لماذا تُخفق شركاتنا المحلية؟!

لماذا تُخفق شركاتنا المحلية؟!

عندما نستعيد الذاكرة فيما تم تنفيذه من مشاريع حكومية من شركاتأجنبية قبل عقود من الزمن نتذكر مدى الإتقان في العمل لتلك الشركات، التي كانت تعتمد على أياد عاملة أجنبية قليلة، لكنها مدربة ومؤهلة للعمل؛ فكان نتاج تلك المشاريع جودة متناهية، وصيانة قليلة، رغم تقادم سنوات التنفيذ. وأذكر - على سبيل المثال لا الحصر - مشروع المياه والصرف الصحي في مدينة الطائف، المشروع الأضخم في ذلك التاريخ، الذي نفذته شركة كورية، إلى جانب كثير من المشاريعالأخرى المماثلة التي نفذتها شركات أجنبية في جميع مناطق السعودية،وبقيت تلك المشاريع محافِظة على جودتها حتى يومنا هذا؛ فلم تحتَجإلى أي صيانة إلا فيما ندر.

لقد ذهبت الشركات الأجنبية وحل محلها شركات محلية لاستكمال ما يستجد من مشاريع، فكانت الطامة الكبرى؛ فقد تبدأ صيانة المشروع قبل تسليمه! ففي الطائف لا يمر يوم من الأيام دون أن تقوم وحدات الصيانة في شركة المياه بالانتقال إلى أكثر من حي لإصلاح انفجار مواسير أو أنابيب شبكة المياه، وما يصاحب ذلك من إقفال للشوارع، وتسرب المياه فيها، إضافة إلى انقطاع المياه عن سكان الأحياء، حتى غدت الشوارع كلها حُفر ومطبات. وعند هطول الأمطار فإننا نشاهد المآسي للسيارات وللمارة، ويا ويل العابرين للشوارع على أرجلهم إلا إذا حموا أنفسهم بالأكياس البلاستيكية من طرطشة سيارات المتهورين في القيادة؛ والسبب يعود إلى عدم وجود الأمانة والإخلاص في تنفيذ المشاريع؛ إذ يتم استخدام تمديدات أرضية قليلة الجودة، لا تتحمل الضغط في ضخ المياه؛ ما أدى إلى انفجارها محدثة في بعض الحالات نوافير وبحيرات في الشوارع!

لقد اشتكى الأهالي في حي القطبية (السحيلي) في مدينة الطائف من هذه المشكلة المتكررة في حيهم؛ فلم يسلم أي شارع في الحي، سواء كان رئيسياً أو فرعياً من حُفر معدات الصيانة، بل إن الصيانة أحياناً تزيد الطين بلة، ويكون عملها دون المستوى؛ فتتكرر المشكلة مرة أخرى في الموقع نفسه، حتى أن إعادة السفلتة تكون منخفضة أو مرتفعة عن مستوى سفلتة الشارع الأساسية؛ ما تسبب في أضرار بالسيارات، في غياب تام لمراقبي البلدية.

إننا في حاجة إلى محاسبة الشركات التي تتهاون في تنفيذ المشاريع. ولو تم معاقبة تلك الشركات بتكليفها بإعادة تنفيذ المشاريع التي يثبت إخلالها فيها لتم القضاء على كثير من المشاكل، ولقلَّ الخلل، ولتمَّ الاستفادة من أموال تنفق على الصيانة في تنفيذ مشاريع جديدة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org