لن تصنع أحلامك ما دمت لست أنت!

لن تصنع أحلامك ما دمت لست أنت!

في قديم الأثر قال سقراط: "اعرف نفسك وكن نفسك"!

أن تعرف نفسك لا يعني معرفة طولك، وزنك، نظامك الغذائي المناسب، أو حتى شجرة العائلة الممتدة إلى سابع جد؛ ولكن أن تعرف نفسك يعني أن تدرك كوامن داخلك قبل معرفة المحيط الخارج، وأن تستطيع الغوص بعمق في دهاليز ذاتك.

أن تعرف نفسك ليس بالأمر السهل الذي يشبه مقابلة الآخرين وإلقاء السلام عليهم، ولكن أن تشعر بشخصك يتحدث إليك عن مكامن قوتك وضعفك، مكتشفاً إزاء ذلك إيجابياتها وسلبياتها دون حاجز يمنعك من المواجهة.

أن تعرف ذاتك لا يستلزم تعلّم الفلسفة بقدر أن تكون قادراً على الحصول على نسبة 90% (على أقل تقدير) حين تواجهك أسئلة: "حلل شخصيتك في رابط قد يرسل إليك عن طريق الواتس على سبيل المثال"، والتي قد تستغرق فيها زمناً أطول مما تستحق لتختار واحداً من أصل ثلاثة لسؤال: هل تعطي اهتمامك أكثر للمظهر، للمشاعر المتبادلة، أم لتوافق الطباع!

أن تعرف نفسك لا يعني أن تخضع لسلطة الوعي الجمعي في تحديد نظرتك للوجود، وكيف يجب أن تكون وفق هذا المنظور، ولكن أن تعزل نفسك عن هذه السلطة وتأثيرها، خاضعاً إياها تحت المجهر بكل صدق وإصرار على تنقية الشوائب الداخلية، بما يرضي الله تعالى، ثم بما يُشعرك بالرضا والسعادة.

همسة:

حين تعرف نفسك ستدرك مبدأ الكينونة (أن تكون نفسك)، والذي يؤول إلى أن قانون التميز والإبداع يتحقق بمعرفة المعطيات الذاتية، وتوظيفها مع المعطيات الخارجية، والتي ستخلق لك حضوراً قوياً في الحياة، حتى أنت لن تستوعب كم الإرادة في المنجزات التي ستحققها.. كل ما تحتاجه فقط أن تعرف نفسك!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org