لماذا تختلف درجات حرارة "الأرصاد" عن مقياس السيارات والأجهزة الذكية؟

خبيران يجيبان "سبق" عن حقيقة فارق الدرجات العشر
لماذا تختلف درجات حرارة "الأرصاد" عن مقياس السيارات والأجهزة الذكية؟

باتت درجات الحرارة العالية حديث المجالس في السعودية، وقلَّ أن يخلو مجلس عابر من مناقشة هذا المنخفض الحراري، الذي هجم على المدن السعودية منذ رابع أيام عيد الفطر، ولا يزال رابضًا على الأجواء في معظم المناطق.

وسجلت ٢٤ محطة رصد حراري من ٢٩ محطة تابعة لهيئة الأرصاد درجات حرارة تجاوزت الـ٤٠ درجة مئوية في مختلف مناطق السعودية أمس الثلاثاء، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بمئات الصور التي تكشف عن تجاوز بعض المدن سقف الخمسين درجة وفقًا لأجهزة قياس الحرارة بالسيارات الحديثة، أو في أجهزة الجوال الذكية.

وتكشف تلك الصور التباين الكبير بين ما تعلنه هيئة الأرصاد والبيئة يوميًّا من درجات حرارة وما ترصده أجهزة السيارات؛ وهو ما يجعل العديد من المناقشين لقضية حرارة الأجواء يقسمون بأغلظ الإيمان أن ما تعلنه الأرصاد من درجات حرارة غير منطقي، وقد يهمس أحدهم في أذن القريب منه بأن السبب هو الخوف من تعليق الأعمال الميدانية، ضاربًا بعرض الحائط طبيعة تلك الأجهزة التي تستخدمها شركات الجوال، أو التي باتت تقترن بشاشات السيارات الجديدة.

يقول لـ"سبق" حسين القحطاني، المتحدث في هيئة الأرصاد وحماية البيئة، إنهم يرصدون درجة حرارة الهواء في الظل، وبعيدًا عن المؤثرات الخارجية أو سطح الأرض، ووفقًا للمعايير الدولية المتعارف عليها بمنظمة الأرصاد العالمية، في حين أغلب المقاييس الأخرى ترصد درجات الحرارة في أشعة الشمس، أو بالقرب من مؤثرات خارجية، كالمباني والمكائن؛ لذا لا يمكن الأخذ بدقتها؛ كونها لا تتوافر بها الشروط والمعايير المعمول بها في الأرصاد.

وعن علاقتهم مع هواة الطقس قال: هناك توجيهات من الرئيس بزيادة التواصل معهم، وقد بدأنا فعليًّا الترتيب لتنظيم الملتقى الثاني للمهتمين بالطقس والمناخ بهدف تعزيز التعاون، وتحقيق الأهداف التي تخدم المجتمع، وزيادة فرص التعاون بين الهيئة والمهتمين، خاصة في الجانب التوعوي.

من جهته، قال خبير الطقس المعروف راجس الخضاري إن دقة درجات الحرارة التي ترصدها هيئة الأرصاد تعود إلى اعتمادها على أجهزة حديثة ودقيقة، وموزعة في محطات بمختلف المحافظات بالسعودية. وقد يعود التباين في تسجيلها إلى كِبَر بعض المدن، واختلاف طقسها، وبخاصة الساحلية بين أحيائها القريبة من البحر والبعيدة عنه.

وعن مقاييس الحرارة في السيارات قال: هي غير دقيقة على الإطلاق؛ لأنها تقيس درجة حرارة الجرم الخارجي للسيارة، وقد يصل الفارق أحيانًا إذا كانت السيارة في الشمس وتسير في طريق مزدحم إلى ١٠ درجات عن القياس الحقيقي للحرارة.

وواصل: حتى أجهزة الجوال تعتمد على مواقع رصد عالمية، وقد تكون غير دقيقة؛ ولذلك - برأيي - إن أصدق أجهزة للقياس بعد ما تعلنه الأرصاد هو الترمومتر المنزلي، الذي يوجد في الصيدليات وبعض المحال المتخصصة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org