كيف نقرأ يومنا الوطني؟

كيف نقرأ يومنا الوطني؟

كتب: علي الحازمي

مع كل مناسبة للوطن، كيومنا الوطني، أجد نفسي في مأزق جديد حول أي العبارات أكثر مناسبة؛ لنغرِّد في سماء الفخر!

ومع كل صورة، ومع كل ابتسامة، ومع كل فارقة في التعبير، ينطقها كل محب من أبنائه، تبقى الترجمة المناسبة والتفاعل اللائق هو العيب الذي أتحجر عنده، ولكنني أيضًا أفخر به؛ فليس للوطن كلمات موازية، وليس لحبه وصفٌ يليق بمكانته في قلوبنا.

هذا العام تأتي مناسبة الوطن والسعوديون أكثر قوة وتلاحمًا من كل عام، مؤكدين أن التفافهم حول قيادتهم لم يعد مسألة إثبات موقف وتأكيد ولاء، بل هو انصهار ملايين السعوديين في موقف واحد حول قيادة شامخة، وأن السعودية - كما يقول سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) في تغريدته في يوم الوطن -: "ستبقى حصنًا قويًّا لكل مُحبٍّ للخير، ومُحبٍّ لدينه ووطنه".

ما هو جدير بالتأمل أكثر أن موقف السعوديين الذي يجعل الظلاميين في تقزُّم أكبر لم يعد يظهر أكثر في يوم الوطن، بل أصبحت كل الأيام عند السعوديين يوم الوطن. نعم، هناك نِسَب بطالة، وهناك انتظار للعديد من المتطلبات، تعمل الحكومة على حلها، إلا أن معدن السعودي أصيل، وجوهره نبيل، والقيادة والوطن عنده هما الكرامة والعز والشهامة والفخر..

وعندما يقول ولي العهد - حفظه الله - في كلمته عن ذكرى يوم الوطن الغالي "إن المملكة تعول على دور الشباب من المواطنين والمواطنات لتحقيق رؤية السعودية 2030" فهو رهان السعودية الجديدة، دفع به خادم الحرمين الشريفين لمستقبل البلد، ويرعاه ولي أمين، لا حدود لطموحاته لبلده؛ لذا فنتيجة أي رهانات على أي مخاوف على مستقبل وطننا هي فقط باقية في نفوس المرتزقة في جحورهم وأوكارهم القذرة.

مناسبة الوطن هذه المرة مختلفة فعلاً؛ فوطننا خرج بحصيلة عظيمة من غلة نجاحات العام المنصرم، الذي مثَّل عامًا عظيمًا - بحق - كانت فيه السعودية الرقم الصعب في كل ما واجهها من تحديات، كانت أكثر صعوبة مما مرت به في تاريخها.

بقي أن نقدِّم عصارة التقدير، وبأسمى عباراته، لجنود الوطن على الحد الجنوبي، هؤلاء الساهرة قلوبهم قبل عيونهم؛ فقد كانوا – وما زالوا - الحصن المنيع في ميدان الشرف الرفيع.. هم تاج الرؤوس، وعنوان الأمل المعقود، وطوق الأمان بعد الله عز وجل.. مثلهم مثل كل رجل أمن، يسهر من أجل وطن العز؛ فلا يمس ولا يدنس ترابه.

الوطن أمانة..
في الحديقة، في الشارع.. وفي الغياب، وفي الحضور.. الوطن يتمثل في القدوة الحسنة، وفي الصورة المشرفة.. كل ذلك هو أيضًا بحجم أمانة، ننقله للأجيال القادمة من أجل وطننا الغالي.
هنا يكمن واحد من أكبر تحديات الحفاظ على الوطن، إنه مسؤولية لن تتوقف، وهي تكبر مثلما نكبر ويكبر الوطن، وكل أبناء الوطن وبناته قادرون - بإذن الله - على ذلك.
ودام العز للقيادة والوطن وإنسانه النبيل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org