 2014م ونجحت في إلزام أمير قطر بتعهد أعلنت مؤخراً تفاصيله، وأن الرياض لم تطالب نظام قطر في عام 2017م بأكثر مما وقع عليه أمير دولة قطر الشيخ تميم في العامين السابقين المشار إليهما، وقبلت بوساطة الشيخ صباح من جديد على أساس تخلي نظام تميم عن دعم الإرهاب وإيواء الإرهابيين، وبشرط ألا ينكث وعده، وأن يلتزم بما يوقع عليه، غير أن قطر لم تقبل بوساطة أمير دولة الكويت وأفشلت مهمته، وأمام نظام قطر الآن بعد مبادرة الملك سلمان فرصة لإنجاح وساطة سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، بأن يعلن الشيخ تميم عن قبول الطلبات الثلاثة عشر، مع الضمانات اللازمة لعدم تكراره عدم الالتزام بما يتم الاتفاق عليه، وهنا تنتهي عزلة قطر، وتعود دولة بسيادة كاملة بعيداً عن الهيمنة الإيرانية والتركية والإسرائيلية والقوى المعادية الأخرى، ومتناغمة في سياساتها مع دول مجلس التعاون، لا مع إيران والمنظمات والكيانات والأفراد المعادين لدولنا".

أكذوبة الـ 3 ملايين قطري

وينهي "المالك" قائلاً: "ضمن الردود غير المباشرة على التوجيه الملكي الكريم، قال أحد أساتذة العلوم السياسية في جامعة قطر، إن أكثر من ثلاثة ملايين مواطن ومقيم بايعوا من جديد الشيخ تميم أميراً لدولة قطر، وأنا أسأل: كم عدد سكان قطر من قطريين ومقيمين عرباً أو عجماً؟ وهل يصل العدد إلى هذا الرقم؟ أم إنه أضيف إلى التصويت محبون لقطر غير قطريين ولا يقيمون في قطر؟ وكيف تم التصويت؟ وما هي الآلية التي تم بها الانتخاب؟ وما دواعي توقيت المبايعة الآن وليس قبل ذلك؟ أم إن هذا الكلام يندرج ضمن أكاذيب النظام في قطر الذي يتولى ترويجها مقاولون محليون وأحياناً أجانب؛ للهروب من المسؤولية وتجنب اتهامه بالإرهاب؟".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org