#كانوا_معنا: "فؤاد بخش".. لماذا التحق بالشرطة وكيف باع منزله بعد محاضرة دينية؟

زوجته وابنته وقريب يروون تفاصيل حياته: كسوة الكعبة وعريس السفرة وسجادته ووفاته
#كانوا_معنا: "فؤاد بخش".. لماذا التحق بالشرطة وكيف باع منزله بعد محاضرة دينية؟

بعد أن كان الفنان فؤاد بخش، معنا في شهر رمضان الماضي، حلت أيام الشهر الكريم لهذا العام مسرعة بدونه، وهذا جعل عائلته وأصدقاءه يعيشون الحزن على مكانه الخالي بينهم في موائد الإفطار والسحور بعد وفاته قبل حوالي أربعة أشهر عن عمر يناهز 77 عاماً قضى منها الفنان الراحل 40 عامًا في الإذاعة والمجال الفني، وترك أعماله الفنية من المسلسلات والمسرحيات والأفلام  باللهجات الخليجية والمصرية والبدوية خالدة وشاهدة لتميز أحد أوائل رواد الممثلين في الساحة السعودية. 

ذكريات حاضرة

وتتحدث، دانة ابنة الفنان الراحل فؤاد بخش لـ"سبق" بصوتِ يملأه الحزن عن ذكرى غياب والدها في شهر رمضان لهذا العام فتقول: "بعد الإعلان عن دخول شهر رمضان المبارك هذا العام خيم الحزن على منزلنا وعشنا وقتاً عصيباً بعد أن شعرنا بألم غيابه وفقدانه، وبقت ذكرياته في السنوات الماضية حاضرة معنا وتتجدد مع كل لحظة نقضيها بدونه، وهكذا هي الحياة لابد أن نتجرع منها مرارة الفراق وبالذات إذا كان المفقود "أب" والحمد لله على قضاء الله وقدره ونسأل الله أن يغفر له". 

الشرطة ثم الميناء
وبعد أن تجاوزت لحظات الحزن تحدثت "دانة" عن سيرة والدها وقالت: "عاش والدي طفولته ومرحلة شبابه في مكة المكرمة وعمل مع والده في النجارة التي كان يمتهنها في ذلك الوقت، ولأن والده كان كثيراً يحدثه بأنه يحلم بأن يراه رجل أمن بالشرطة، حقق أمنية والده ودخل مدرسة الشرطة بمكة المكرمة في السبعينات لكن بعد أن توفي والده ترك الشرطة وعمل بميناء جدة ليتكفل برعاية أخواته وإخوته . 

دموع وابتسام

تقول "دانة": "كنت أحرص أن أسأل والدي عن ذكريات حياته لأنني بصدد تأليف كتاب عن سيرته العملية وقال لي قبل وفاته كيف عمل بالإذاعة وكيف اتجه للتمثيل وبالتفصيل قال: حينما كنت أعمل بالميناء علمت بوجود وظائف بإذاعة جدة وتقدمت عليها مع عدة أشخاص وقبلت فيها على وظيفة "أمين مكتبة" وكنت أثناء دوامي أنجز عملي بسرعة وأذهب لمشاهدة الممثلين بالإذاعة فكان هذا من جعلني أشرب حب التمثيل وأصبح ممثلاً، مشيرة إلى أن أول برنامج إذاعي قدمه والدها بإذاعة جدة كان بعنوان "دموع وابتسام"، ولارتباط والدها بهذا البرنامج ونجاحه في ذلك الوقت فضل تسمية ابنتيه "دموع وابتسام" على اسم هذا البرنامج.

كسوة الكعبة 

وينقل لنا ابن خالته وصديقه "محمد متولي" موقفاً له مع الراحل فؤاد بخش بقوله: "أبو حاتم شخصية محبوبة وربي رازقه على نيته الطيبة، ومن المواقف التي لا أنساها أننا كنا في موسم الحج قبل حوالي ٤٠ سنة وفي يوم عرفة وقت الظهر كنا مع بعض الأصدقاء جالسين فأقترح علينا الذهاب لمكة للحج، وبالفعل اتجهنا من جدة وبعد أن وصلنا للمسجد الحرام وانتهينا من الطواف صادفنا في ذلك اليوم أنه يتم فيه كسوة الكعبة وكان بابها مفتوحاً، اقترب فؤاد من باب الكعبة ودخل وتبعناه حتى صعدنا لسطح الكعبة وبدأ بمساعدة العاملين وجر الحبال حتى تم الانتهاء من لبس الكعبة بكسوتها الجديدة".

عاداته الرمضانية 

وبلغة الشجن تتحدث لـ"سبق" زوجته "أم دانة" عن بعض جوانب حياته الخاصة برمضان، وبلغة الإيمان بالله تقول: "في شهر رمضان يحرص أن يكون الإفطار مع والدته التي يهتم برعايتها حتى توفيت قبل حوالي عشر سنوات، وكان برنامجه بيوم رمضان يشمل قراءات القرآن والصدقة والمحافظة على صلاة التراويح والقيام وزيارته لأقاربه وأصدقائه" 

عريس السفرة

وتزيد: "من الوجبات التي يحرص فؤاد على تواجدها على مائدة الإفطار طبق الفول والذي كان يذهب ليشتريه قبل الفطور من أحد المطاعم  القديمة بحي البلد وكان يسمي الفول بـ"عريس السفرة" ويحرص على مشاهدته على مائدة الإفطار. 

سجادته معه

وتضيف: "كان شخصية محبوبة بين عائلته وزملائه، وهو مٓــنّ النوع الذي لا يحب أن يتكلم بأحد وكان يحرص على أداء الصلاة بوقتها، حتى وهو يقوم بتصوير أعماله الفنية كان يحضر سجادته معه وعند الأذان يتوقف عن التصوير ويقضي فرضه ثم يكمل عمله وهذا جعل الممثلين معه يحترمونه كثيراً".

منزل العمر

ومن أبرز القصص التي عاشتها معه زوجته "أم دانة" قالت: "كنا كعائلة نحلم بأن نملك منزلاً خاص بنا بدلاً من الشقق والإيجارات وبعد أن قرر "فؤاد" أن يشتري لنا منزلاً، كان يملك بعض المال الذي لا يكفي لشراء منزل العمر، فقرر حينها أن يقترض من أحد البنوك مبلغاً من المال ليشتري  المنزل، وبعد أن عشنا فيه حوالي ثلاث سنوات، وفي إحدى الأيام ذهب فؤاد لأداء صلاة المغرب بالمسجد".

بيعة وتطوع 

واستطردت: "وصادف أن أقيمت بعد الصلاة محاضرة دينية فجلس لحضورها والاستماع لها وبعد أن عاد للمنزل قال لي: هل سمعتي المحاضرة، فقلت: لا ، قال: كانت عن الربا..وأنا اقترضت مٓـنّ أحد البنوك مبلغاً مالياً لشراء هذا المنزل ولا أعلم هل هو ربا أم لا، فقلت: وماذا ستفعل؟، فقال: سأبيع المنزل وأعيد للبنك فلوسه فأنا لا أضمن نفسي، وبالفعل باع منزلنا وعدنا للإيجار حتى اليوم لأنه كان يخاف الله، وأنا عشت معه ٢١ سنة كان يصوم طوال هذه المدة يومي الاثنين والخميس وستة من شوال ويوم عرفة حتى توفي رحمه الله؛ حيث كان يحرص على الصدقة. 

أيامه الأخيرة 

وتقول "أم دانة": "قبل وفاته بشهر توالت عليه الاتصالات والزيارات بشكل مفاجئ من زملائه وأصدقائه القدامى للإطمئنان على صحته؛ حيث اتصل عليه الفنان سمير الناصر من المنطقة الشرقية وزاره بالمنزل مدير الإذاعة بجدة كما حضر لزيارته الفنان محمد حمزة وأولاده والفنان خالد الحربي وأولاده وهاني ناظر وبعض الصحفيين وغيرهم".

وفاة طبيعية

واختتمت: "قبل وفاته بشهر كان قد أجرى بعض التحاليل وكانت نتائجه ممتازة، وبالنسبة لوفاته لم تكن كما تناقلتها وسائل الإعلام بأنها سكتة قلبية فهذا غير صحيح، الوفاة كانت طبيعية وهو نائم بعد المغرب وكان قبلها لا يشكو مٓـنّ شيء ضحك معنا وتكلم وطلب أن يرتاح قليلاً بعد تناول العلاج؛ لكنه توفي على فراشه عليه -رحمه الله- في عمر 77 عاماً".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org