كيف تساهم الترجمة الخاطئة في الإساءة لصورة الإسلام؟.. مركز الحرب الفكرية يجيب

أكد أن التعامل مع النصوص الدينية علم وفهم وملكة خاصة مستقلة عن مجرد جمعها وحفظها
كيف تساهم الترجمة الخاطئة في الإساءة لصورة الإسلام؟.. مركز الحرب الفكرية يجيب

شدَّد مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع السعودية على ضرورة التنبه لمخاطر اللبس الذي يمكن أن تحدثه الترجمة الخاطئة للعديد من المعاني الإسلامية، ومنها ما لحق ببعض آيات القرآن الكريم من خلال ترجمات خاطئة سيقت لها.

واستعرض المركز من خلال سلسلة من رسائله على حسابه في موقع تويتر العديد من الأمثلة مؤكدًا أن هناك وهمًا "يتعلق بمعنى الكفر، نتج من الترجمة الخاطئة له فسبب كثيرًا من الإشكال المناقض لمبادئ الإسلام وقيمه في إحسان القول".

وأوضح المركز أن معنى الكفر لغة: الستر والتغطية. وفي الشرع عدم الإيمان بالدين. فكل من لم يؤمن بدين فهو كافر به، كأنه جعل بينه وبين الإيمان به سترًا. مضيفًا: "ومن هنا جاءت المناسبة بين اللغة والشرع حتى قيل للزارع كافر؛ لأنه يغطي البذر في التراب كقوله تعالى {كمثل غيث أعجب الكفار نباته}، أي الزراع". مشيرًا إلى أن معنى الكافر: "غير المؤمن". وتقول لمن لا تؤمن بدينه أو رأيه أنا كافر بذلك أي أرده. وقد جاء هذا على لسان إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء. ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير}.

وأوضح المركز في جزئية أخرى كيف يحصل اللبس بقوله: "لذا ترجمت تراجم معاني القرآن كافة المعتمدة كلمة الكافر بـ: disbeliever أي (غير مؤمن). ويحصل اللبس عندما تترجم مثلاً بـ:( infidel)".

وفي نقطة اعتُبرت من أكثر ما يحصل فيها اللبس من خلال الترجمة أشار المركز إلى مفردة "ترهبون" في الآية الكريمة {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم. وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون} فالصحيح ترجمتها بـ: - Threaten-verb - Threat-noun ولا تترجم بـ: - Terrorize-verb - Terrorism-noun.

ومن ضمن الأمثلة أيضًا استشهد المركز بمفردة (السحر) في الاصطلاح الشرعي؛ إذ يحصل اللبس عندما تترجم بـ magic ، والأولى ترجمتها بـ sorcery ؛ فالأولى تشمل ألعاب خفة الحركة وقوة التدريب، وهذه جائزة في الشريعة، والثانية هي المقصودة في الاصطلاح الشرعي، ولها حقيقة بخلاف الأولى.

وكذلك في ترجمة معنى "النصيحة لله"، كما في الحديث الشريف (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). فهناك من يترجمها بـ: advice ، والصحيح sincerity ؛ فالترجمة الأولى - وهي السائدة - تحيل المعنى لسوء فهم كبير بالإسلام في أدبه مع الخالق جل وعلا، فضلاً عن تحريف المراد الشرعي.

وعلى خط موازٍ طالب المركز جميع برامج التحصين الفكري بضرورة التنبه لخطورة منشأ الانحراف، وهو "الفكر الإخواني"؛ فهي متهمة بكونها إحدى خلاياه المندسة للتمويه والتسلل.

مؤكدًا أن "أرخص ما يكون الإنسان عندما يتنازل عن قيمه في سوق من يزيد، وأكثر ما تكون العقول سطحية عندما تنطلي عليها صفقات شراء الذمم؛ فتصبح وعاء لوحلها".

مشيرًا إلى أن علماء السلفية سبق أن أصدروا تحذيراتهم من الانسياق لدعوات المنهج الإخواني وحليفه السروري، ومن ذلك الالتحاق بمواطن الفتنة والقتال في سوريا وغيرها. كما حذروا من التصنيفات الدينية التي زرعت الكراهية مع بيان ما يرونه حقًّا وراجحًا دون إقصاء عن أُخوَّة الإسلام التي أوحى بها اسم التنظيم الإخواني.

وفيما أشار المركز إلى أن "الإقصاء" من منهج تنظيم الإخوان قام على أساس عودة جاهلية الأمة؛ فانشقوا عن إخوانهم المسلمين بمختلف مدارسهم العلمية في مصر وغيرها. وأنشؤوا تنظيمهم باسم أقصوا به غيرهم عن وصف "الأخوَّة الإسلامية"، فحصروها في تنظيمهم، وجعلوا مرجعية المسلمين لمرشدهم.

وفي ضلالهم كشف المركز أنهم جعلوا في طليعة شعارهم مطلع آية جاءت في سياق توجيه الدولة بالاستعداد الوقائي في إطار التوجيهات العامة، وهي كلمة (وأعدوا) في الآية الكريمة {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة...} الآية.

ورأى المركز أن للسلفية (مع التحفظ على التسمية) منهجًا واضحًا "دعا لمحاربة فكر الخوارج كداعش والقاعدة معتبرًا منهجهم كذبًا على الإسلام وتحريفًا لمعاني نصوصه".. وأنه "عند المقارنة بين كتب وخطب السلفيين وكتب وخطب الإخوان والسروريين نقف (بالشاهد الحي) على حجم الفرق في القيم السلمية والحضارية المنوه عنها".

وختم المركز بإشارات دقيقة إلى "التحويلات القطرية" لمناطق الصراع، وكيف أدت إلى ولادة فصائل إرهابية، وأعاقت الجهود الدولية لمحاربتها. وهي جوانب "قد كشفتها وساطاتها في قضايا الخطف وغيرها".

واستشهد المركز بـ"الخصائص الاستثنائية والفورية لمنح الجنسية القطرية التي تنصب حصرًا على قيام عناصر التطرف والإرهاب بمناكفة الدول المستهدفة في أمنها وسكينتها"، وكيف "تسلل إخوان الخليج لبعض برامج المراجعات الفكرية فلم تـجد مخرجاتها؛ إذ تركزت فعالياتهم العلمية والمؤتمرية على محاور التخفي والتضليل".

وشدد المركز على أهمية أن "التعامل مع النصوص الدينية علم وفهم وملكة خاصة مستقلة عن مجرد جمعها وحفظها، الذي ضل به كثير من الناس".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org