#كانوا_معنا: "مهندس البروفايل" من عشق مكة لتحرير الكويت والمناطق الساخنة

رحل "عمر المضواحي" قبل 6 أشهر تاركاً تراثاً صحفياً فريداً يحكي عنه نجله وأقرانه
#كانوا_معنا: "مهندس البروفايل" من عشق مكة لتحرير الكويت والمناطق الساخنة

قبل ستة أشهر فقدت الساحة الإعلامية، الإعلامي عمر المضواحي، أو "مهندس البروفايل" كما أطلق عليه الإعلاميون؛ حيث وافته المنية، في 9 ربيع الأول الماضي ودفن في مقبرة المعلاة، ورحل تاركاً تاريخاً عن آثار الديار المقدسة التي طالما دافع بضراوة وببسالة عن جميع معالمها.

عشق مكة

عشق "المضواحي" مكة فعشقته، حتى دفنته بين ثنايا ترابها الطاهر؛ حيث كتب العشرات من التقارير التي أسهمت في تشكيل رأي عام سعودي وإسلامي، يدعو للمحافظة على القيم التاريخية والجمالية للمدينتين المقدستين.

غرس وطبع

كتب بقلمه سلسلة من التقارير وزاد عن الآثار والمعالم التاريخية في المقدستين من الهدم خلال أكثر من 25 عاماً، وغرس قلمه وطبع حروفًا طالما صدحت في حناجر من يقرأ له، يفتخر بها "المضواحي" وهو يسنها حفاظاً على تاريخ مكة، كيف لا وهو من تسلق جبالها، وتجول في دهاليز أوديتها ونفض غبار السنين عن مكتنزاتها التاريخية.

 
السيرة الذاتية

وقال ابنه عبدالمحسن لـ"سبق"، إن والدي عمر بن محسن بن عبدالله المضواحي ولد في محافظة الطائف في 5 سبتمبر 1964م وكان ترتيبه الثاني من بين إخوته، ومتزوج وله خمسة أبناء، ترعرع في أحياء مكة بالتحديد حي العتيبية شارع الجزائر وبدأ دراسته الابتدائية في مكة المكرمة والمتوسطة أيضا، وحصل على شهادة الثانوي في محافظة الطائف وأكمل دراسته الجامعية في مدينة جدة .

لا تهابوا الصواب

وبين:  آخر كلماته التي لازالت عالقة "لا تهابوا الناس ما كنتم على صواب"، مضيفاً: "الفقد كبير بالنسبة للعائلة فهو الشمعة المحترقة تضيء لنا الطريق، فقدنا ضحكته وعصبيته تجاه الصواب، فقدنا المحبة والعطف والرحمة، ومن أبرز عاداته الرمضانية جلوسه على السفرة ونحن متوضئين، والدعاء قبل الأذان، ووجود التمر والفول والشريك. 


المعالم التاريخية 

وأشار إلى إنه كان مهتماً بالمعالم التاريخية محباً لها باحثاً في ركام التاريخ نافضاً لغباره مستشعراً للأصالة، وكان أحد المؤسسين لجمعية معاد المتخصصة في تعزيز الهوية المكية والتعريف عن المعالم المقدسة في مكة المكرمة والمحافظة عليها والصوت الإعلامي لها.

كلمات عالقة

وأبان، أن من الكلمات التي لازالت عالقة في ذهني تحدثه عن لم الشمل والقرب العائلي والاهتمام بأفراد العائلة الآخرين والتضحية لبعضنا البعض وعدم مهابة الناس ما كنا على صواب.

حياته الصحافية 

وسرد ابنه عبدالمحسن سيرته الصحافية قائلاً: "حصل والدي على المؤهل العلمي بدرجة البكالوريوس في الصحافة لسنة 1410هـ 1990م من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وتوفي وهو يعمل كبير المراسلين في صحيفة مكة المكرمة وقد عمل مساعد رئيس تحرير لجريدة الوطن ـ منذ 6 / 2007م وحتى شهر 11/2011م بالإضافة إلى أنه عمل في إدارة مكتب جريدة الشرق الأوسط في المنطقة الغربية منذ 1/5/2005 م ــ 2/5/2007 م وكذلك مسؤول تحرير ومدير مكتب مجلة (المجلة) في السعودية منذ 1/6/2000م ــ 1 /2/ 2005م.

واصل المسيرة

وأضاف: "تابع مسيرته وعمل مراسلاً متفرغاً لمجلة (المجلة) في المنطقة الغربية بالسعودية منذ شهر نوفمبر 1998م وحتى 1/6/2000م ، بالإضافة إلى أنه عمل أيضاً كمحرر أول بصحيفة (المسلمون) الصادرة عن الشركة السعودية للأبحاث والنشر من أبريل عام 1996م وحتى أكتوبر 1998م وكذلك سكرتير تحرير مجلة (اقرأ) الصادرة عن مؤسسة البلاد للصحافة والنشر من 25 / 6 / 1990م إلى 23 / 1 / 1993م".

المناطق الساخنة

وتابع: "عمل مراسلاً صحافياً متجولاً حول العالم (خصوصًا في المناطق الإسلامية الساخنة)، وقام بسلسلة رحلات صحفية خارجية زار خلالها كلاً من الهند, وبنجلاديش, وبورما "ميانمار", والفلبين, وماليزيا, واليمن, البحرين, سلطنة عمان, الكويت، تركيا، السودان، ورصد وسجل خلالها العديد من الموضوعات الصحافية المصورة.

جوجل "و"الزائر"

أشرف على إصدار ملحق المحليات الصادر عن جريدة الشرق الأوسط على مستوى المملكة طوال عام ونصف (2005 ـ 2006)، وتم اختياره الصحافي الوحيد في السعودية العام 2006 لبرنامج الزائر الدولي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية للانضمام إلى دورة تدريبية بطريقة عمل وسائل الإعلام الأمريكية شملت خمس ولايات أمريكية ولمدة 22 يوماً زار خلالها عشرات المعاهد الصحافية والمؤسسات الإعلامية والصحفية وشبكات التلفزة الأمريكية, وشارك في أول زيارة للصحافيين للمقر الرئيسي لشركة جوجل في وادي السليكون بولاية سان فرانسيسكو الأمريكية، ومنح شهادة مشاركة في هذا البرنامج.

تحرير الكويت 

ومن ضمن الأحداث المهمة في حياته الصحافية تغطية أحداث تحرير الكويت العام 1991م، وقام بنشر سلسلة تحقيقات اجتماعية وسياسية مصورة من داخل الكويت (11 تحقيقًا) منح عليها شهادة ودرعًا تقديريًا من دولة الكويت.

مؤتمرات وتقدير 

كذلك شارك في تغطية العديد من المؤتمرات السياسية والثقافية والدينية في عدد من الدول حول العالم، منها تغطية ثلاث دورات لمجلس التعاون الخليجي في الكويت والبحرين مرتين، حصل على العديد من شهادات التقدير للمشاركة في مختلف المناسبات الإعلامية والصحافية في المملكة، وباشر مهام تهيئة وتدريب جيل جديد من الصحافيين والصحافيات يشاركون اليوم في عدد كبير من المطبوعات الإعلامية في السعودية وخارجها.

ماذا قالوا عنه؟ 

ويقول عنه الصحافي كمال إدريس الذي زامله في صحيفتي "الشرق الأوسط" و"مكة": "زاملته في الشرق الأوسط بمكتب جدة، والتقينا في صحيفة مكة، هو رجل حلو المعشر معتد برأيه في الكتابة الصحفية، عندما يكتب يصنع جواً مليئاً بالطقوس، ولد عمر بن محسن المضواحي في مكة المكرمة وتربى بين جبالها، ما جعله الصحفي الأكثر ارتباطاً بشؤونها وهمومها، وفي صلب ذلك شؤون الحرمين الشريفين والآثار الإسلامية وكل ما يتعلق بمناسك الحج والعمرة.

مدافع شرس

وأضاف: "الراحل كرّس حياته الصحافية مدافعاً شرساً عن معالم المدينتين المقدستين في وجه الآليات الثقيلة التي عملت على تغييرها لعقود، وكتب في ذلك عشرات من المواد الصحفية التي أسهمت في تشكيل رأي عام سعودي وإسلامي، يدعو للمحافظة على القيم التاريخية والجمالية لعديد من الشواهد الإسلامية في منطقة الحجاز، بين مكة والمدينة على وجه التحديد.

التحول الإلكتروني

كان الراحل من الأوائل بين أقرانه الذين آمنوا بضرورة التحول الإلكتروني، ناصحاً الشباب بتمكين وتطوير أنفسهم في مجال الصحافة الإلكترونية بكافة تطبيقاتها الحديثة، وكان أحياناً يهرب من ضجيج الورق ورائحته إلى مدونته “روبابيكيا صحافي” وحسابه في تويتر؛ حيث أطل عبرهما على النخبة التي تحب أدبه وصحافته دون قيد أو شرط خلال السنوات الأخيرة.

تداول المعلومات

أما في الساعات الأخيرة من حياته، فكتب المضواحي على حسابه في تويتر مطالباً بنظام يسمح بحصول الصحفيين على ما يحتاجون إليه من المعلومات، معتبراً أن أي شكل من أشكال التقدم في أي مجتمع أو دولة لا يقوم إلا على إعلامٍ حر.

"الفيتشر"

وتفنن الفقيد، خلال سنواته المهنية في كتابة "الفيتشر الصحفي" بأسلوب رفيع ولغة سلسة سطر خلالها العديد من القصص المشوقة والثرية، جنباً إلى جنب مع دفاعه المستمر عن الحرمين الشريفين؛ حيث سخّر قلمه وفكره للدفاع عن تراث مكة المكرمة والمدينة المنورة، وما فتئ يستلّ قلمه كلما لاحظ تهاوناً من مسؤول تجاه معشوقتيه، ويظل يكتب في زاويته الصحفية الصاخبة أو على حسابه "التويتري" الذي يرقبه الآلاف من المتابعين، ولا يتوقف حبره المتدفق، حتى يجد علاجاً ناجعاً للمشكلة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org