لقاء الأمير وزيادة المحتوى المحلي

لقاء الأمير وزيادة المحتوى المحلي

في لقاء ولي ولي العهد وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الأمير محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي مع داوود الشريان تحدَّث عن نقاط عدة، شملت الشؤون السياسية والاقتصادية والتنموية كمحور أساسي للحديث، ألخص منها في هذا المقال بعض الحديث عن "الصناعة". وكان حديثه عن الصناعات العسكري، ولكن الكلام أيضًا يشمل الصناعات جميعها، حسبما ورد سابقًا في برنامج التحول الوطني 2020، وأيضًا في رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

تحدث سمو الأمير عن أن السعودية ثالث أكبر بلد في العالم في الإنفاق على التسليح، وأن السعودية تعمل على دعم قطاع التصنيع، وأنه لا صفقة سلاح إذا لم تشمل محتوى محليًّا. وأضاف بأن المملكة تركز على رفع المحتوى المحلي في الصناعات العسكرية وصناعة السيارات.

الجزء الذي نستطيع المشاركة به في التصنيع اليوم في السعودية في صناعة السيارة مثلاً هو مواد الحديد وتصنيعها، والألمنيوم والزجاج وبلاستيك المراتب والطبلون وأسلاك الكهرباء. وهذه لا تتعدى 25 % من محتوى صناعة السيارة، وقد تكون أقل. وأي زيادة في المحتوى المحلي ستكون في الجانب الذكي من السيارة (المحركات والمبدلات وأنظمة التوازن وأنظمة الكمبيوتر). وبهذا نستطيع أن نصل إلى الهدف المرجو، وهو 80 %، أو حتى أقل من ذلك.

كيف سنصل إلى ذلك؟

هذا التوجه يعني أن السعودية مقبلة على اقتحام الصناعات المتقدمة، وهذا يعني أن السعودية ستفعِّل دور مراكز البحوث العلمية والتطوير وتطوير الكوادر البشرية؛ وهذا يتطلب استثمارات عالية في البحوث والتطوير، تُقدَّر بعشرات المليارات من الدولارات.

تستثمر دول العالم ما يقارب تريليونَي دولار على البحوث والتطوير (سنويًّا)، 25 % منها في الولايات المتحدة الأمريكية، و22 % منها في الصين، و15 % في اليابان وألمانيا معًا. ومجموع ما تستثمره هذه الدول الأربع يصل إلى 63 % من مجموع استثمارات دول العالم في البحوث والتطوير. وعمومًا، أكثر من 20 دولة بين دول العالم تستثمر 91 % من مجموع الاستثمارات الدولية في البحوث والتطوير. هذا يعني أن هذه العشرين دولة قالت لبقية دول العالم "نحن سنفكر عنكم، ونبتكر ونخترع ونصنع لكم كل شيء جاهزًا، ونوصله إلى بلدانكم، واستمروا في اعتمادكم علينا".

كلام الأمير في اللقاء المذكور أعلاه يعني أن السعودية ستتبنى دورًا فعّالاً في زيادة المحتوى المحلي والقيمة المضافة؛ وهذا يتطلب تفعيل دور الجامعات ودور البحوث العلمية وتطويرها. هذه الاستثمارات ليست إنفاقات بل استثمارات، تستهدف الربحية وزيادة الفرص الوظيفية بكميات كبيرة، وتطوير الاقتصاد المحلي، ومنافسة الدول المتقدمة في كبرى السلع المتداوَلَة بين الدول، التي تعتمد على العقول والابتكار؛ لنتمكن من منافسة الدول المتقدمة بالصناعات المتقدمة، وفي مقدمتها صناعة معدات النقل من سيارات وطائرات وقطارات وشاحنات، ومعدات خفيفة وثقيلة، ومكائن وأجهزة كهربائية وإلكترونيات وأجهزة طبية، وأيضًا صناعة العلاج.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org